خبر الاحتلال يخشى فقدان « الأمن » في الضفة المحتلة

الساعة 10:52 ص|24 مارس 2012

القدس المحتلة

 

قال قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي الجنرال افي مزراحي أن حالة الهدوء الأمني الحالية السائدة في الضفة الغربية المحتلة لن يستمر لفترة طويلة إذا استمرت حالة الجمود في العملية السياسية.

وأوضح مزراحي -خلال لقاء مطول أجرته معه صحيفة هآرتس بعد عامين ونصف على ولايته- أن المستوطنين الذين يسيرون بأمان في شوارع الضفة الغربية ويتنقلون بين المستوطنات بدون خوف ولا يكرسون وقتاً للتفكير في الوضع الأمني, وأن تصورات "الإسرائيليين" تغيرت تجاه الضفة الغربية فبدلاً من التفكير في تفجير الباصات في الشوارع هم يفكرون بالحرب مع إيران.

وأضاف يمكننا الاستمرار في الوضع الحالي عام على الأكثر ولكن عوامل الانفجار الداخلي كامنة في الوضع الفلسطيني ولا نعرف بالتحديد متى سيحدث الانفجار, وشكك في إمكانية استمرار الأجهزة الأمنية الفلسطينية في التعاون الأمني مع جيش الاحتلال لفترة طويلة بدون عملية سياسية.

وأوضح مزراحي أن "الإسرائيليين" يسمعون عن عملية إيتمار وهم لا يعرفون أن هناك عشرات الفلسطينيين تم القبض عليهم وهم في طريقهم إلى تنفيذ عمليات, وهم لا يسمعون عن عمليات الإحباط التي تتم كل ليلة- حسب زعمه.

وقال "في العام الماضي اعتقلنا خلية مقاومة، كانت تخطط لتنفيذ عملية  كبيرة كانت ستوقع عدداً كبيراً من القتلى في القدس, عمليات كهذه يمكن أن تحدث تغيير استراتيجي لم يتعود "الإسرائيليون" على امتصاصها لأنه متأكد أننا تخطينا مثل هذه المرحلة", على حد تعبيره.

وأشار مزراحي إلى أن الهدوء الذي ينعم به "الإسرائيليون" في الضفة الغربية أعطى للحكومة الإسرائيلية حرية اتخاذ قرارات سياسية, وأضاف متسائلا "ماذا فعل السياسيون مع حرية العمل والمناورة التي وفرها لهم الجيش والشاباك".

وأشارت هآرتس التي أجرت اللقاء معه إلى أن مزراحي كما سابقه في المنصب الجنرال "غادي شمني" واجه في بداية تسلمه منصبه حالة من الشك بخصوص الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتبدل ذلك الشك تدريجياً بلغة مشتركة صمدت باحترام متبادل واجتازت اختبارات صعبة وتحولت إلى قصة حب كبيرة.

ولفتت إلى أن مزراحي أخذ أحد الضباط الرفيعين جانباً خلال حفل تسلمه منصبه وسأله بشك ماذا تبنون هنا –جيش فلسطيني- وبعد عام كان مزراحي الجنرال الإسرائيلي الأول الذي يحضر تدريب بالنيران الحية للأجهزة الأمنية الفلسطينية, كما زار مزراحي قبل أسبوعين مدينة نابلس بدون حراسة وبدون سلاح واكتفى بحراسة من الضباط الفلسطينيين, ويقول "رأيت تطوراً مُدهشاً أكلنا كنافة لذيذة جداً".

وأضاف مزراحي "إنني التقيت مؤخرا بقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهم يعيشون ضائقة كبيرة بسبب حالة الجمود السياسي ويقولون إنهم يشعرون بالإزعاج لأن الشيء الوحيد الذي يعمل على الأرض هو التنسيق الأمني".

وتابع، "هم سألوني ماذا نستفيد من التنسيق الأمني وقلت لهم تعالوا نعمل مقارنة بسيطة ففي عام 2009 كان 41 حاجز عسكري في الضفة الغربية واليوم يوجد 11 فقط, ويمكنكم أن تقنعوا الجمهور الفلسطيني بأن فوضى السلاح قد انتهت".

وتسأل مزراحي مشككا "إلى أي حد يمكن أن يستمر التنسيق الأمني؟", ويقول إنه رغم شكاوى الأجهزة الأمنية الفلسطينية واتفاق المصالحة بين حركة حماس فإن التنسيق الأمني مستمر, ولكنه اليوم ليس كالأمس في الدافعية والتصميم, ورغم ذلك كان هناك اعتقالات.

وكشف مزراحي عن اعتقال السلطة الفلسطينية خلية مسلحة قبل شهرين كانت تخطط لعملية إطلاق نار وخطف "إسرائيليين" ولم تكن أجهزة الحرب "الإسرائيلية" تعلم مطلقا بهذه الخلية, وأن السلطة الفلسطينية اعتقلت نشطاء في نابلس وقلقيلية وبدون أخذ أدنى معلومات منا.

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن العلاقة الطيبة مع القيادة الفلسطينية دفعته للتوسط بشكل غير مسبوق العام الماضي من أجل الضغط على المستوى السياسي من أجل الإفراج عن الأموال التي تخص الفلسطينيين خوفا من أن اجتيازها سيؤثر على التنسيق الأمني.

وبرر مزراحي موقفه هذا بالقول "عندما نمنع النقود عن الفلسطينيين فإنهم لا يستطيعون دفع الرواتب ووقود للأجهزة الأمنية وبهذا فإنك بكلتا يديك تسببقت في فقدان السلطة الفلسطينية ومحاربتها للمقاومة, وغير مسموح لنا أن ندفع أبو مازن وفياض والأجهزة الأمنية لوضع فتات الخبز هذا ضد مصلحة "إسرائيل" في الحفاظ على الأمن والاستقرار الحالي".

وتطرقت الصحيفة إلى علاقات مزراحي مع المستوطنين التي كانت معقدة إلا أنها اجتازت فترة ولايته بسلام, وفي الجيش يلاحظون تراجع كبير تطبيق القانون على المتطرفين من المستوطنين.

ويعترف مزراحي أن التعامل مع ظاهرة الإرهاب اليهودي ليست كالتعامل مع ما سماه "الإرهاب الفلسطيني", وأن الشاباك يركز كل جهوده لمنع عمليات قد تجر ردود فعل فلسطيني خارج السياق مثل تفجير المسجد الأقصى أو تسميم أشجار الزيتون, أو اغتيال رئيس الحكومة.