خبر الشعب يُحب ديمونة -هآرتس

الساعة 09:59 ص|21 مارس 2012

بقلم: اسحق ليئور

 (المضمون: يوجد في اسرائيل كثيرون يعارضون الحرب على ايران لكن آراءهم لا تُصور في استطلاعات الرأي العام التي تُبين ان أكثر الاسرائيليين يؤيدون هذا الهجوم - المصدر).

        تشارك استطلاعات الرأي العام في بناء الاجماع كذاك الذي يفترض ان كل الاسرائيليين تقريبا يؤيدون الهجوم على ايران – وأكثرهم يؤيدون هجوما مشتركا بيننا وبين الولايات المتحدة، ويؤيد جزء أصغر الهجوم وحدنا ايضا. ولا تسأل استطلاعات الرأي أبدا اسئلة تُبين للمجيبين لأنه يُحتاج الى عدة اسئلة اخرى من اجل اعادة التفكير. فاليكم عددا من الاسئلة التي لا يسألونها:

        هل توجد صلة بين نوعية المشروع الذري الايراني – تفريق المنشآت وبنائها في عمق كبير – وبين قصف المفاعل العراقي في 1981؟ هل تعلم من من كبار المؤسسة الاسرائيلية عارضوا الهجوم على المفاعل الذري في 1981؟ هل تعلم ان شيئا من المعارضة اشتمل على تقدير ان المشروع الذري التالي في بلد معاد سيُبنى بحيث لن يكفي هجوم جوي، أي ان ذلك الهجوم سيولد التالي الذي يكون أصعب كثيرا؟ وهل تعلم بالمناسبة بيقين كامل ان المفاعل العراقي كان مفاعلا ذريا لأهداف عسكرية؟.

        لا تسأل هذه الاسئلة اليوم ايضا برغم انهم يعاودون الاعتماد على ذلك القصف لأن الهجوم على العراق يُرى قصة نجاح. ومعارضوه الأحياء يملأون الآن أفواههم بالماء ايضا مثل آبا ايبان الذي عارض حرب 1967 قبل نشوبها ولم يتجرأ على ذكر ذلك حتى عندما أصبح واضحا أن نتائج الحرب مأساة متصلة (حروب اخرى وميزانية امن مجنونة وايام احتياط وأمن داخلي هش وجعل أبنائنا جنودا مضطهدين). بدل ذلك أسمى ايبان حدود 1967 "حدود اوشفيتس". حُكم على الساسة ان يسايروا "التاريخ العسكري المنتصر" أو ان يغرقوا في النسيان. من ذا يتذكر ان عيزر وايزمن عارض الهجوم على المفاعل الذري في العراق بشدة؟.

        توجد اسئلة اخرى لم تُسأل وتتعلق بالسباق الذري في المنطقة:

        هل تعلم منذ متى تعمل المنشأة الذرية في ديمونة؟ وهل الوضع الامني الهش متصل بتلك المنشأة؟ وكم من الحروب نشبت منذ انتهى بناء المنشأة؟ وهل خرجت مصر من دائرة العداء بفضل المنشأة الذرية؟ وهل مُنعت حرب يوم الغفران بفضل المنشأة؟ وهل ستُمنع الحروب التالية بفضل المنشأة؟.

        باختصار غابت المنشأة عن نقاش شأن الذرة الايرانية كما غابت جبهتك الداخلية عن نظرتك في المرآة أو لأنها تنتسب منذ سنين طويلة الى المفهوم من تلقاء ذاته والى ما لا تُمكن اعادة التفكير فيه. واولئك الذين يعرضون على الايرانيين الحب في الشبكة الاجتماعية ايضا لا يتذكرونها.

        هل توجد علاقة بين المشروع الذري الايراني (اوشفيتس، كما يقول لنا محددو النغمة الوطنية) وبين المنشأة في ديمونة؟ اذا كان الامر كذلك أفليس من الجنون الخالص بناء تلك المنشأة التي هي أكبر فخر للفائز بجائزة نوبل للسلام شمعون بيرس؟.

        ولنفترض أننا سنوقى من الحرب وبدل الكارثة التي ستأتي (كما يقول نتنياهو)، اذا لم تهاجم اسرائيل، وبرغم منشأتها، أو بدل الكارثة التي ستأتي اذا هاجمت اسرائيل بدل فناء آخر الزمان، وان الشرق الاوسط يدخل مجال نزع السلاح الذري العام، هل يظل الاسرائيليون في هذه الحال مع المنشأة الذرية في ديمونة؟ كل هذا الكلام يعتمد على النبأ المنشور المعروف المسمى "بحسب مصادر اجنبية".

        كل هذه الاسئلة تُمحى من النقاش الذي أخذ يضيق. والصحف، بخلاف تصورها لذاتها، تشارك ايضا في بناء برنامج العمل "تمهيدا للحرب مع ايران". ان استطلاع الرأي ليس بالطبع امتحان ثانوية عامة. ومن الواضح ان كثيرين يعارضون الحرب على ايران. فاستطلاع الرأي اذا يعبر عن عجزهم الخالص. فلا أحد يعلم بوجودهم أو بما يقولون.