خبر ما هي الرسالة التي تحملها مسيرة القدس العالمية لـ « اسرائيل »؟

الساعة 09:47 ص|27 مارس 2012

غزة

أجمع محللون سياسيون على أهمية مسيرة القدس العالمية المقرر تنظيمها في 30 مايو آذار الجاري تزامنا مع إحياء يوم الأرض و ما يحدث من مجريات على الساحة العربية و الوضع الداخلي الراهن على الساحة الفلسطينية

و أكدوا في أحاديث منفصلة أنه على الرغم من أن مسيرة القدس في يوم الأرض لن يكون لها الأثر الكبير في مجريات الأحداث على الساحة العربية و الدولية إلا أنها تؤسس لمرحلة جديدة و قناعات جديدة لدى العالم العربي و الإسلامي للتحرك الفاعل نحو تحريك قضية القدس المحتلة في ظل المخططات التهويدية التي تتعرض لها.

فبدوره أكد المحلل السياسي، د. مصطفى الصواف على أن المسيرة ستكون رسالة إلى العدو الصهيوني مفادها أن القدس لا زالت تتربع في قلوب الأمة العربية و الإسلامية، و أن موعد الخلاص بات أقرب من أي وقت مضى

و لفت الصواف في حديث لـ "لوكالة فلسطين اليوم الاخبارية" الى أن مسيرة القدس  تجدد التأكيد لدى الجميع بأن هناك حق مغتصب للأمة و أن كل إجراءات التهويد لن تجدي نفعاً و أن القدس لن تكون في يوم من الأيام عاصمة للعدو، بل عاصمة للدولة الإسلامية.

و تطرق في سياق حديثه إلى استعدادات الاحتلال لمواجهة هذه المسيرة بالقول: "أن العدو يخشى ما حدث في 15 مايو من العام المنصرم، حين تدافع آلاف الفلسطينيين باتجاه حدود فلسطين المحتلة عام 48 "، الا أنه رأى بأن المسيرة لن تتعدى الطابع السلمي و ستقف عند حدود الدول المشاركة فيها، و لكن الاحتلال يضخم هذه القضية لإثارة الرأي العام ليبين أن هناك شيء ما سيجري في يوم الأرض.

و حول إمكانية أن يرتكب الاحتلال أي حماقات في هذا اليوم قال د. الصواف: "إن مهاجمة المسيرة هو أمر متوقع من قبل قوات الاحتلال، حتى و لو لم يدخلوا الأراضي الفلسطينية عبر الحدود، و لكن هذا هو ديدنهم"، مشيراً إلى أن المتظاهرين لن يعطوا الاحتلال هذه الفرصة و ستبقى المسيرة كما تم التخطيط لها، و لن يسمح بأن تراق دماء المتظاهرين فيها، لا سيما و أن الاحتلال يسعى لتحقيق مصالحه حتى لو كانت في بحر من الدماء.

و من جهته اعتبر المحلل السياسي، د. رجب أبو سرية أن تنظيم هذه الفعاليات له أهمية كبيرة، و خصوصا أن القضية الفلسطينية وصلت في السنوات الأخيرة إلى آفاق صعبة على صعيد المفاوضات و الوضع الداخلي و الانقسام الفلسطيني الذي ألقى بظلاله على مجمل الوضع الراهن على الساحة الفلسطينية

و أشار في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن النضال الفلسطيني بدأ يأخذ منحى مختلف في هذا الأيام و لا سيما و أنه خلال نحو ربع قرن مضى، تركز على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 76، بينما يمثل الفلسطينيون في الشتات نحو 60% من الشعب الفلسطيني و لم تسنح لهم الفرصة بركوب سفينة الانتفاضتين الأولى و الثانية

و لفت إلى أن الحراك الشعبي الذي بدأ منذ 15 مايو ايار من العام الماضي، يسير باتجاه ربيع فلسطيني ينهي الاحتلال و يضع قضية القدس و العودة على طاولة صناع القرار في العالم، و لذلك فإن "إسرائيل" بدأت بإعداد العدة لهذه المسيرات لأنها تخشى من مجرد ان يشارك فلسطينيو الشتات في الحراك الشعبي هذا، و تخشى من إجبارها على فتح جبهات متعددة و خصوصا على الحدود مع عدة دول عربية ممتدة من لبنان شمالا و إلى سوريا إلى الشمال الشرقي و الحدود الأردنية وصولا إلى الجنوب حيث سيناء   

و أكد أن مصدر خوف "إسرائيل" من تنظيم هذه المسيرات هو تجربتها المريرة مع ممثلي الشعوب الأحرار، مقارنة مع حروبها مع الجيوش النظامية، حيث تعرضت في مواجهتها الغضب الشعبي لخسائر فادحة و هي تعرف جيداً أن هزيمتها الحتمية ستكون على أيدي الجماهير الشعبية و ليس الجيوش النظامية

و لم يستبعد المحلل أن تلجأ "إسرائيل" لمواجهة الجماهير بإطلاق النار نحوهم، لكنه أكد بأن منظمي هذه المسيرة حريصون أشد الحرص إنجاحها و عدم إعطاء الفرصة للاحتلال لإفشالها، داعيا لاستمرار هذه الفعاليات وصولا إلى 15 مايو أيار المقبل و الاستمرار فيها إلى ما بعد ذلك وصولا إلى ربيع فلسطيني

و خلص المحلل أبو سرية إلى أن الحقوق الفلسطينية لن تعود إلا بانتزاعها من أنياب الاحتلال بالإرادة و العزيمة القوية التي يمتلكها منظمو هذه المسيرة، و باستمرار مثل تلك المسيرات خلال الشهور المقبلة