خبر اعتقاداً بأنهم يواجهون البطالة... طلاب التعليم الأساسي يغزون الجامعات

الساعة 05:37 م|25 مارس 2012

غزة

لم تجد غادة حلا أمامها سوى البدء بدراسة تخصص التعليم الأساسي بعد أن ذاقت ذرعا من الانتظار لفرصة عمل في مجال تخصصها السابق الذي كان رغبتها الأولى في أول دراستها الجامعية، و لكن بعدما طال الانتظار و قضت نحو 8 سنوات في انتظار فرصة عمل اضطرت للعودة للجامعة لدراسة التعليم الأساسي اعتقاداً منها أنها ستتمكن من ايجاد فرصة للعمل في هذا المجال

غادة حرب، واحدة من مئات بل آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، الذين لم تسنح لهم ظروف الحياة و البطالة المدقعة التي تخيم على القطاع العام في الحصول على فرصة عمل في مجال الصحافة و الإعلام، الذي درسته قبل 8 سنوات

و قالت غادة لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: "تخرجت من الجامعة في عام 2004 و حصلت على بكالوريوس في الصحافة و الإعلام، و طرقت أبواب عديدة إلا أن الواقع المرير الذي تعيشه خريجات الإعلام كان عقبة في طريقي في كل الأحيان"، موضحة بأنها على الرغم من أنها أحبت تخصصها و عملت بجد من اجل دراسته، إلا أنه لم يوفر لها فرصة في سوق العمل في هذا المجال، معتبرة بأن العمل في مجال الصحافة يبدو أنه حكراً على فئة الشباب فقط.

و بررت غادة لجوئها إلى دراسة تخصص التعليم الأساسي بالقول: "إن هناك عدة أسباب دفعتني لدراسة هذا التخصص منها أن و ظروف الحياة ترى أن مهنة التعليم هي الأفضل بالنسبة للبنات، إضافة إلى أن هذا التخصص أتاح فرص للتوظيف في المدارس الحكومية و مدارس الوكالة للكثير من الطلاب من الجنسين، مقارنة مع تخصص الصحافة الذي يعطي الفرصة للرجال في معظم الأحيان

الطالبة هدى عبد الله، تركت دراستها في كلية مجتمع غزة التابع لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين بعد سنة واحدة في تخصص التمريض، و عللت ذلك بالقول إن التخصص الذي تدرسه صعب في الدراسة و في المقابل ليس من السهل توفير فرصة عمل في هذا المجال، لهذا اضطررت للتحويل من التخصص لدراسة التعليم الأساسي في احدى الجامعات

و أكدت بأن استيعاب موظفين متخصصين في مجال التعليم ممكن في هذه الآونة و لا سيما من هؤلاء الطلاب المتفوقين ذوي المعدلات المرتفعة، حتى أن الطلاب ذوي المعدلات المرتفعة في الثانوية العامة يفضلون هذا التخصص على غيره على الرغم من أن المجال مفتوح أمامهم لدراسة تخصصات أخرى، إلا أن أول ما يفكر به الطلاب هو ملائمة تخصصه لمتطلبات و احتياجات سوق العمل مع ارتفاع مؤشر البطالة و صعوبة توفير فرص عمل في كثير من التخصصات و لا سيما التخصصات العلمية و العلوم التطبيقية

أما الطالب اياد الحاج، فكان له رأي مخالف عن الآراء السابقة، حيث أكد بأنه على كل طالب أن يسأل عما اذا كان هناك حاجة في سوق العمل لخريجين من هذا التخصص حتى لا يكونوا إضافة رقمية لجيش الخريجين عن العمل لا سيما و أن عدد الدارسين في هذا التخصص في ازدياد مستمر

و أكد بأن هناك فجوة واسعة بين مخرجات التعليم في الجامعات الفلسطينية و متطلبات سوق العمل في ظل الظروف الاقتصادية المدمرة التي يمر بها المجتمع بكافة مناحيه سواء كان في قطاع التعليم أو الصحة او غيرها من مجالات العمل الأخرى