خبر كقطاع غزة ..أزمة الوقود تشل المرافق العامة وتطال المدارس بمصر

الساعة 08:22 ص|26 مارس 2012

الشرق الاوسط

«الحافلات لن تأتي اليوم.. عليكم باصطحاب أبنائكم إلى المدارس بسبب عدم وجود بنزين».. كان ذلك نص مكالمة تليفونية تلقتها معظم الأسر المصرية، أمس، مع بداية أسبوع جديد، وهو ما أثار الكثير من الغضب داخل الأسر، وتعتمد أكثر من 80 في المائة من الأسر على الحافلات والسيارات المدرسية، التي يتم تأجيرها لتوصيل أبنائهم إلى المدارس، كون أزمة الوقود لم تحل، وخاصة مع انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة لتجاوز الأزمة.

وفي حين يؤكد مراقبون أن أزمة الوقود زحفت أمس (الأحد) على المؤسسات العامة بشدة في أول أيام الأسبوع، حيث يتأثر كثيرون بأزمة البنزين خلال اليومين الماضيين بسبب إجازة يومي (الجمعة والسبت)، إلا أنها طالت مع بداية الأسبوع إلى جانب المدارس مرافق مهمة مثل الإسعاف والمطافئ.

وحسب محمد عبد الحميد، ولي أمر الطالب سيف، في الصف الأول الابتدائي، فإن «جميع الأسر اضطرت لتوصيل أبنائها لامتناع الحافلات والسيارات عن توصيلهم بسبب أزمة البنزين»، وقال عبد الحميد، الذي يقطن في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) إن «مدرسة ابنه (الخاصة) أخبرته صباح أمس، أن الحافلة لن تأتي»، وتابع: «المدرسة عللت ذلك بأن جميع الحافلات تقف في طابور يمتد 2 كلم أمام محطات الوقود».

ما قاله عبد الحميد (35 عاما) انطبق على سيد قاسم، ولي أمر الطالب محمد، بإحدى المدارس الحكومية التي لا تقدم خدمة التوصيل للطلاب في حي شبرا، قائلا «السيارة التي كانت تأتي لتوصيل ابني لم تأت أمس، وهو ما دعاني للإصرار على عدم ذهاب ابني للمدرسة بسبب زحام الشوارع وقيام سائقي السيارات الأجرة بزيادة تعريفة الركوب».

وتواصلت طوابير السيارات أمام محطات الوقود أمس، بينما أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن «الوزارة بدأت في وضع خدمات شرطية داخل محطات البنزين لكي تتمكن من السيطرة على عمليات تهريب المنتجات البترولية وضمان وصولها إلى المواطنين».

أزمة البنزين لم تؤثر على المدارس فقط؛ بل ضربت المركز الرئيسي لمرفق الإسعاف بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وأدت إلى توقف 50 سيارة إسعاف وعدم القدرة على تلبية كل النداءات، وأكد السائقون أنهم يقفون فترة طويلة تصل إلى ثلاث ساعات في محطات البنزين، مشيرين إلى أن تأخرهم قد يودي بحياة المرضى، خاصة في حالات الحوادث، سيد توفيق أحد سائقي سيارات الإسعاف، قال: «نحن أكثر فئة متضررة من أزمة البنزين، فالمواطن من الممكن أن يتغلب على الأزمة؛ لكن المريض (هيعمل إيه)».

لم تقتصر أزمة البنزين والسولار على وقوف سيارات الإسعاف بالساعات في طوابير أمام محطات البنزين، بل وصلت إلى عدم تلبية سائقي مرفق المطافئ لبلاغات المواطنين، ويقول محمود حسن، أحد السائقين: «نضطر لعدم الرد على البلاغات بسبب عدم وجود بنزين في السيارات». فيما ظلت فاطمة أحمد (40 عاما) واقفة أمس أمام منزلها بضاحية عين شمس (شرق القاهرة) في انتظار الحافلة التي تنقل ابنتها «ملك» إلى المدرسة، والتي اعتادت توصيلها يوميا؛ إلا أنها اضطرت إلى البحث عن سيارة أجرة لتوصيل ابنتها، لكن معظم الشوارع خلت من السيارات التي يقف أصحابها بالساعات أمام محطات الوقود، وبعد ساعة انتظار جاءت سيارة وطلبت فاطمة من سائقها توصيلها، لكنها فوجئت بأن السائق يطلب ضعف الأجرة، فقررت أن تعود لمنزلها، لأنه لا يوجد وسيلة أخرى لتوصيل ابنتها إلى المدرسة بعد أن خلت الشوارع من حافلات النقل العام، حيث واصل عمال هيئة النقل العام إضرابهم عن العمل لليوم الحادي عشر.