خبر بنيامين متعلق ببني -هآرتس

الساعة 09:38 ص|25 مارس 2012

بقلم: أمير أورن

(المضمون: يحاولون في امريكا وكندا التأثير في رئيس هيئة الاركان العامة الاسرائيلي بني غانتس لأنهم يعلمون ان بنيامين نتنياهو لا يستطيع ضرب ايران بغير توصية صريحة منه - المصدر).

        يتعلم دارسون في معهد القيادة ومقر القيادة في الجيش الكندي، من أصحاب رتبة رائد الذين يأتون من الميدان ومن وحدات الطيران والوحدات البحرية كي يتعرفوا لأول مرة على مقاصد مستوى القيادة، ويدرسون في دروس الاخلاق فعلا كان في جيش اجنبي في جبهة بعيدة وحالة ايلي غيفع قائد لواء المدرعات الذي يحتار كيف يتصرف بازاء التيقن من اصابة السكان المدنيين في بيروت. ويفترض موجه الدرس على الدارسين ان يضعوا أنفسهم في مكان الضابط الدائم العقيد بن ألوف ويتعذب ويستقيل، فهل كنت تتصرف مثله؟.

        في أحاديث في معهد الامن القومي هنا كما في مقر قيادة "الشباك" – الموساد الكندي سي-اس-آي-اس في العاصمة أوتوا هناك فضول كبير الى ما يتعلق بمسار اتخاذ القرارات في اسرائيل وصورة التفكير والسلوك لهيئة الضباط العليا في الجيش الاسرائيلي والعلاقة المتبادلة بين المستويين السياسي والعسكري، والحسم الداخلي في قضية الذرة الايرانية.

        ان الجيش الكندي الذي أنهى مهمته في افغانستان يخجل شيئا ما من الصبغة التقليدية للقوات المحاربة. وهو يفضل ان يتم تصويره بصورة مساعد الكنديين في الداخل وفي العالم، كما يقول شعاره الموجه للعلاقات العامة. مضمد، لا محتل؛ وطائفة من المراقبين كما يقول عنه أحد ضباطه. ومن اجل إغراء شباب وذوي مهن بأن يجندوا أنفسهم للجيش وبأن يبقوا فيه تُعرض عليهم مكافأة مالية مناسبة: فالعريف المتقدم في سنته الخامسة يؤجر نحوا من 6 آلاف دولار كل شهر، والرائد 9 آلاف والطبيب المختص برتبة عقيد يحصل على 24 ألف دولار كل شهر، أي أكثر من رئيس هيئة الاركان بـ 4 آلاف دولار.

        حينما يُسأل مسؤول رفيع المستوى في الـ سي-اس-اي-اس هل الخدمة الامنية والاستخبارية توازي الـ ام-آي 5 (جهاز الاستخبارات الداخلي) أو الـ ام-آي6 (جهاز الاستخبارات الخارجي) في بريطانيا، فالجواب هو خمسة ونصف – لأن احباط الارهاب هو من مسؤولية المنظمة حتى خارج حدود الوطن، لكن بغير قدرة هجومية من النوع الذي عند الـ ام-آي6، والـ سي-آي-اي والموساد. وهذه سياسة قديمة توشك ان تُحدّث. وفي خلال ذلك فان جوازات السفر الكندية تخدم في الخدمة الاحتياطية عمليات منظمة اجنبية ما.

        برغم تعقد علاقات كندا المعروفة بجارتها الجنوبية فانها قبل كل شيء الشريكة الأكثر قرابة لجهاز الامن الامريكي، وهي ضلع مهمة في مثلث آي-بي-سي (استراليا وبريطانيا وكندا)، الذي يتصرفون معه في واشنطن بتحرر عائلي من غير أسرار (اذا استثنينا تلك الأسرار التي تُخفى داخل العائلة ايضا).

        في الاسبوع الماضي استضاف رئيس هيئة الاركان العامة الكندي، وولت نتينتشيك الفريق بني غانتس في محطة استراحة لغانتس في الطريق الى واشنطن من اجل لقاء ثالث في غضون نصف سنة مع رئيس هيئة الاركان العامة مارتن دامبسي. وقد أعد دامبسي لزيارة غانتس بحرص. وقبل ثلاثة ايام من ذلك أجرى لقاءا صحفيا مع تشارلي روز وحصر الاختلاف في الرأي مع اسرائيل في مسألة العملية العسكرية على ايران في مسألة الوقت وذكر ان جيشه يستوضح سيناريوهات لرد ايراني على هجوم اسرائيلي، والى ان وصل غانتس من كندا كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد علمت ان رد ايران قد يوقع مئات من الضحايا الامريكيين سيُنسب وقوعهم بالطبع الى التسرع الاسرائيلي. وحينما انتهت الزيارة سارع دامبسي الى ان يبشر جميع المهتمين بأنه ذكّر ضيفه بحقائق الحياة. وبلغة دبلوماسية كانت تلك محادثة صريحة ذات أهمية مصيرية في مواجهة تهديدات وتحديات مشتركة.

        اذا لم تكن هذه الاشارة كافية من اجل أمل ان تكف قيادة الجيش الاسرائيلي والجماعة الاستخبارية جماح بنيامين نتنياهو واهود باراك، فقد تحدث دامبسي عن انه في السبت الماضي، في يوم القديس باتريك، عن انه احتفل مع وحدة عسكرية شعارها لطيف حينما تداعب، قاس حينما تُهاجَم. وامريكا مثل تلك الوحدة فيحسن ألا يتم التحرش بها كي لا تحل الصرامة محل الود.

        من أوتوا الوادعة الى واشنطن العصبية يصرفون انتباها الى رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي لأنهم يعلمون أنه لن تكون عملية عسكرية في ايران من غير توصيته الصريحة. وفي الواقع الاسرائيلي فان بنيامين الصحيح من بين اثنين يلبس لباس فريق: ان رئيس الحكومة بيبي متعلق في هذا الشأن برئيس هيئة الاركان العامة بني. والسؤال الذي لم يُحل حتى الآن في كندا هو هل سيجد غانتس نفسه بعد ثلاثين سنة مع ازدياد الضغوط في نقطة قرار ايلي غيفع.