خبر كديما (إلى الأمام)- معاريف

الساعة 09:25 ص|28 مارس 2012

ولكن إلى أين بالضبط

بقلم: أوري شالتيئيل

        (المضمون: هذا الصباح ليس فجر يوم جديد. حزب كديما لا يسير الى أي مكان. ومن انتصر في الانتخابات التمهيدية قد خسر في واقع الامر - المصدر).

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب والتهاني لفوزه المثير للانطباع. أولا، بودي أن أعتذر عن أني أتوجه إليك بالمذكر، وإن كان يمكن جدا أن تكون على الاطلاق امرأة. مهما يكن من أمر فان هذا حزب ينازع الحياة وغير ذي صلة؛ حزب كان يفضل لو أنه لم يقم أساس؛ يجب أن يموت بأسرع وقت ممكن وربما يفعل هذا بعد الانتخابات القادمة.

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب ومبروك للانتصار على العدو الذي نغص عيشك في الاشهر الاخيرة. لا ريب أن هذا انجاز سياسي محترم، انجاز يداعب نوازع الشخصية. يمكنني أن أضمن لك بأن هذا الغرور سرعان ما يختفي، بالضبط مثل فرصك في أن تنتخب لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة. وحالة الشلل المميت التي تعيشها أنت ورفاقك في الحزب تسمى "الحزب الاكبر في الكنيست" ولكن في الواقع نحن نعيش في "بيبي – لاند" وهذا الواقع لن يتغير، لا يهم كم أرنبا سياسيا ستحاولون امتشاقه في الطريق.

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب ورئيس المعارضة. هذا اللقب أيضا من المعقول الافتراض بان تتبناه شيلي يحيموفتش في الانتخابات القادمة. حزبك عطش للحكم. فقد اقيم كي يقود. هذا هدفه: الوظائف، القوة والابهة. ولكن لرفيف أجنحة التاريخ كانت أفكار اخرى في الرأس، وكأن به بعث بالزعيم المحبوب للحزب للعناية المكثفة ولم يترك وراءه أحدا ينجح في أن يقود هذا القطيع الاشكالي الى شاطىء الأمان. بفضل الفراغ الذي نشأ نلتَ اليوم رئاسة الحزب. بسبب هذا الفراغ لن تنجح على ما يبدو في أن تقوده إلى أي مكان.

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب. الحزب هو أنتَ، باستثناء أن هذا الحزب ليس قائما حقا وواضح تماما أنه لا يسير كديما (إلى الأمام). الانفجار الكبير الذي وعد به تبدى منذ زمن بعيد كوصفة سحرية عابثة. ما تبقى هو حفنة من السياسيين المستائين الذين فروا من أحزابهم في صالح كراسي مبطنة وبقوا يتامى وغاضبين. ما تبقى هو حزب بلا مؤسسات، بلا جذور، بلا تقاليد أو ايديولوجيا، ومع تأييد جماهيري آخذ في فقدان قوته من استطلاع الى آخر. ما تبقى اليوم صباحا هو حزب منقسم ومتنازع، حزب ذروته القصيرة خلفه ومستقبله يبدو اليوم غامضا حتى جدا.

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب. انتصرتَ في المعركة وهذا جميل، ولكن في الحرب بانتظارك أغلب الظن هزيمة نكراء. محظور عليك أن تطلق آراءاً قاطعة كي لا تثير أعصاب احد. ولكن أولئك الذين سيطلقونها، مثل شيلي وايفات، سيسرقون لك مئات آلاف الاصوات. في الكنيست الـ 19 من المعقول الافتراض بأنك ستقود حزبا من منزلة واحدة. وبعد ذلك ستأتي الانشقاقات. فهل تحت قيادتك سيلفظ كديما أنفاسه؟

        صباح الخير لزعيم كديما المنتخب. لا بد أنهم قالوا لك انه في السياسة كل شيء يمكن أن يحصل، وبالتأكيد لدى أحد ما مثل نتنياهو الذي الأمر الاكثر استقرارا لديه هو عدم  استقراره. امور غريبة ستقودك الى البيت الفاخر في رحافيا سبق أن حصلت هنا غير مرة. احتمالاتك طفيفة، هذا صحيح، ولكن على الاقل يوجد لديك ايمان. وانتم تعرفون ماذا يحصل لاولئك الذين يؤمنون. فهم لا يخافون من التحطم.