خبر « فلسطين اليوم » ترصد جانبا من معاناة مستشفيات القطاع في ظل أزمة الوقود

الساعة 06:55 م|22 مارس 2012

غزة (خاص)

مياه الشرب معدومة بسبب رفض سيارات محطات التحلية للتعبئة لعدم توفر الوقود

اجهزة و معدات عطلها الانقطاع و العودة المفاجئة للتيار الكهربائي

مرضى يعيشون على الأجهزة الكهربائية، وأرواحهم معلقة بكبسة زر، عند انقطاع و عودة الكهرباء

ساعة بعد ساعة، تشتد أزمة الوقود و الكهرباء في قطاع غزة، و تتفاقم حدتها على جميع مناحي الحياة، إلا أن القطاع الصحي له نصيب الأسد من المعاناة و لا سيما و أن الأمر أصبح مسألة حياة أو موت، هذا ما قاله مدير مستشفى "شهداء الأقصى"، الدكتور أبراهيم الهور لمراسلة وكالة فلسطين اليوم خلال جولة لها في أقسام المستشفى للاطلاع على الوضع العام فيها في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع بسبب نقص الوقود

و قدم الدكتور الهور لمراسلتنا شرحاً مفصلاً حول تأثير الأزمة على الوضع العام في المستشفى، موضحاً أن الخوف و القلق على حياة المرضى يلازمنا في الأحيان، و لا سيما تلك التي تعتمد على الأجهزة الكهربائية ( العناية المكثفة،حضانات الأطفال الخدج، قسم غسيل الكلى)، محذراً من أن الانقطاع المستمر للكهرباء ينذر بكارثة إنسانية تتعلق بحياة عشرات المرضى في المشفى، و في ظل عدم توفر الكمية اللازمة من الوقود

و لفت د. الهور إلى أن ما يتم توريده للمشفى من وقود هو كميات شحيحة جداً، و ما يدخل للمشفى هو قوت كل يوم بيومه، و لا يوجد مخزون يكفي لتشغيل الأقسام لأيام أخرى، مؤكداً أن انقطاع و عودة التيار الكهربائي بشكل مفاجئ تسبب في عطل عشرات الاجهزة في المستشفى منها أربع أجهزة تستخدم في قسم غسيل الكلى.

و أكد أن المستشفى و حسب تعليمات وزارة الصحة بدأت في تقنين خدماتها الصحية و أوقفت 50% من عمل الإسعافات و الطوارئ لتوفيرها في أقسام أكثر احتياجاً لها، و أصبح تحركها يتوقف على الضرورات، مما خلق حالة من الإرباك في عمل الطواقم الطبية في المستشفيات بشكل عام

كما أكد وجود حالة من الارتباك في عمل الموظفين داخل المستشفى بسبب صعوبة وصولهم إلى أماكن عملهم و يضطر البعض منهم للغياب أو التأخير و هذا يؤثر سلباً بالتالي على خدمة المرضى في جميع الأقسام سواء من الإداريين أو الممرضين و الاستقبال و الطوارئ

و ناشد د. الهور كل من له صلة بهذه الأزمة على انهاءها و عدم ربطها بالقرارات السياسية و خصوصاً فيما يتعلق بأرواح الناس في المستشفيات

و كانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة حذرت اليوم من تهديد مباشر سيطال كافة الخدمات الصحية في مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، جراء اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة منذ أكثر من شهر.

وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان صحفي "إن العديد من الخدمات الصحية مهددة بالتوقف مع انقطاع الكهرباء لأكثر من 12ساعة يومياً، والمتزامنة مع شح الإمداد اليومي من السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والتي تحتاج نحو ( 6000 إلى 8000) لتر يومياً".

وأكد أن تسعة وثلاثين غرفة عمليات موزعة على كافة مستشفيات قطاع غزة مهددة بالتوقف خلال الأيام المقبلة إذا استمرت الأزمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى قلق الطواقم الطبية في أقسام النساء والولادة، لاسيما أقسام الحمل الخطر، على حياة نحو أربعين سيدة تحتاج إلى إجراء عمليات ولادة قيصرية يومياً في محافظات غزة.

ولفت إلى تفاقم الوضع الصحي لنحو ستين مريضاً في أقسام عناية القلب والقلب المفتوح وقسطرة القلب والذين يتطلب وضعهم الصحي عناية فائقة في هذه الخدمة النوعية والتي يعتبرها قادة الاحتلال تحدياً كبيراً للحصار المفروض على قطاع غزة منذ ست سنوات.

وقال القدرة: "إن أكثر من 100 طفل من الأطفال الخدج غير مكتملي النمو سيتعرضون إلى أبشع مواجهة مصيرية يندى لها جبين البشرية جمعاء عندما تنقطع الكهرباء بالكامل عن أجهزة الحياة التي يرقدون فيها، وستحرم مائة أم من ضم فلذات أكبادهن إليهن مع الوصول إلى ساعة الصفر الأسود بسواد الظلام الذي يخيم على كل شيء في قطاع غزة في ظل الربيع العربي".

وذكر أن هذا المصير سيلاحق أيضاً 404 مريضاً من بينهم 15 طفلاً يعانون من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى إجراء جلستين وثلاث جلسات أسبوعياً لغسيل الكلى التي تمنحهم فرصة جديدة في هذه الحياة و لكن أملهم في البقاء فيها يتضائل في ظل الوضع الحالي.

 وأشار إلى أن نحو ستة وستين مريضاً في أقسام العناية المركزة في المستشفيات من الأطفال و النساء و كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة و المصابين من الشباب وطلبة المدارس سيكونون أمام منعطف صحي خطير سيضع الطواقم الطبية بكاملها أمام اختبار صعب في تأدية واجبها الأخلاقي والإنساني والوظيفي تجاه هؤلاء المرضى.

كما أشار الناطق باسم وزارة الصحة إلى أن المختبرات المركزية ومختبرات الصحة العامة وبنوك الدم في كافة المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية والعلاجية ستتعرض للشلل التام وستكون عاجزة بالكامل عن تأدية دورها الصحي لآلاف المرضى و المواطنين إذا استمرت الأزمة.