خبر سنعلم جميعا حتى نهاية السنة -هآرتس

الساعة 10:28 ص|22 مارس 2012

سنعلم جميعا حتى نهاية السنة -هآرتس

بقلم: أري شبيط

(المضمون: تعتقد اسرائيل اعتقادا جازما أنها إما ان تعمل على ضرب ايران هذه السنة وإما ان يفوت الوقت وتضيع الفرصة - المصدر).

        قبل اسبوع استقبل مسؤول اسرائيلي رفيع في بيته ضيفا امريكيا لمحادثة ليلية. ولما كان الضيف ذكيا وذا تأثير، اتجه المسؤول الكبير الى الموضوع فورا. فعرض الويسكي وقدم القهوة وقال انه لا يوجد وقت. ففي سنة 2013 ستكون ايران قد أصبحت في مكان عميق داخل مجال الحصانة. وسيؤدي اجراء التحصن واجراء تفريق المنشآت الاستراتيجية الى بقاء البرنامج الذري حتى لو ضربتها اسرائيل. وحينما يكون هذا هو الوضع فسينتقل كل من يعارض الهجوم في اسرائيل وفي العالم من دعوى لا حتى الآن الى دعوى لا جازمة. لا يوجد ما يُفعل فالامر متأخر كثيرا. ولهذا من الواضح تماما برؤية صافية ان 2012 هي السنة الحاسمة بالنسبة لاسرائيل، فاما الآن وإما لا الى الأبد.

        وصف الاسرائيلي العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها ممتازة. وليس بين الدولتين، بخلاف الماضي، اختلافات في الرأي استخبارية أو فروق في الخطابة. فادارة اوباما فعلت في مواجهة ايران أكثر مما فعلت ادارة بوش بالمفهوم السياسي وبالمفهوم العسكري ايضا. والرئيس نفسه شخص يثير الاهتمام وهو بارد الأعصاب وصارم وعالم بالامور.

        لكن من الواضح برؤية واعية للوضع انه توجد بين واشنطن والقدس فروق قوية. ففي حين ان القنبلة الذرية الشيعية هي مشكلة استراتيجية بالنسبة للامريكيين فانها مشكلة وجودية بالنسبة لاسرائيل. وفي حين يستطيع الامريكيون العمل في السنة القادمة ايضا، لا تستطيع اسرائيل العمل سوى هذه السنة. ويفترض ان يفهم من ليست نظرته للحياة رومانسية ان ليس واقعيا ان نتوقع ان يلتزم رئيس امريكي لرئيس وزراء اسرائيلي ان يصد ايران في المستقبل بهجوم عسكري. وهكذا وبسبب التقارب العميق خاصة بين الحليفتين يجب على اسرائيل ان تستعد لأن تعمل وحدها وبرأي منها هي نفسها في هذا الامر المصيري.

        ستحترم اسرائيل الولايات المتحدة وتأخذ في الحسبان مصالح الولايات المتحدة، لكنها لن تنتظر موافقة امريكية على العملية. ولن تُعلم اسرائيل الولايات المتحدة سلفا ايضا.

        يرى المسؤول الاسرائيلي الرفيع ايران نمرا من ورق. فقدرتها على اصابة الجبهة الاسرائيلية الداخلية اصابة مباشرة محدودة. وسيطرتها على حزب الله وعلى حماس غير مطلقة. واذا سمح لبنان للمليشيا الشيعية ان تهاجم اسرائيل من اراضيه فسيبقى لبنان بلا محطات كهرباء وبلا مطارات. أهي حرب يأجوج ومأجوج؟ هذه المخاوف مبالغ فيها جدا. ومن المؤكد أنه ليس هناك ما يدعو الولايات المتحدة الى القلق. ولما كانت مصلحة ايران العليا عدم إشراك الولايات المتحدة في الحرب فلن تهتم بمهاجمة أهداف امريكية. واحتمال ان تعمل ايران على مواجهة امريكا ضعيف وقدرة ايران على المس بامريكا هامشية.

        صحيح ان اسعار النفط قد ترتفع ارتفاعا حادا، لكن ارتفاع الاسعار الأهوج لن يطول زمنا طويلا. ولما كانت السعودية ستزيد انتاجها سريعا فستطمئن الاسواق في غضون بضعة اسابيع وتعود الاعمال الى مسارها. وبعد ذلك سيشكر الجميع اسرائيل ويعترفون بأنها حلت بطريقتها مشكلة لم ينجح العالم في حلها.

        وبهدوء موضوعي عاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى قول انه توجد ثلاثة معايير لعملية اسرائيلية: القدرة والشرعية والسيف على العنق. وكاد السيف الآن يكون على العنق، كما قال. وترى اسرائيل 2012 سنة الحسم. واسرائيل لا تخدع. فاسرائيل تقول للولايات المتحدة الحقيقة. لا يجب ان نتحدث عن اوشفيتس خاصة، لكن يجب ان نفهم ان دولة اليهود لا تستطيع ان تدع مصيرها لآخرين، فلم نجيء الى هنا من اجل هذا ولا أقمنا هذه الدولة من اجل هذا. والمسألة هي مسألة عميقة تخص السيادة. فاذا كنا مستقلين وأقوياء فقط فاننا نستطيع ان ندافع عن حياتنا ونستطيع ان نكون شركاء أهلا لحلفائنا.

        كان الضيف الامريكي عند خروجه الى الخارج في ليل عاصف في تل ابيب مهتاجا ومتأثرا. هل سمع حقا بأذنيه ما سمعه الآن؟ وهل كذب عليه المسؤول الاسرائيلي الرفيع بوقاحة أم أشركه في حقيقة ضاجة؟ سيعلم الضيف الامريكي هذا حتى نهاية السنة، وحتى نهاية السنة سنعلم نحن جميعا.