خبر « هآرتس »: اطراف متنفذة في مصر تقاوم دعوة « الاخوان » لفتح الحدود كاملا مع غزة

الساعة 05:28 م|23 مارس 2012

فلسطين اليوم

نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مقالا جاء فيه ان الاسلاميين المصريين يتهمون فلول نظام مبارك في الحكومة بالابقاء على مشاعر العداء ضد حركة المقاومة الاسلامية "حماس". وجاء في تقرير الصحيفة الاسرائيلية ما يلي:

تعمل حركة الاخوان المسلمين على ان يتم فتح الحدود المصرية امام التجارة مع غزة، وهو خطوة انتقالية تغير تيار مسيرة الحياة بالنسبة للفلسطينيين هناك وان كانت ضربة تصيب المقاومة التي تبذلها السلطات المصرية المترددة امام تغيير السياسة التي ظلت قائمة منذ فترة طويلة.

واكبر حزب في البرلمان المصري الجديد لم يدخل صفوف الحكومة بعد، لكنه يسعى وراء ايجاد اساليب لتخفيف اثار القيود التي تفرضها اسرائيل ومصر على كل ما يدخل وما يخرج من المنطقة التي تخضع لسيطرة "حماس"، احد فروع الاخوان المسلمين.

وبهدف التخفيف من النقص المزمن في الطاقة الكهربائية في غزة، قامت جماعة الاخوان المسلمين اخيرا بالضغط على الحكومة المصرية للتوصل الى صفقة لتزويد الوقود الى محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع.

الا ان انقطاع الكهرباء الذي اصاب غزة لعدة اسابيع بعد اعلان الصفقة، اظهر ان تغيير السياسة يسهل قوله اكثر من تنفيذه في القاهرة، حيث لا تزال الحكومة تديرها فلول ادارة حسني مبارك الى حد كبير.

وقال جمال حشمت، نائب رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية عضو مجلس الشعب من الاخوان المسلمين، ان "من يتعامل مع القضية الفلسطينية هم من بقايا نظام مبارك".

ولا يزال وصول الوقود معلقا بسبب خلاف حول كيفية ارساله، حسب قول "حماس" والنواب من الاخوان المسلمين الذين اطلعوا على التفصيلات. فـ"حماس" تريد ان يتم توريدها عن طريق حدود غزة مع مصر، وهي سابقة يمكن ان تؤدي الى نشاط تجاري اوسع عبر الحدود الفلسطينية الوحيدة التي لا تخضع لاسرائيل.

وكانت مصر قد وافقت على ذلك في بادئ الامر، الا انها قالت بعد ذلك انه لا بد من مرورها عبر اسرائيل، حسب قول "حماس" ومصادر الاخوان المسلمين. ولم يكن بالامكان الاتصال بمسؤولين في وزارة النفط المصرية للتعليق عل هذه الانباء.

وقد اوضحت الاحتجاجات التي نظمتها "حماس" عل الحدود هذا الاسبوع بشأن ازمة الطاقة تنامي التذمر من القيود التي يشعر الغلسطينيون بانها انتهت مع حكم مبارك.

وكان المجلس العسكري المصري برئاسة المشير حسين طنطاوي قد خفف من القيود على مرور المسافرين العام الماضي، الا ان التغيير لم يحقق ما يسعى اليه الفلسطينيون.

وقال محمد عاشور، احد المسؤولين في غزة، امام حشد جماهيري "يقف المشير في مصر والحكومة المصرية والعالم اجمع مكتوفي الايدي فيما تظل غزة تعاني من انقطاع الكهرباء".

وكانت السنوات الاخيرة لحكم مبارك تشوبها شكوك تقارب العداء الواضح لـ"حماس"، القريبة من جماعة الاخوان المسلمين المحظورة خلال حكمه.

وقال محمود غزلان، الناطق بلسان الاخوان المسلمين "نريد فتح المعبر بصورة كاملة، حتى يتمكن كل من يرغب في السفر من غزة ان يدخل الى مصر. ونحن نؤيد فتح المعبر امام التصدير والاستيراد".

وهو ما تريده "حماس" ايضا. فقد صرح احد كبار قادة "حماس" محمود الزهار: "لا ترضينا اعمال الانفاق". والتبرير الاولي للاخوان المسلمين معنوي، فحصار غزة من اكثر القضايا الحساسة في العالم العربي. كما انه ستكون هناك فوائد اقتصادية لمنطقة شمال سيناء، التي تعتبر اشد اجزاء مصر فقرا.

اما بالنسبة لاسرائيل فان الفكرة لا تثير القلق. فقد قال احد الدبلوماسيين الاسرائيليين ان "وزارة الخارجية الاسرائيلية اقترحت ان نقوم بكل ما يمكن بحيث نساعد في وقف اعتماد غزة على اسرائيل لاي شيء وتعاملها مباشرة مع مصر". واضاف ان هناك حاجة لان يقوم الجانب المصري بالتدقيق لمنع وصول الاسلحة الى غزة، لكنه قال ان صفقة الوقود لا تثير اي شعور بالخطر.

اما الجانب المصري فقد ظل يشعر بالقلق في ان تتخلى اسرائيل عن كل مسؤولياتها تجاه غزة في حال فتح الحدود مع سيناء. ومع نمو "حماس" في غزة، فان القاهرة تتوجس من اتساع اطار التشدد الفلسطيني.

وقال دبلوماسي على اطلاع بالسياسة المتبعة في غزة ان القاهرة تخشى حاليا من ان يؤدي التسليم بمطالب "حماس" سيؤدي الى ضعف سيطرة مصر على الجماعة ويهز قواعد الجهود التي تبذل لتحقيق المصالحة مع السلطة الفلسطينية.

وهناك مجموعة من الفلسطينيين الذين يخشون ان يسمح فتح الحدود مع مصر الى ان تغسل اسرائيل يديها من غزة في وقت يعمل على تأكيد الانقسام مع السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله.

غير ان الزهار لا يتوقع اي تغيير جدي في السياسة قبل انتخاب رئيس جديد لمصر، واكمال انتقال الحكم من المجلس العسكري في نهاية حزيران (يونيو)، وقال انه "خلال هذه المرحلة الانتقالية لا اتوقع حدوث تغييرات جوهرية".