خبر أعلمونا قبل الهجوم من فضلكم -هآرتس

الساعة 09:58 ص|21 مارس 2012

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: يجب على الادارة الاسرائيلية ان تبلغ السكان عن موعد الهجوم على ايران بالتقريب كي يستطيعوا الاستعداد لنتائج ذلك الهجوم - المصدر).

        هل ستُنسق اسرائيل الهجوم على ايران مع الولايات المتحدة؟ وهل ستُعلمها مقدما على الأقل؟ وما هو الذي تم الاتفاق عليه بالضبط بين براك اوباما وبنيامين نتنياهو في لقائهما وحدهما؟ يجب ان نأمل ان يكون هذان الشخصان على الأقل عالمين بما اتفقا عليه وألا نوجد مرة اخرى في وضع حرج كما في حرب لبنان الاولى التي زعم فيها اريئيل شارون انه حصل في ظاهر الامر على هزة رأس الموافقة من وزير الخارجية الامريكي الكسندر هيغ لأنه لا مكان هذه المرة لعدم الفهم. تتفق الدولتان على أنه لا يجوز تمكين ايران من احراز سلاح ذري. والفرق (الهائل) بينهما في التفسير فقط، أي متى سيتم تعريف ايران على أنها ذرية؟ أحينما تركب قنبلة فقط أم الآن وهي تخصب اليورانيوم وتجري التجارب.

        ان افتراض العمل الاسرائيلي هو أنه وإن لم يكن لايران الآن سلاح ذري فانها ستحرزه من غير عملية منع عسكرية. لكن يتبين انه لا شيء مُلح. أو كما أشار اهود باراك هذا الاسبوع أمام لجنة الخارجية والامن الى أنه من المرغوب فيه ان نأخذ في الحسبان موعد الانتخابات في الولايات المتحدة. واذا لم يكن الهجوم مُلحا واذا أمكن انتظار الانتخابات وانتظار حالة جو مريحة بعدها فان الحديث أصلا عن حرب اختيارية.

        الحرب الاختيارية هي حرب مُدبرة. وأهدافها معلومة سلفا، بلا مفاجآت وهي لا تفاجيء الدولة مثل رعد في يوم صافٍ. لكن يبدو ان المفاجئين الوحيدين في هذه الحرب سيكونون مواطني اسرائيل ولا سيما اولئك الذين ما يزالون يؤمنون بأنه لن يُقتل أكثر من 500 انسان في هجوم صواريخ ايرانية، بعد ان قالوا لنا سنوات ان صواريخ "شهاب" هي تهديد استراتيجي. أما الباقون كلهم فيجب ان يطلبوا الآن الى الحكومة ان تُبلغنا سلفا متى يتم الهجوم. وليس من الضروري ابلاغ الساعة الدقيقة فأمد بضعة اسابيع كافٍ.

        ان الاعلام متقدما ضروري جدا من اجل الاستعداد كما ينبغي بقصد تقليل عدد المصابين واعداد العائلات لفترة الانتقال. ان تنظيف الملاجيء الخاصة، واستنساخ المفاتيح للملاجيء العامة، والفحص عن محتواها، وتوزيع الاقنعة الواقية للاستعداد لالقاء صواريخ كيماوية، وتعزيز نظم الحواسيب واعداد غرف عمليات وتركيب هواتف "ساخنة"، والتزود باحتياطي من الغذاء وكثير من الماء بالطبع – كل ذلك يقتضي وقت اعداد ملائما. وسيُمكّن الاعلام المتقدم ايضا أصحاب الثروات والاموال من اولئك الذين سيكونون مسؤولين عن اعادة بناء الاقتصاد بعد الهجوم الايراني، من الحصول على بطاقات سفر سلفا، لكنه سيُمكّن المواطنين العاديين ايضا من فرصة الطيران الى الخارج بأسعار رخيصة لمضاءلة عدد المصابين قدر المستطاع. ونقول بالمناسبة أيوجد ما يكفي من الطائرات؟.

        ان من تقصر أيديهم عن نيل ذلك يناسبهم ان يُعدوا سلفا شققا خالية في مناطق الضواحي وتنظيم رحلات متدرجة الى تلك المدن لمنع زحام السير الضخم الذي كان في فترة صواريخ سكاد في حرب الخليج. وتحتاج لجان العمال الى ابلاغ متقدم كي لا تضيع اضرابات في موعد الهجوم خاصة وكي لا تفاجأ شبكات التسويق مع حملات ترخيص في الوقت الذي تستطيع فيه ان تطلب وتحصل على اسعار مبالغ فيها. ومن المهم ابلاغ مراقب الدولة متقدما ايضا كي يستطيع اعداد فريق التحقيق الذي سيفحص لماذا لم تتم الاعدادات المناسبة للحرب المخطط لها في الوقت الذي علموا بها سلفا.

        ليس طلبنا ان يُبلغونا سلفا عن الهجوم على ايران أكثر دحضا من اشارة باراك الخفية الى أنه يجدر تأخير الهجوم الى ما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة. وليس أقل واقعية ايضا من امكانية ان تكون اسرائيل اتفقت مع واشنطن على ان تُبلغها سلفا عن موعد الهجوم مع منعها مواطني اسرائيل هذا العلم. ويجب ألا نشعر بالاهانة، فالولايات المتحدة صديقة كبيرة. لكن اذا كانت الحكومة تخطط لمنع "محرقة ذرية" فلا يجوز لها ان تترك مواطنيها من غير حلول ليستطيعوا انقاذ أنفسهم من "محرقة" اخرى، أعني تلك التي ستُسببها لهم الصواريخ الايرانية. قيل عن تلك المحرقة "لم نعلم"، ولا نستطيع في مواجهة هذه المحرقة ادعاء الغفلة بعد. يجب الآن فقط ابلاغنا سلفا كي نستطيع ان نقول على الأقل "عرفنا ولم نفعل شيئا".