خبر بعد غياب 10 سنوات... قاهرة السعدي بين أبنائها في يوم مميز بالأمس

الساعة 06:26 ص|22 مارس 2012

جنين

في منزل الأسيرة المحررة قاهرة السعدي  في مخيم جنين شمال الضفة، لم يكن يوم الأم يوما عاديا، فعلى مدار أيام سبقته انشغل أطفالها الأربعة بالتحضير للاحتفال بوالدتهم بعد ان حرموا من ذلك لعشرة سنوات كاملة و هي تقبع في سجون الاحتلال.

ساندي، الابنة الكبرى ، فكرت في تعوض والدتها ما عانته من حرمان منهم، كما تقول، حيث قامت بالتحضير لترتيب حفل كبير و مفاجئتها به، و قامت بالاتفاق مع صديقاتها ووالدها، وقامت بإعداد كل الترتيبات قبل عودة والدتها من البيت".

تقول ساندي:" نحن حرمنا من أمنا عشرة سنوات كاملة، كان هذا اليوم بالنسبة لنا مناسبة للبكاء المتواصل و تذكيرنا بأننا حُرمنا من أغلى ما نملك بالدنيا، اليوم فكرنا أن نعوض كل ما فاتنا و أمنا بيننا".

وكانت قاهرة السعدي اعتقلت في العام 2002 وحكمت بالسجن المؤبد ثلاث مرات، و حررت ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في أكتوبر 2011، لتقضي عشرة سنوات بعدية عن أبناءها و عائلتها.

تتابع ساندي:" الآن نعيش فرحة كبيرة لا توصف، نشعر أننا خلقنا من جديد، وجود أمنا حولنا عوض كل الحرمان الذي عشته أنا و إخوتي على مدارس السنوات السابقة، ونحن نعمل كل ما نستطيع من أجل إسعادها و تعويضها على ما عاشته في السجن".

وتجدر الإشارة إلى أن ساندي كان يبلغ عمرها ، 8 سنوات حين اعتقال والدتها، وتذكر مناسبات كانت أمها في البيت، فالأمر بالنسبة لدنيا و رأفت مختلف تماما، حيث لم يتجاوز أعمارهم حين اعتقالها أربع سنوات.

وتتذكر ساندي كيف كانت تحاول زيارة والدتها في عيد الأم إلا أن الاحتلال كان يرفض السماح لهم، و لم تتمكن من ذلك سوى مرة واحدة، كانت في العام 2008 ولم تستطيع حينها احتضان والدتهم أو التسليم عليها، و تحدثوا إليها من وراء الشبك.

تقول:" في العام 2008، سمح لنا بزيارة والدتي في يوم الأم، قمت أنا و إخوتي بتحضير الهدايا لها و توقعنا أن يسمح لنا استثنائيا الدخول إليها و التسليم عليها، ألا أن الجنود حينها رفضوا ذلك، و لم يسمحوا حتى لأشقائي الصغار، و رفضوا أن ندخل لها الهدايا".

و بالنسبة للأم، لم تتمالك نفسها حينما دخلت على المنزل و رأته مزينا و كل شئ حاضرا لها و أبنائها حولها، وراحت في بكاء طويل:" أمي كانت تقضي هذا اليوم باكية علينا في السجن، و رغم أن الأسيرات حولها كن يحاولن مواساتها بالهدايا و الاحتفال بها، و لكنها اليوم بكت فرحا اننا بقربها".