يلزم الوقود لتشغيلها وإضاءتها

خبر غـزة: أزمة الوقـود تُلاحق قوارب الصيادين

الساعة 07:47 ص|27 مارس 2012

غزة

لم يكن السبب في تعطلها هذه المرة بحرية الاحتلال كما جرت العادة، بل هو نقص الوقود "المازوت" اللازم لتشغيلها وإضاءتها طوال ساعات الليل على امتداد شواطئ قطاع غزة هذه المرة.

قوارب الصيد التي زودها الصيادون، منذ أشهر فقط بالعشرات من كشافات الإضاءة الكبيرة على كافة جوانبها، حبيسة الميناء، تحتاج إلى كميات كبيرة من المازوت كي تتمكن من العمل وجذب الأسماك في محيطها قليل العمق بسبب تحديد البحرية الإسرائيلية للمسافة المحددة لعملها.

وأوضح الصياد فاروق أبو عميرة، أن الكميات المتوفرة للصيادين لا تفي بحاجتهم الكاملة للصيد والعمل يومياً ،لافتاً إلى أن الصياد يفضل أن يجمع الكميات المتوفرة له خلال أسبوع للدخول إلى البحر والصيد.

وأوضح في حديثه لـ "الأيام" أن القوارب الكبيرة المختصة بالصيد ، تبحر مدة يومين متواصلين أحياناً، حسب صيدها، وهذا يعني توفر كميات مناسبة لها المازوت، سواء للإضاءة لجمع الأسماك وجذبها لمنطقة الصيد، أو لغرض الإبحار، مشيراً إلى أن قطاع الصيد تضرر بشكل كبير جراء نقص الوقود، ولحقته خسائر إضافية غير تلك التي تعود عليها الصياد.

وأشار بينما كان يستغل وقته بحياكة ما ألحقه العمل من تمزيق في شباك الصيد، إلى أن القوارب تحمل أحياناً على متنها غالونات إضافية من الوقود، خشية التعرض لأي أزمة خاصة وان بحرية الاحتلال كثيراً ما تعترضها وتلحق الدمار والخراب بها.

وكانت أزمة الوقود التي تعصف بمختلف مناحي الحياة اليومية في قطاع غزة، تواصلت للشهر الثاني على التوالي، الأمر الذي الحق أضراراً كبيرة في مختلف القطاعات.

وأكد الصياد زهير العامودي أن أزمة نقص الوقود ألحقت أضراراً بالدخل اليومي لأسر الصيادين، لافتاً إلى أن الصياد يعاني منذ سنوات قلة الناتج، بسبب قلة العمق والمسافة المسموح بها من قبل الاحتلال للإبحار.

وقال لـ "الأيام": الصياد يعيش أيام عمله، بناء على موسم الصيد، وعند عرقلة الموسم لأي سبب كان يخسر الصياد أخصب فترات عمله وأكثرها دعماً لصموده خلال العام.

وأوضح أن موسم صيد "السردين" وغيرها من الأسماك المطلوبة في قطاع غزة على وشك البدء، واستمرار توقف القوارب وحال الصيادين يعني خسارة موسم من أهم مواسم الصيد في العام لصيادي القطاع.

وناشد الجهات المسؤولة الأخذ بعين الاعتبار أولويات العمل والصيد، كي لا تتعطل عجلة الحياة المرتبطة ببعضها البعض، مشيراً إلى أن الأزمة في تزايد ولا تشير الأخبار لأي حلول في الأفق.

وأكد الصياد حازم النحال أن الحلول الحالية المتخذة لتوفير الوقود للصيادين لا تفي بحاجة عمله، ولا تكفي مواصلة العلم بشكل اعتيادي، ما أدى إلى تقليص الصيد، وتوقف القوارب عن العمل حتى لا تعود بخسارة دون التمكن من ممارسة الصيد بشكل طبيعي.

وأشار إلى قارب محاط من كافة جوانبه بكشافات إضاءة كبيرة، قائلاً: لا يمكن ممارسة العمل ليلاً دون أضاءه هذه الكشافات، ولا يمكن اتخاذ بدائل أخرى وسط البحر، كون الوقود هو الوسيلة الوحيدة لمواصلة الصياد حياته وعمله داخل البحر.

ولفت النحال إلى أن تخزين الأسماك بعد صيدها يحتاج إلى ألواح الثلج التي يحملها الصياد معه داخل البحر، وأزمة الكهرباء ألحقت إضراراً أيضاً بتجميد هذه الألواح، وتخزين الأسماك أيضاً في الثلاجات فور العودة من رحلة الصيد، مشيراً إلى أن الحياة العملية للصياد لا يمكن أن تتواصل بشكل اعتيادي دون الوقود اللازم.

وكانت وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية بغزة من أن السلة الغذائية لسكان القطاع متمثلة في الزراعة والصيد البحري والثروة الحيوانية مهددة بالخطر والتوقف التام، خاصة الآبار الزراعية والآلات التشغيلية ومصانع التعليب والفرز، إضافة إلى مزارع الدواجن المختصة بالتفريخ والإنتاج. لافتةً إلى أن مئات المراكب والسفن البحرية "تصطف بلا حراك حبيسة في ميناء غزة بسبب نقص الوقود".

وأكدت أن توقف القطاع الزراعي عن العمل والإنتاج "هو حلقة من سلسلة الكوارث التي تنتظر القطاع بسبب الحصار دون تدخل جدي ومسؤول من الدول العربية والأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان.

وأكد الصياد محمود العاصي أن اسر الصيادين محدودة الدخل، تعتمد بالدرجة الأولى على البحر ورزقه، ويصعب على الصياد البحث عن عمل آخر وسط جيوش البطالة، وتعطل قطاعات مختلفة في غزة.

وقال لـ "الأيام": من الصيادين من توجه للعمل في شراء الأسماك القادمة عبر الأنفاق، وبيعها في الأسواق كأسماك مصرية، ومنهم من انشغل في إصلاح قواربه وشباكه أملاً في انتهاء الأزمة قريباً.

وتمنى أن يتعاون الجميع لإنهاء الأزمة في قطاع غزة بسرعة كي تعود الحياة الى مجاريها الطبيعية، مناشداً كافة الجهات المعنية والمختصة الإسراع في ذلك.