خبر د.الهندي: في خندق المقاومة يتوحد شعبنا وفي دهاليز السياسة تنقسم المواقف

الساعة 04:15 م|20 مارس 2012

فلسطين اليوم

أكد الدكتور محمد الهنديعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، أن العدو اضطر للموافقة على اتفاق التهدئة الأخير، كي لا يدخل أربعة مليون "إسرائيلي" إلى الملاجئ تحت وقع رشقات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من قطاع غزة.

وقال د. الهندي في مقابلةٍ بثتها قناة القدس الفضائية:" "الإسرائيليون" لا يحتملون أن يعيشوا حياة الملاجئ، كلنا تابع كيف أن المدارس والمصالح قد تعطلت عندهم على وقع الصواريخ، وكيف أصرت المقاومة وهددت بتوسيع دائرة النيران، الأمر الذي اضطرهم للقبول بتهدئة لأنهم كانوا أمام خيارين، إما أن يشنوا حرباً برية هم لم يستعدوا لها ولا يعرفون تداعياتها على المستوى الإقليمي والدولي، أو يدخل أربعة مليون منهم إلى الملاجئ".

ووصف د. الهندي الواقع الميداني في غزة حالياً بأنه هادئ، مستدركاً: "ولكن هذا العدو لا يُؤمن جانبه، ففهم طبيعتهم مسألةٌ أساسية حتى نتعامل مع الوقائع التي تفرض على الأرض".

ومضى يقول:" من الضرورة أن نستخلص العبر من المواجهة الأخيرة، لأن هذا الصراع لم ينتهِ، فهو صراعٌ مفتوحٌ وطويل، لذا يجب فهم طبيعته جيداً؛ لأن من يُدرك ذلك الأمر أكثر يُحقق نتائج أفضل فيه ضد العدو".

ويكادُ د. الهندي يجزم بأن العدو سيخرق اتفاق التهدئة الأخير لأن هذا هو ديدنه، موضحاً بالقول:" في كل مرة يكون هنالك خروقات، ونحن لا نتوقع التزام "إسرائيل"، لكن في هذه المرة الكيان أعطى موافقةً للمصريين الذين قاموا بالوساطة مشكورين، بوقف الاغتيالات وهنالك نص بذلك اطلعنا عليه، وهذه سابقةٌ لم تُحقق من قبل".

وتابع:" نحن نعرف أن "إسرائيل" لا تلتزم بتعهدات، ولا تلتزم بمواثيق، لكن أمام العالم وأمام الوسيط المصري هي تعطينا حق الرد فيما لو قامت باغتيالات، وهي ستقوم بذلك لأن عدونا معجونٌ على التنصل واختلاق الأعذار".

وأشاد القيادي في الجهاد الإسلامي بصمود شعبنا وثبات مقاومته في المواجهة، منوهاً إلى التضحيات التي دفعها خلال العدوان الآثم.

وأشار د. الهندي إلى أنهم زاروا ذوي الشهداء ومن دمرت بيوتهم والجرحى في المستشفيات، لافتاً إلى تمتعهم بروح معنوية عالية تجاوزت تلك التي تتملك المثقفين ومن يتحدثون على شاشات الفضائيات.

وشدد على أن جميع قطاعات شعبنا وشرائحه كانت خلف المقاومة في المواجهة الأخيرة، مفنداً بذلك ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والتي تحدثت بعكس ذلك.

ونوه د. الهندي إلى أن التهدئة تمت بإجماعٍ شعبي وفصائلي، مؤكداً أن الضامن الأساس لها يتمثل في وحدتنا، قوتنا، تكاملنا واستعدادنا للمواجهة المقبلة.

ولفت إلى أن "إسرائيل" لا تقيم وزناً للفلسطينيين، وعلى مدار الوقت ارتكبت مجازر كبيرة وقعت في ظل تهدئة أو في ظل "مفاوضات السلام" كمجزرة الحرم الإبراهيمي، موضحاً أن عدونا شرس، مجرم، قائم على العنف وإراقة الدماء وهو ينكر وجود شعبنا.

ورأى د. الهندي أن من فنون إدارة الصراع مع الاحتلال، توحد الموقف والخروج من حالة الاستقطاب ودائرة النزاعات الداخلية.

كما رأى أن التوصل لتهدئة يأتي ضمن تكتيك لإدارة للصراع، مذكراً بأن "التهدئة ربطت في كل مرة بأوضاع مختلفة، وهذه المرة تحقق فيها انجاز، بأن العدو أعطى المصريين تعهداً بوقف الاغتيالات".

ولم يُغفل د. الهندي حقيقةً أن المواجهة الأخيرة دُفِّع خلالها ثمنٌ أليم، قائلاً:" في كل مواجهة كان لدينا شهداء، ولكن عندما نحقق نتيجة، وندفع العدو خطوة إلى الخلف، فإننا نقوي شعبنا بها ونعزز صموده .. هذه فلسطين تحتاج منا تضحيات ودفع ثمن الحرية".

وعلَّق القيادي في الجهاد الإسلامي على تقارير وسائل الإعلام العبرية التي تناولت رد المقاومة على عدوان الاحتلال في غزة، بالحديث عن محاولة العدو زرع الفتنة بين حركته وحركة حماس وتسويق أباطيل لا أساس لها من الصحة.

وأعلن أن حركته وحماس خرجتا من حالة التنافس إلى التكامل، مدللاً على ذلك بائتلاف الحركتين في قائمة مشتركة بانتخابات نقابة الصحفيين التي عقدت الأحد الماضي.

ويجزم د. الهندي بأن وحدة الحركة الإسلامية وخاصةً في فلسطين مسألة أساسية ومهمة، وهي ستنعكس بالإيجاب على قوة المقاومة، مبيناً أن "الجهاد ينظر إليها من منظور استراتيجي، ومن فهم شرعي، وضرورات الواقع المعاش".

وثمَّن د. الهندي موقف مجلس الشعب المصري الذي رفع السقف بعد التصعيد الأخير على غزة، ذلك، رافضاً في ذات الوقت اعتبار قراراته النوعية لمقاطعة الاحتلال دبلوماسياً واقتصادياً حبراً على ورق.

وقال بهذا الصدد:" نحن نثمن هذه قرارات مجلس الشعب المصري ودوره، وإن شاء الله يتطور هذا الدور ليحضن كل قضايا الأمة العربية، دائماً كان لمصر دور أساسي على مدار التاريخ في القيادة والريادة، وفلسطين في قلب قضايا أمتنا وفي قلب كل مصري، ولا نريد أن نثقل عليهم".

واعتبر د. الهندي أن تسجيل المواقف أمرٌ بالغ الأهمية، رغم إدراكه بأن القضايا الكبيرة قد تجد عراقيل وضغوط كثيرة، موضحاً أن "مجرد نقاش هذه المسألة في مجلس الشعب المصري وإعطاء توصيات خطوة أساسية على الطريق، وستحكم المسار في المستقبل إن شاء الله".

وفيما إذا كان يرى بأن هنالك ربطاً بين محاربة السلطة للمقاومة في الضفة وعلاقة ذلك بالصراع بين حركتي فتح وحماس؛ قال عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي:" لو كانت المسألة كذلك، لجاءت هذه الاعتقالات بعد الانقسام وشملت أعضاءً من حماس، ولكن تلك الاعتقالات استمرت قبل الانقسام وبعده، وهي تشمل الجميع، المقاومين من حماس والجهاد الإسلامي ومن الجبهات وأحياناً من فتح".

وشدد د. الهندي على أن "تلك الاعتقالات هي تطبيق فعلي لخطة "خارطة الطريق"، لافتاً إلى تصريحات قيادات أمنية تتبع السلطة كانت قد أكدت بأن ما يقومون به في إطار الالتزام بتلك الخطة.

وأضاف:" نحن لا نفهم كيف يقومون بذلك ..؟!، ولذلك نحن لا نتقول على أحد، ونقول يجب لهذه المسألة أن تنتهي خاصةً أننا نقود معركةً مشتركة، ونتحدث عن مصالحة".

وعرَج د. الهندي في حديثه على إعلان "إسرائيل" أنها ضد المصالحة وتخييرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بين حماس أو السلام معها، مطالباً بوقفةٍ شجاعة تُعيد تقييم المرحلة الماضية، وتكون مدخلاً حقيقياً لأي وحدة وطنية.

واستطرد:" المدخل ليس تشكيل حكومة أو اقتسام وزارات، تعالوا معاً نقول إننا وصلنا إلى طريق مسدود في هذا المشروع (يقصد التسوية) .. تعالوا معاً نبني إستراتيجية موحدة نقود على أساسها المواجهة القادمة".

وأكد القيادي بالجهاد الإسلامي أنه "وفي خندق المقاومة يتوحد شعبنا، ويستعد للتضحية، والبذل ويكون لديه قوة، إرادة وعزيمة، وفي دهاليز السياسة تنقسم المواقف، وتتبدد الطاقات، وتتبعثر الجهود".

وتطرَّق د. الهندي إلى إضراب الأسيرة هناء شلبي المفتوح عن الطعام والذي يدخل يومه الـ 34 على التوالي، قائلاً:" حتى اعتقالها كانت تلك المجاهدة تستقبل المهنئين بتحررها ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أنجزتها المقاومة في تشرين أول / أكتوبر من العام الماضي".

واعتبر أن ما "تسطره الأسيرة هناء بصمودها وعزيمتها يأتي في إطار معركة الإرادات التي يواصلها شعبها في مواجهة الاحتلال"، مؤكداً أنها "ستهزم السجان كما هزمهم من قبلها الشيخ المجاهد خضر عدنان".