خبر القاهرة في معركتين وفيلم -يديعوت

الساعة 09:26 ص|25 مارس 2012

بقلم: سمدار بيري

في نهاية الصيف انتزعوا علم اسرائيل وداسوه من فوق مبنى السفارة في القاهرة، وفي منتصف الاسبوع الماضي هبطت طائرتان في مطار مصر الدولي لجمع المعدات والأثاث والحواسيب وجبال الأوراق. ولا يوجد لاسرائيل منذ ستة اشهر مفوضية في مصر. بل هناك سفير بلا سفارة هو يعقوب أميتاي يعمل من داخل منزله مع فريق تضاءل جدا من اربعة دبلوماسيين وكتيبة حُراس تحفظ حياتهم والوجود هناك. يركبون طائرة في كل يوم اثنين ويحطون عائدين في مطار بن غوريون في يوم الخميس ليلا من غير ان يتم الشعور بهم تقريبا.

هذا هو الأخف. فلن تُجيز اجهزة الامن لاسرائيل ان تستأجر أو تشتري بيتا للسفارة الى ان يسكن القصر رئيس جديد.

ما زالت لم تُشفَ جراح الاختراق العنيف للمبنى في زقاق ابن مالك حينما أوشك مئات من الشباب المتحمسين ان يحطموا الأقفال ويهجموا على الحراس الاسرائيليين الستة. ولم يحرك أحد من رجال قوات الامن المحليين ساكنا وأقسم رئيس الوزراء في القدس الذي شاهد الحدث العنيف في وقت حدوثه ألا يعود الى هذا المبنى أي ممثل اسرائيلي.

لو أن جدران المبنى استطاعت ان تهمس لقُصت حكايات يقف لها شعر الرأس. وقد تبدل عشرة سفراء ومئات من الدبلوماسيين الآخرين على مدى ثلاثين سنة هنا. فهذه قطعة تاريخ من سلام بارد وجو معادٍ وقطيعة من قبل كل الاتحادات المهنية ومعارضي التطبيع. لكن كانت هنا ايضا التماعات قصيرة لشهر عسل ومن يتذكرها اليوم.

ان شكاوى سكان المبنى من جار غير مرغوب فيه سكن برغم معارضتهم، أثمرت فيلم "سفارة في العمارة". وتتحدث حبكة الفيلم عن معاناة مهندس مصري يجسده الممثل القديم عادل إمام الذي يعود بعد سنين طويلة من الغربة من واحدة لامارات الخليج ويصادف في المصعد سفير "العدو الصهيوني".

ان فيلم "سفارة في العمارة"، وكيف لا، أقبل عليه الناس اقبالا هائلا، لكن نجمه تلقى لطمة من وجه مصر الجديد، فقد استقر رأي عضو مجلس شعب من الحزب الاسلامي على تصفية الحساب مع إمام في المحكمة بسبب أفلام قديمة، فحُكم عليه بالسجن ثلاثة اشهر.

هذه أيام عاصفة في القاهرة التي لم تهدأ بعد الثورة. تقول التقارير ان 500 شخص أخذوا نماذج تسجيل للمنافسة في ولاية الرئاسة وفي نهاية أيار سيمضي عشرات الملايين الى أول دولة اقتراع. وشروط البدء محددة وهي ان يكون المرشح (وقد أصبح يوجد ثلاث مرشحات ايضا) في الاربعين من عمره على الأقل، ويجب ان يكون والداه مثله، بل والدا زوجته مولودين في مصر، وعليه ان يأتي بثلاثين توقيعا لاعضاء في مجلس الشعب أو بثلاثين ألف مؤيد.

في خضم الطوفان يبرز ثلاثة أعمارهم 75 سنة هم عمرو موسى، وزير الخارجية السابق، والامين العام للجامعة العربية سابقا، الذي يحارب من اجل ان يزيل عنه وصمة مبارك. ومنصور حسن، الباقي من أواخر عهد أنور السادات الذي قد يفوز. ومفاجأة نهاية الاسبوع: الجنرال عمر سليمان، وزير الاستخبارات، المسؤول عن "ملف اسرائيل"، ونائب الرئيس مدة اسبوعين الذي بشر بتنحي الرئيس الحاسم. ان سليمان ما يزال لم يرشح نفسه حتى الآن، لكن مؤيديه يجمعون التواقيع في نشاط.

تنضج صفقة من وراء الستار. فمهما يكن الرئيس فانه يجب عليه ان يحصل على مداعبة موافقة من قادة الاخوان المسلمين وان يتعاون مع المجلس العسكري، وهكذا فان مصر الجديدة يفترض ان تُدبر أمورها بين ثلاث قوى غير متساوية: سيعود الجيش الى قواعده لكن تأثيره سيظل مشعورا به، وسيُدبر الحزبان الاسلاميان الامور عن طريق مجلس الشعب والحكومة التي لم تُنتخب بعد، وسيطلق الرئيس الذي ستُقلص صلاحياته الوعود بالغاء حالة الطواريء ومصدر عيش لكل عاطل وانعاش السياحة وحملة دعائية لاعادة المستثمرين الذين هربوا، والتربية والرفاه – والأساس ان يُفرغ الميادين من المتظاهرين.

تقول جميع السيناريوهات انه سيتم الحفاظ على اتفاق السلام، لكن يتوقع ان نحل عند المصريين في مكان منخفض جدا، والشيء الأساسي هو ألا نشوش.