خبر حزب تفويت الفرص-هآرتس

الساعة 09:25 ص|25 مارس 2012

غزة

بقلم: أسرة التحرير

الحزب الاكبر في اسرائيل يتوجه بعد غد لانتخاب زعيمه، وهذا الحدث السياسي يثير في اسرائيل القليل جدا من الاهتمام؛ ولا يوجد تجسيد أكثر اقناعا لتدهور حزب المعارضة الرئيس، كديما. حزب جاء الى العالم في عصف – بعد أن انسحب مؤسسه، ارئيل شارون، من الليكود على خلفية خطته الجريئة لفك الارتباط – يذوي الان ببطء. لاول مرة في تاريخ اسرائيل تحول حزب ليس العمل او الليكود الى الحزب الاكبر – وهو يمحى من الخريطة السياسية بعد نحو سبع سنوات من تأسيسه. يخيل أن فشلا سياسيا مدويا كهذا لم تشهده اسرائيل.

        الفرضية هي أن من سينتخب بعد غد كمرشح كديما لرئاسة الوزراء، سواء كانت تسيبي لفني أم شاؤول موفاز، لن يتمكن بعد اليوم من اصلاح الاضرار الجسيمة التي ألحقها كديما بنفسه. غداة الانتخابات الاخيرة اتخذت لفني موقفا مبدئيا جديرا بكل ثناء: فقد رفضت الانضمام الى حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو. ولكنها منذئذ لم تفوت أي فرصة لارتكاب الخطأ: فلم تؤدي دورها كزعيمة للمعارضة، لم تعرض بديلا لسياسة الحكومة ولم تتمكن من قيادة حزبها وتحديد خط واضح له.

        كديما، الذي ادعى تمثيل الوسط، أصبح حزبا يمينيا بكل معنى الكلمة، حين شارك بعض من منتخبيه في تشريع قوانين مناهضة للديمقراطية. لفني لم تتمكن من وقف هذه الاعشاب الضارة التي سيطرت على حزبها، ومثلها أيضا مدعي التاج – موفاز. والنتيجة: ديمقراطية بدون معارضة وحزب بدون سياسة. العقاب على هذه الخطيئة: التدهور في الاستطلاعات وتحول كديما الى حزب غير ذي صلة، رغم حجمه.

        منتسبو كديما مطالبون غدا بان ينتخبوا واحدا من مرشحين يختلفان جدا الواحد عن الاخر. من الصعب وصف كديما في وضعه الحالي كبديل حقيقي للسلطة. لفني مقنعة أكثر من موفاز في انها لن تنضم الى نتنياهو بعد الانتخابات، وهذا سبب وجيه لتأييدها، اذا صدقنا انها بالفعل تعلمت من اخطائها. أعضاء كديما المصممون على تغيير قيادته  يتعين عليهم أن يؤيدوا موفاز، ولكن انطلاقا من المعرفة بانهم كفيلون بان يروه كشريك في حكومة اليمين.