خبر صحة غزة: مصير مئات المرضى في خطر والمرحلة القادمة أسوأ

الساعة 01:09 م|26 مارس 2012

غزة

تعيش مستشفيات و مراكز الرعاية الصحية بوزارة الصحة في هذه الساعات حالة من الترقب الشديد وسط تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن مرافقها الصحية بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غــزة منذ أكثر من الشهر , فعديد المرضى والمراجعين يتملكهم شعور بالقلق في أن تتوقف أجهزتهم عن العمل , وتخفوا أصواتها لتعلن عن وفاة في ذلك القسم أو ذاك , هي ساعات صعبة تحكم حلقاتها بشدة على مصير الخدمات الصحية التي قلصت للحد الأدنى لتجد نفسها مرغمة في مصير مظلم يكاد أن يتبدد بشمعة أمل يحاول الكوادر الطبية على إبقائها مشتعلة .

صرخات تعالت من غزة المحاصرة أجهشت بها ألسنة مرضى أثقلها الألم والحسرة على من تحجرت قلوبهم وصمت آذانهم وعميت عيونهم , ولسان حالهم يقول هل ينتظر العالم أن نموت لكي يتحركوا !؟ فما تشاهدونه اليوم في غزة ليس من صنع الخيال ولا تسيره سيناريوهات الأفلام , فهي كارثة بل عار على جبين من يتغنون بالعدالة والإنسانية التي باتت تجير بمقاسات سياسية ومصالح اقتصادية مقيته , هم اليوم يغتالون العدالة ويكافئ الجاني الذي يتراقص على جماجم الأبرياء .

أشد حلقات الحصار

اعتبر د.باسم نعيم وزير الصحة ان المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون اليوم أشد حلقات الحصار والمفروض منذ ستة أعوام , جاء ذلك خلال برنامج لقاء مع مسئول والذي ينظمه المكتب الإعلامي الحكومي .

وأضاف معاليه أن جميع خدماتنا الصحية اليوم أمام مصير لا يمكن لأحد أن يتوقع ما ستؤول عليه الأمور خلال الساعات القادمة جراء تفاقم أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء المستمر لأكثر من 12 ساعة يوميا , واعتماد الأقسام الحيوية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية على المولدات الكهربائية لتشغيل الأجهزة , مشيرا الى أن هذه الخطوة تعتبر كارثة بان تقوم المستشفيات بإجراء العمليات الكبرى أو تقديم خدمات العناية المركزة وغسيل الكلى وغيرها على الطاقة الضئيلة التي تولدها المولدات الكهربائية ما يعني ان أي خلل في تلك المولدات أو غياب الوقود في أية لحظة سنقف أمام كارثة حقيقية لا يحمد عقباها .

وأضاف أن المتبقي من مخزون الوقود لدى وزارة الصحة مانسبته 18 % معظم هذه النسبة كميات راسبة لايمكن استخدامها أي أننا نتحدث عن يومين او ثلاثة أيام قبل النفاذ الكامل لكميات السولار .

وطالب معاليه كافة المؤسسات المعنية بالقطاع الصحي إلى التحرك الفوري والسريع لإنقاذ الموقف , محملا في ذات السياق الحكومة في رام الله تداعيات ماآلت إليه الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة وذلك باستخدامها للملف الصحي كورقة ضاغطة لانتزاع مواقف سياسية خاصة فيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية والتي هي مطلب للجميع لانهاء حالة الانقسام والذي عانى القطاع الصحي من تداعياته , ومطالبا إياهم إلى عدم الوقوف في صف الاحتلال الذي يزيد من إجراءاته اللاأخلاقية ويتنصل مما فرضته عليه القوانين الدولية كمحتل للأرض .

الصحة تدق ناقوس الخطر

عقدت لجنة إدارة الأزمة بوزارة الصحة اجتماعا طارئا لها لبحث تطورات أزمة انقطاع التيار الكهربائي والوقود في وزارة الصحة برئاسة عطوفة د.حسن خلف وكيل الوزارة و مشاركة كل من أ.موسى السماك مدير عام الشئون الإدارية والمالية  و د.مدحت محيسن مدير عام المستشفيات و د.مدحت عباس مدير عام مجمع الشفاء الطبي و م. بسام الحمدين مدير عام الهندسة و الصيانة و د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة حيث استعرضت اللجنة الوضع العام للازمة وانعكاسها على مجمل الخدمات الصحية و أبدت اللجنة قلقها البالغ من اشتداد الأزمة المركبة التي تعاني منها المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى المنومين داخل منازلهم  .

و قال د.أشرف القدرة الناطق بإسم وزارة الصحة أن العجز الحالي في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية داخل المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية بلغ 82% أي أن المتقى حالياً فقط 18% و هذه الكمية تكفي فقط إلى 4 أيام .

و بين القدرة أن نحو 70 سيارة من سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية ستتوقف عن العمل خلال هذه تلك الفترة إذا لم يتم إدخال المحروقات إلى قطاع غزة , مشيراً إلى انه بالفعل تم إيقاف 15سيارة من سيارات الخدمات الصحية و التي تعمل على مادة البنزين توقفت عن العمل بالإضافة إلى 18سيارة إسعاف أيضاً توقفت و أصبحت خارج الخدمة تماماً.

و أشار القدرة أن الإدارة العامة للهندسة و الصيانة ستعتمد برنامج إعادة توزيع الأحمال الكهربائية الأساسية بحسب الأولويات في الأقسام المختلفة في المستشفيات و ستضطر إلى استخدام المولدات الصغيرة في الفترة المسائية لتغذية الأقسام الحيوية فقط كجزء من إدارة الأزمة.

وأضاف القدرة الى أن انقطاع التيار الكهربائي أدى في كثير من الأحيان الى فساد وحدات الدم في المختبرات وبنوك الدم بسبب عطل الثلاجات , و فساد التحاليل الطبية الخاصة بالمختبرات والتي تحتاج لدرجات حرارة معينة للحفاظ عليها ,و فساد التطعيمات الخاصة بالأطفال التي تحتاج إلى درجات حرارة معينة , و فساد الأدوية التي تحفظ في الثلاجات , و فساد المواد الغذائية الخاصة بوجبات المرضى .

كما وأدت الى تعطل وتوقف المئات من الأجهزة الطبية مثل (أجهزة الأشعة، أجهزه العناية، أجهزة المختبرات، أجهزة غسيل الكلي، وغيرها) والأجهزة الكهروميكانيكية (أجهزة تعقيم، مغاسل، محطات أكسجين، المصاعد، اللوحات إلكترونية لطبلونات الكهرباء، وغيرها ) .

مصير مجهول

وتضم الأقسام الطبية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية حالات ممن تكبدت الكثير جراء الأزمة , ففي قسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي يرقد العشرات من المرضى الذين ترى في عيونهم وجها آخر للمأساة فلا تتوقف معاناتهم أنهم مرضى الفشل الكلوي بل تتعدى ذلك بكثير حيث يقول المواطن ( أبو بشير 53 عاما ) , أن الأزمة الحالية جعلت من رحلة العلاج الى المستشفى يلفها الكثير من المشقة حيث يمضي أبو بشير وقتا طويلا حتى تصل وسيلة نقل للمستشفى , ويضيف ما ان أبدأ في جلسة الغسيل والتي أحتاجها ثلاث مرات أسبوعيا , أفكر في مصيري في حال توقف الجهاز عن العمل وانقطعت عنه الكهرباء , مشيرا الى أن الطواقم العاملة بالقسم تبذل جهدا كبيرا لمتابعة عمل الأجهزة وعدم انقطاع التيار الكهربائي عنها .

وفي قسم حضانة الأطفال يرقد عددا من الأطفال الخدج بأجسامهم الصغيرة والتي يحركها نبضات قلب خافت , وأنفاس تخرج بصعوبه تصارع لكي تبقى وكانك تسمع في كل شهيق وزفير مناشدة بريئه من طفل لاحول له ولا قوة أن ارحموا ضعفنا , فما لذنب اقترفناه لنكون اليوم على عتبات الموت , وأمهات تدمع عيونهم وتخفق قلوبه بالخوف في كل لحظة تغيب فيها الكهرباء , فالمواطنة (م.ش) تتساءل بحرقة أيعقل أن تكون خطوط الكهرباء مشنقة لوأد أطفالنا ؟! مطالبة من ينظر إلينا أن لاينتظر الكارثة والمصير المجهول .    

تهديد مباشر يطال كافة الخدمات الصحية

و حذر القدرة من تهديد مباشر سيطال كافة الخدمات الصحية في مستشفيات و مراكز الرعاية الأولية جراء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة حتى اللحظة و التي تعمق ظلام الحصار الصهيوني على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة .

و أشار القدرة إلى أن العديد من الخدمات الصحية في قطاع غزة مهددة بالتوقف مع تواصل الأزمة اليومية التي تفوق 12ساعة غياب للتيار الكهربائي يومياً , و المتزامنة مع شح الإمداد اليومي من السولار و اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي تحتاج نحو ( 6000 إلى 8000) لتر يومياً و ذلك حسب ساعات الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي .

و اكد القدرة أن 39 غرفة عمليات موزعة على كافة مستشفيات قطاع غزة مهددة بالتوقف خلال الأيام المقبلة إذا استمر التجاهل مخيماً على كل نداءات الاستغاثة التي يطلقها المرضى بأناتهم و صراعهم مع المرض .مشيراً في الوقت ذاته إلى قلق الطواقم الطبية في أقسام النساء و الولادة لاسيما أقسام الحمل الخطر على حياة نحو 40 سيدة تحتاج إلى إجراء عمليات ولادة قيصرية يومياً في محافظات غزة .

بالإضافة إلى تفاقم الوضع الصحي لنحو 60 مريضاً في أقسام عناية القلب و القلب المفتوح و قسطرة القلب و الذين يتطلب وضعهم الصحي عناية فائقة في هذه الخدمة النوعية و التي يعتبرها قادة العدو تحدياً كبيراً للحصار المفروض على قطاع غزة منذ ست سنوات.

و قال القدرة أن أكثر من 100 طفل من الأطفال الخدج الغير مكتملي النمو سيتعرضون إلى أبشع مواجهة مصيرية يندى لها جبين البشرية جمعاء عندما تنقطع الكهرباء بالكامل عن أجهزة الحياة التي يرقدون فيها و ستحرم 100 أم من ضم فلذات أكبادهن إليهن مع الوصول إلى ساعة الصفر الأسود بسواد الظلام الذي يخيم على كل شيء في قطاع غزة في ظل الربيع العربي .

و أضاف القدرة أن هذا المصير سيلاحق أيضاً 404 مريضاً من بينهم 15 طفلاً يعانون من الفشل الكلوي و يحتاجون إلى إجراء جلستين و ثلاث جلسات أسبوعياً لغسيل الكلى التي تمنحهم فرصة جديدة في هذه الحياة و لكن أملهم في البقاء فيها يتضائل كل يوم لم تقرر فيه الثورة المصرية و القيادة المصرية و مجلس الشعب المصري إنهاء معاناتهم بتزويد قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع .

و أشار القدرة إلى أن نحو 66 مريضاً منوماً في أقسام العناية المركزة في المستشفيات من الأطفال و النساء و كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين من الشباب و طلبة المدارس سيكونون أمام منعطف صحي خطير سيضع الطواقم الطبية بكاملها أمام إختبار صعب في تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي تجاه هؤلاء المرضى جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي و الذي أمسى جزءاً من مكونات الظلم الدولي الممنهج على المواطنين في قطاع غزة و الذي بدا واضحاً في العدوان الصهيوني الأخير و الذي أدى إلى ارتقاء 25 شهيداً و نحو 95 جريحاً نصفهم من الأطفال و النساء أمام مرأى و مسمع العالم و مؤسساته الحقوقية و القانونية دون ان تحرك ساكناً.

و قال القدرة أن المختبرات المركزية و مختبرات الصحة العامة و بنوك الدم في كافة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية و العلاجية ستتعرض للشلل التام و ستكون عاجزة بالكامل عن تأدية دورها الصحي لآلاف المرضى و المواطنين إذا استمرت الأزمة الخانقة لانقطاع التيار الكهربائي و عدم إمداد القطاع الصحي بالوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء البديلة في كافة المؤسسات الصحية في قطاع غزة , مطالباً الجميع بالوقوف عند مسئولياته الأخلاقية و الإنسانية لوقف المعاناة اليومية الذي يتعرض لها نحو 1,7 مليون مريض و مواطن في قطاع غزة .

كما ناشد القدرة أحرار الثورة المصرية و القيادة المصرية و على رأسها السيد محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى و مجلس الشعب المصري المنتخب برئاسة د.محمد سعد الكتاتني و كافة الأحزاب المصرية الحرة لاتخاذ موقفاً اخلاقياً و وطنياً داعماً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه و إرسال الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة و اللازم ايضاً لتسيير الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و مناحي الحياة اليومية للمواطنين في القطاع المحاصر .

كما طالب المؤسسات الحقوقية و الإنسانية و الإعلامية لمساندة حقوق المرضى العلاجية و دعم مطالبهم الانسانية و الصحية العادلة.

توقف سيارات الإسعاف

وفي ذات السياق أكد د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن الوزارة قررت تخفيض استخدام سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية إلى الحد الأدنى داخل مؤسساتها الصحية في محافظات قطاع غزة .

وأكد القدرة أن هذه الخطوة الهامة التي اتخذتها الوزارة جاءت كجزء من إدارة الأزمة التي يتعرض لها القطاع الصحي منذ شهرين بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لـ( 12) ساعة يومياً و الذي خيم على كافة مناحي الحياة اليومية في القطاع , مردفاً أن هذا القرار يهدف إلى سد حاجة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و بنوك الدم و مختبرات الصحة العامة بالوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة فيها , و لتتمكن الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الصحية للمرضى المنومين في أقسام الرعاية الصحية المختلفة خلال الأيام القليلة المقبلة .

مشيراً إلى أن السولار الموجود داخل المولدات الكهربائية في تناقص مستمر بسبب عدم إدخال أي كميات جديدة منه إلى مؤسسات وزارة الصحة بالإضافة إلى الاستخدام المضاعف للمولدات الكهربائية لـ(12) ساعة يومياً لتعويض حاجة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية من الكهرباء .

و أضاف القدرة أن الساعات المضاعفة لتشغيل المولدات الكهربائية تفوق المعدلات الطبيعية لاستخدامها, مما يزيد من تكرار الأعطال فيها من حين لآخر و يضطر الطواقم الفنية لمتابعتها لحظة بلحظة و على مدار اليوم و الليلة لضمان استمرار عملها .

و قال القدرة أن التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة زاد من أزمة نقص الوقود التي تعاني منها وزارة الصحة , بسبب استنزاف كميات كبيرة منه في حركة سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية على مدار خمسة أيام من العدوان مما أثر تأثيرا مباشراً على مخزون الوقود اللازم لعمل الوزارة بكافة مؤسساتها و خدماتها .

و طالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و المؤسسات الصحية و الإنسانية الدولية للتحرك العاجل من اجل دعم استقرار المنظومة الصحية و من اجل حماية حقوق المرضى العلاجية التي تؤكد عليها مبادئ حقوق الإنسان و القانون الدولي و اتفاقية جنيف الرابعة .

و دعا القدرة أحرار الثورة المصرية و ثورات الربيع العربي إلى الوقوف بجانب إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة و الذين كانوا بمثابة تعويذة الانتصار لإرادتهم التحررية و إعلاء صوتهم الحر لرفع الظلم الذي يتعرض له نحو 1,7مليون مواطن فلسطيني في القطاع المحاصر بما في ذلك الضغط على حكوماتهم الوطنية لاتخاذ موقفاً حراً و جريئاً ينهي حصار قطاع غزة بكل الطرق القانونية المشروعة و دعم احتياجاته الإنسانية و الصحية.

كما دعا القدرة القيادة المصرية بكل مستوياتها العسكرية و التشريعية و التنفيذية إلى تفهم الحاجة الملحة لأهلهم في قطاع غزة من الكهرباء و الوقود اللازم لاستمرار حياتهم اليومية و تسجيل موقفاً مشرفاً يخلده التاريخ و الأجيال القادمة في رفع المعاناة عن المرضى و الأطفال و النساء و كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و طلبة المدارس و الشباب.

معاناة المرضى المنومين في المستشفيات

وصف د.اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة  معاناة مرضى غزة باللعنة التي ستلاحق المتفرجين على معاناتهم خاصة المرضى المنومين في المستشفيات و ذوي الأمراض المزمنة في البيوت مرضى الجلطات الدماغية و المصابين بالربو و قصور في التنفس و الذين تتفاقم أوضاعهم الصحية يوماً بعد يوم جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأكثر من 12ساعة يومياً و المتزامن مع فقدان الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة في منازلهم ليتمكنوا من استخدام أجهزة الأكسجين و التنفس الصناعي و الفرشات الهوائية التي تمنع إصابتهم بقرح الفراش بالإضافة إلى معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي و العربات الكهربائية المتحركة في تنقلاتهم و معاناة مئات الأطفال الخدج و مرضى الفشل الكلوي و المرضى المنومين في غرف العناية المركزة و عناية القلب و المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي عمليات جراحية عاجلة من بينهم عشرات النساء اللواتي يتعرضن إلى صراع حقيقي مع الحمل الخطر هؤلاء جميعاً سيحكم عليهم بالموت الجماعي في أي لحظة نعلن فيها توقف الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي خفضت إلى النصف نهاية الأسبوع الماضي في ظل الصمت الغير أخلاقي من قبل المجتمع الدولي و مؤسساته الإنسانية التي لم تحرك ساكناً حتى اللحظة أمام معاناة نحو 1,7 مواطن يكابدون حصاراً صهيونياً ظالماً منذ العام 2006م و هو الحصار الأطول في التاريخ المعاصر و كأن سكان قطاع غزة و مرضاه يقبعون خارج نطاق القانون الدولي و اتفاقية جنيف الرابعة و لا تشملهم برتوكولات حقوق الإنسان .

و اكد القدرة أن العد التنازلي لوقف الخدمات الصحية بدأ يحاصر الطواقم الطبية و يدخلها في حالة قلق حقيقي أمام تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي لمئات المرضى المنومين في المستشفيات بالإضافة إلى تخوفها من مغبة إقدام الاحتلال الصهيوني على استغلال هذا الظرف الذي ما فتئ يسعى إليه و يعتبره مهيئاً لتنفيذ تهديداته المتكررة بتوجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة سيكون مئات المرضى و المدنيين العزل من الأطفال و النساء و كبار السن و طلبة المدارس في مقدمة ضحاياها كما كانت سابقتها.

و أشار القدرة إلى أن الطواقم الطبية قلقة على حياة (404) من مرضى الفشل الكلوي من بينهم (15) طفلاً في حال منعتهم صعوبة المواصلات و توقف 33سيارة إسعاف و خدمات نقل صحي من الوصول إلى جلساتهم الأسبوعية في أقسام غسيل الكلى بالإضافة إلى معاناة مئات النساء الحوامل في الوصول إلى أكشاك الولادة من بينهم أكثر من (40) سيدة تعاني من الحمل الخطر .

التحذير من توقف محطات توليد الأكسجين

كما و حذر القدرة من توقف محطات توليد الأكسجين و التي تعمل على مدار الساعة في المستشفيات و تغطي احتياجات مرضى قطاع غزة بالكامل و ستؤثر على حياة المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي اخذ كميات كبيرة من الأكسجين يومياً في أقسام العناية الفائقة و غرف العمليات و المرضى المنومين في بيوتهم من كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و مرضى الجهاز التنفسي .

كما حذر من توقف أجهزة التعقيم اللازمة لتعقيم الأجهزة و الأدوات و المستهلكات الطبية المختلفة في المختبرات و عيادات الأسنان و أقسام الأنف و الأذن و الحنجرة و أقسام الاستقبال و الطوارئ و كافة الأقسام الحيوية ,محذراً في الوقت ذاته من تلوث بيئي و صحي قد يلحق بالمرضى و المجتمع بالكامل إذا تم إيقاف عمل المغاسل و المحارق داخل المستشفيات .

و جدد القدرة مطالبته للجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و مؤسسات حقوق الإنسان و مؤسسات الإغاثة الصحية و الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية إلى استنفار كافة مستوياتها و طاقاتها و الوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية و الإنسانية من اجل حماية مرضى قطاع غزة من كارثة صحية و بيئية تتعمق ساعة بعد ساعة.

تعيش مستشفيات و مراكز الرعاية الصحية بوزارة الصحة في هذه الساعات حالة من الترقب الشديد وسط تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن مرافقها الصحية بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غــزة منذ أكثر من الشهر , فعديد المرضى والمراجعين يتملكهم شعور بالقلق في أن تتوقف أجهزتهم عن العمل , وتخفوا أصواتها لتعلن عن وفاة في ذلك القسم أو ذاك, هي ساعات صعبة تحكم حلقاتها بشدة على مصير الخدمات الصحية التي قلصت للحد الأدنى لتجد نفسها مرغمة في مصير مظلم يكاد أن يتبدد بشمعة أمل يحاول الكوادر الطبية على إبقائها مشتعلة .

صرخات تعالت من غزة المحاصرة أجهشت بها ألسنة مرضى أثقلها الألم والحسرة على من تحجرت قلوبهم وصمت آذانهم وعميت عيونهم , ولسان حالهم يقول هل ينتظر العالم أن نموت لكي يتحركوا !؟ فما تشاهدونه اليوم في غزة ليس من صنع الخيال ولا تسيره سيناريوهات الأفلام, فهي كارثة بل عار على جبين من يتغنون بالعدالة والإنسانية التي باتت تجير بمقاسات سياسية ومصالح اقتصادية مقيته , هم اليوم يغتالون العدالة ويكافئ الجاني الذي يتراقص على جماجم الأبرياء .

أشد حلقات الحصار

اعتبر د.باسم نعيم وزير الصحة ان المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون اليوم أشد حلقات الحصار والمفروض منذ ستة أعوام , جاء ذلك خلال برنامج لقاء مع مسئول والذي ينظمه المكتب الإعلامي الحكومي .

وأضاف معاليه أن جميع خدماتنا الصحية اليوم أمام مصير لا يمكن لأحد أن يتوقع ما ستؤول عليه الأمور خلال الساعات القادمة جراء تفاقم أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء المستمر لأكثر من 12 ساعة يوميا , واعتماد الأقسام الحيوية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية على المولدات الكهربائية لتشغيل الأجهزة , مشيرا الى أن هذه الخطوة تعتبر كارثة بان تقوم المستشفيات بإجراء العمليات الكبرى أو تقديم خدمات العناية المركزة وغسيل الكلى وغيرها على الطاقة الضئيلة التي تولدها المولدات الكهربائية ما يعني ان أي خلل في تلك المولدات أو غياب الوقود في أية لحظة سنقف أمام كارثة حقيقية لا يحمد عقباها .

وأضاف أن المتبقي من مخزون الوقود لدى وزارة الصحة مانسبته 18 % معظم هذه النسبة كميات راسبة لايمكن استخدامها أي أننا نتحدث عن يومين او ثلاثة أيام قبل النفاذ الكامل لكميات السولار .

وطالب معاليه كافة المؤسسات المعنية بالقطاع الصحي إلى التحرك الفوري والسريع لإنقاذ الموقف , محملا في ذات السياق الحكومة في رام الله تداعيات ماآلت إليه الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة وذلك باستخدامها للملف الصحي كورقة ضاغطة لانتزاع مواقف سياسية خاصة فيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية والتي هي مطلب للجميع لانهاء حالة الانقسام والذي عانى القطاع الصحي من تداعياته , ومطالبا إياهم إلى عدم الوقوف في صف الاحتلال الذي يزيد من إجراءاته اللاأخلاقية ويتنصل مما فرضته عليه القوانين الدولية كمحتل للأرض .

الصحة تدق ناقوس الخطر

عقدت لجنة إدارة الأزمة بوزارة الصحة اجتماعا طارئا لها لبحث تطورات أزمة انقطاع التيار الكهربائي والوقود في وزارة الصحة برئاسة عطوفة د.حسن خلف وكيل الوزارة و مشاركة كل من أ.موسى السماك مدير عام الشئون الإدارية والمالية  و د.مدحت محيسن مدير عام المستشفيات و د.مدحت عباس مدير عام مجمع الشفاء الطبي و م. بسام الحمدين مدير عام الهندسة و الصيانة و د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة حيث استعرضت اللجنة الوضع العام للازمة وانعكاسها على مجمل الخدمات الصحية و أبدت اللجنة قلقها البالغ من اشتداد الأزمة المركبة التي تعاني منها المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى المنومين داخل منازلهم  .

و قال د.أشرف القدرة الناطق بإسم وزارة الصحة أن العجز الحالي في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية داخل المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية بلغ 82% أي أن المتقى حالياً فقط 18% و هذه الكمية تكفي فقط إلى 4 أيام .

و بين القدرة أن نحو 70 سيارة من سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية ستتوقف عن العمل خلال هذه تلك الفترة إذا لم يتم إدخال المحروقات إلى قطاع غزة , مشيراً إلى انه بالفعل تم إيقاف 15سيارة من سيارات الخدمات الصحية و التي تعمل على مادة البنزين توقفت عن العمل بالإضافة إلى 18سيارة إسعاف أيضاً توقفت و أصبحت خارج الخدمة تماماً.

و أشار القدرة أن الإدارة العامة للهندسة و الصيانة ستعتمد برنامج إعادة توزيع الأحمال الكهربائية الأساسية بحسب الأولويات في الأقسام المختلفة في المستشفيات و ستضطر إلى استخدام المولدات الصغيرة في الفترة المسائية لتغذية الأقسام الحيوية فقط كجزء من إدارة الأزمة.

وأضاف القدرة الى أن انقطاع التيار الكهربائي أدى في كثير من الأحيان الى فساد وحدات الدم في المختبرات وبنوك الدم بسبب عطل الثلاجات , و فساد التحاليل الطبية الخاصة بالمختبرات والتي تحتاج لدرجات حرارة معينة للحفاظ عليها ,و فساد التطعيمات الخاصة بالأطفال التي تحتاج إلى درجات حرارة معينة , و فساد الأدوية التي تحفظ في الثلاجات , و فساد المواد الغذائية الخاصة بوجبات المرضى .

كما وأدت الى تعطل وتوقف المئات من الأجهزة الطبية مثل (أجهزة الأشعة، أجهزه العناية، أجهزة المختبرات، أجهزة غسيل الكلي، وغيرها) والأجهزة الكهروميكانيكية (أجهزة تعقيم، مغاسل، محطات أكسجين، المصاعد، اللوحات إلكترونية لطبلونات الكهرباء، وغيرها ) .

مصير مجهول

وتضم الأقسام الطبية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية حالات ممن تكبدت الكثير جراء الأزمة , ففي قسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي يرقد العشرات من المرضى الذين ترى في عيونهم وجها آخر للمأساة فلا تتوقف معاناتهم أنهم مرضى الفشل الكلوي بل تتعدى ذلك بكثير حيث يقول المواطن ( أبو بشير 53 عاما ) , أن الأزمة الحالية جعلت من رحلة العلاج الى المستشفى يلفها الكثير من المشقة حيث يمضي أبو بشير وقتا طويلا حتى تصل وسيلة نقل للمستشفى , ويضيف ما ان أبدأ في جلسة الغسيل والتي أحتاجها ثلاث مرات أسبوعيا , أفكر في مصيري في حال توقف الجهاز عن العمل وانقطعت عنه الكهرباء , مشيرا الى أن الطواقم العاملة بالقسم تبذل جهدا كبيرا لمتابعة عمل الأجهزة وعدم انقطاع التيار الكهربائي عنها .

وفي قسم حضانة الأطفال يرقد عددا من الأطفال الخدج بأجسامهم الصغيرة والتي يحركها نبضات قلب خافت , وأنفاس تخرج بصعوبه تصارع لكي تبقى وكانك تسمع في كل شهيق وزفير مناشدة بريئه من طفل لاحول له ولا قوة أن ارحموا ضعفنا , فما لذنب اقترفناه لنكون اليوم على عتبات الموت , وأمهات تدمع عيونهم وتخفق قلوبه بالخوف في كل لحظة تغيب فيها الكهرباء , فالمواطنة (م.ش) تتساءل بحرقة أيعقل أن تكون خطوط الكهرباء مشنقة لوأد أطفالنا ؟! مطالبة من ينظر إلينا أن لاينتظر الكارثة والمصير المجهول .     

تهديد مباشر يطال كافة الخدمات الصحية

و حذر القدرة من تهديد مباشر سيطال كافة الخدمات الصحية في مستشفيات و مراكز الرعاية الأولية جراء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة حتى اللحظة و التي تعمق ظلام الحصار الصهيوني على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة .

و أشار القدرة إلى أن العديد من الخدمات الصحية في قطاع غزة مهددة بالتوقف مع تواصل الأزمة اليومية التي تفوق 12ساعة غياب للتيار الكهربائي يومياً , و المتزامنة مع شح الإمداد اليومي من السولار و اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي تحتاج نحو ( 6000 إلى 8000) لتر يومياً و ذلك حسب ساعات الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي .

و اكد القدرة أن 39 غرفة عمليات موزعة على كافة مستشفيات قطاع غزة مهددة بالتوقف خلال الأيام المقبلة إذا استمر التجاهل مخيماً على كل نداءات الاستغاثة التي يطلقها المرضى بأناتهم و صراعهم مع المرض .مشيراً في الوقت ذاته إلى قلق الطواقم الطبية في أقسام النساء و الولادة لاسيما أقسام الحمل الخطر على حياة نحو 40 سيدة تحتاج إلى إجراء عمليات ولادة قيصرية يومياً في محافظات غزة .

بالإضافة إلى تفاقم الوضع الصحي لنحو 60 مريضاً في أقسام عناية القلب و القلب المفتوح و قسطرة القلب و الذين يتطلب وضعهم الصحي عناية فائقة في هذه الخدمة النوعية و التي يعتبرها قادة العدو تحدياً كبيراً للحصار المفروض على قطاع غزة منذ ست سنوات.

و قال القدرة أن أكثر من 100 طفل من الأطفال الخدج الغير مكتملي النمو سيتعرضون إلى أبشع مواجهة مصيرية يندى لها جبين البشرية جمعاء عندما تنقطع الكهرباء بالكامل عن أجهزة الحياة التي يرقدون فيها و ستحرم 100 أم من ضم فلذات أكبادهن إليهن مع الوصول إلى ساعة الصفر الأسود بسواد الظلام الذي يخيم على كل شيء في قطاع غزة في ظل الربيع العربي .

و أضاف القدرة أن هذا المصير سيلاحق أيضاً 404 مريضاً من بينهم 15 طفلاً يعانون من الفشل الكلوي و يحتاجون إلى إجراء جلستين و ثلاث جلسات أسبوعياً لغسيل الكلى التي تمنحهم فرصة جديدة في هذه الحياة و لكن أملهم في البقاء فيها يتضائل كل يوم لم تقرر فيه الثورة المصرية و القيادة المصرية و مجلس الشعب المصري إنهاء معاناتهم بتزويد قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع .

و أشار القدرة إلى أن نحو 66 مريضاً منوماً في أقسام العناية المركزة في المستشفيات من الأطفال و النساء و كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين من الشباب و طلبة المدارس سيكونون أمام منعطف صحي خطير سيضع الطواقم الطبية بكاملها أمام إختبار صعب في تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي تجاه هؤلاء المرضى جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي و الذي أمسى جزءاً من مكونات الظلم الدولي الممنهج على المواطنين في قطاع غزة و الذي بدا واضحاً في العدوان الصهيوني الأخير و الذي أدى إلى ارتقاء 25 شهيداً و نحو 95 جريحاً نصفهم من الأطفال و النساء أمام مرأى و مسمع العالم و مؤسساته الحقوقية و القانونية دون ان تحرك ساكناً.

و قال القدرة أن المختبرات المركزية و مختبرات الصحة العامة و بنوك الدم في كافة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية و العلاجية ستتعرض للشلل التام و ستكون عاجزة بالكامل عن تأدية دورها الصحي لآلاف المرضى و المواطنين إذا استمرت الأزمة الخانقة لانقطاع التيار الكهربائي و عدم إمداد القطاع الصحي بالوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء البديلة في كافة المؤسسات الصحية في قطاع غزة , مطالباً الجميع بالوقوف عند مسئولياته الأخلاقية و الإنسانية لوقف المعاناة اليومية الذي يتعرض لها نحو 1,7 مليون مريض و مواطن في قطاع غزة .

كما ناشد القدرة أحرار الثورة المصرية و القيادة المصرية و على رأسها السيد محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى و مجلس الشعب المصري المنتخب برئاسة د.محمد سعد الكتاتني و كافة الأحزاب المصرية الحرة لاتخاذ موقفاً اخلاقياً و وطنياً داعماً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه و إرسال الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة و اللازم ايضاً لتسيير الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و مناحي الحياة اليومية للمواطنين في القطاع المحاصر .

كما طالب المؤسسات الحقوقية و الإنسانية و الإعلامية لمساندة حقوق المرضى العلاجية و دعم مطالبهم الانسانية و الصحية العادلة.

توقف سيارات الإسعاف

وفي ذات السياق أكد د.أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن الوزارة قررت تخفيض استخدام سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية إلى الحد الأدنى داخل مؤسساتها الصحية في محافظات قطاع غزة .

وأكد القدرة أن هذه الخطوة الهامة التي اتخذتها الوزارة جاءت كجزء من إدارة الأزمة التي يتعرض لها القطاع الصحي منذ شهرين بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لـ( 12) ساعة يومياً و الذي خيم على كافة مناحي الحياة اليومية في القطاع , مردفاً أن هذا القرار يهدف إلى سد حاجة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و بنوك الدم و مختبرات الصحة العامة بالوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة فيها , و لتتمكن الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الصحية للمرضى المنومين في أقسام الرعاية الصحية المختلفة خلال الأيام القليلة المقبلة .

مشيراً إلى أن السولار الموجود داخل المولدات الكهربائية في تناقص مستمر بسبب عدم إدخال أي كميات جديدة منه إلى مؤسسات وزارة الصحة بالإضافة إلى الاستخدام المضاعف للمولدات الكهربائية لـ(12) ساعة يومياً لتعويض حاجة المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية من الكهرباء .

و أضاف القدرة أن الساعات المضاعفة لتشغيل المولدات الكهربائية تفوق المعدلات الطبيعية لاستخدامها, مما يزيد من تكرار الأعطال فيها من حين لآخر و يضطر الطواقم الفنية لمتابعتها لحظة بلحظة و على مدار اليوم و الليلة لضمان استمرار عملها .

و قال القدرة أن التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة زاد من أزمة نقص الوقود التي تعاني منها وزارة الصحة , بسبب استنزاف كميات كبيرة منه في حركة سيارات الإسعاف و سيارات الخدمات الصحية على مدار خمسة أيام من العدوان مما أثر تأثيرا مباشراً على مخزون الوقود اللازم لعمل الوزارة بكافة مؤسساتها و خدماتها .

و طالب القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و المؤسسات الصحية و الإنسانية الدولية للتحرك العاجل من اجل دعم استقرار المنظومة الصحية و من اجل حماية حقوق المرضى العلاجية التي تؤكد عليها مبادئ حقوق الإنسان و القانون الدولي و اتفاقية جنيف الرابعة .

و دعا القدرة أحرار الثورة المصرية و ثورات الربيع العربي إلى الوقوف بجانب إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة و الذين كانوا بمثابة تعويذة الانتصار لإرادتهم التحررية و إعلاء صوتهم الحر لرفع الظلم الذي يتعرض له نحو 1,7مليون مواطن فلسطيني في القطاع المحاصر بما في ذلك الضغط على حكوماتهم الوطنية لاتخاذ موقفاً حراً و جريئاً ينهي حصار قطاع غزة بكل الطرق القانونية المشروعة و دعم احتياجاته الإنسانية و الصحية.

كما دعا القدرة القيادة المصرية بكل مستوياتها العسكرية و التشريعية و التنفيذية إلى تفهم الحاجة الملحة لأهلهم في قطاع غزة من الكهرباء و الوقود اللازم لاستمرار حياتهم اليومية و تسجيل موقفاً مشرفاً يخلده التاريخ و الأجيال القادمة في رفع المعاناة عن المرضى و الأطفال و النساء و كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و طلبة المدارس و الشباب.

معاناة المرضى المنومين في المستشفيات

وصف د.اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة  معاناة مرضى غزة باللعنة التي ستلاحق المتفرجين على معاناتهم خاصة المرضى المنومين في المستشفيات و ذوي الأمراض المزمنة في البيوت مرضى الجلطات الدماغية و المصابين بالربو و قصور في التنفس و الذين تتفاقم أوضاعهم الصحية يوماً بعد يوم جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأكثر من 12ساعة يومياً و المتزامن مع فقدان الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة في منازلهم ليتمكنوا من استخدام أجهزة الأكسجين و التنفس الصناعي و الفرشات الهوائية التي تمنع إصابتهم بقرح الفراش بالإضافة إلى معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي و العربات الكهربائية المتحركة في تنقلاتهم و معاناة مئات الأطفال الخدج و مرضى الفشل الكلوي و المرضى المنومين في غرف العناية المركزة و عناية القلب و المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي عمليات جراحية عاجلة من بينهم عشرات النساء اللواتي يتعرضن إلى صراع حقيقي مع الحمل الخطر هؤلاء جميعاً سيحكم عليهم بالموت الجماعي في أي لحظة نعلن فيها توقف الخدمات الصحية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي خفضت إلى النصف نهاية الأسبوع الماضي في ظل الصمت الغير أخلاقي من قبل المجتمع الدولي و مؤسساته الإنسانية التي لم تحرك ساكناً حتى اللحظة أمام معاناة نحو 1,7 مواطن يكابدون حصاراً صهيونياً ظالماً منذ العام 2006م و هو الحصار الأطول في التاريخ المعاصر و كأن سكان قطاع غزة و مرضاه يقبعون خارج نطاق القانون الدولي و اتفاقية جنيف الرابعة و لا تشملهم برتوكولات حقوق الإنسان.

و اكد القدرة أن العد التنازلي لوقف الخدمات الصحية بدأ يحاصر الطواقم الطبية و يدخلها في حالة قلق حقيقي أمام تأدية واجبها الأخلاقي و الإنساني و الوظيفي لمئات المرضى المنومين في المستشفيات بالإضافة إلى تخوفها من مغبة إقدام الاحتلال الصهيوني على استغلال هذا الظرف الذي ما فتئ يسعى إليه و يعتبره مهيئاً لتنفيذ تهديداته المتكررة بتوجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة سيكون مئات المرضى و المدنيين العزل من الأطفال و النساء و كبار السن و طلبة المدارس في مقدمة ضحاياها كما كانت سابقتها.

و أشار القدرة إلى أن الطواقم الطبية قلقة على حياة (404) من مرضى الفشل الكلوي من بينهم (15) طفلاً في حال منعتهم صعوبة المواصلات و توقف 33سيارة إسعاف و خدمات نقل صحي من الوصول إلى جلساتهم الأسبوعية في أقسام غسيل الكلى بالإضافة إلى معاناة مئات النساء الحوامل في الوصول إلى أكشاك الولادة من بينهم أكثر من (40) سيدة تعاني من الحمل الخطر .

التحذير من توقف محطات توليد الأكسجين

كما و حذر القدرة من توقف محطات توليد الأكسجين و التي تعمل على مدار الساعة في المستشفيات و تغطي احتياجات مرضى قطاع غزة بالكامل و ستؤثر على حياة المرضى الذين يتطلب وضعهم الصحي اخذ كميات كبيرة من الأكسجين يومياً في أقسام العناية الفائقة و غرف العمليات و المرضى المنومين في بيوتهم من كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة و مرضى الجهاز التنفسي .

كما حذر من توقف أجهزة التعقيم اللازمة لتعقيم الأجهزة و الأدوات و المستهلكات الطبية المختلفة في المختبرات و عيادات الأسنان و أقسام الأنف و الأذن و الحنجرة و أقسام الاستقبال و الطوارئ و كافة الأقسام الحيوية ,محذراً في الوقت ذاته من تلوث بيئي و صحي قد يلحق بالمرضى و المجتمع بالكامل إذا تم إيقاف عمل المغاسل و المحارق داخل المستشفيات .

و جدد القدرة مطالبته للجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و مؤسسات حقوق الإنسان و مؤسسات الإغاثة الصحية و الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية إلى استنفار كافة مستوياتها و طاقاتها و الوقوف عند مسئولياتها الأخلاقية و الإنسانية من اجل حماية مرضى قطاع غزة من كارثة صحية و بيئية تتعمق ساعة بعد ساعة.