خبر حرب اسرائيل – الولايات المتحدة- هآرتس

الساعة 10:21 ص|20 مارس 2012

بقلم: سافي رخلفسكي

        (المضمون: الحرب الباردة الحقيقية الآن ليست بين ايران واسرائيل بل بين الادارة الامريكية والادارة الاسرائيلية حيث تحاول هذه الاخيرة ان تُطوع الاخرى لارادتها - المصدر).

        من الذي قال ان الجبهة الداخلية غير محمية؟ ان من تحدث في السنين الاخيرة الى اهود باراك علم انه عالم جيدا بنصيحة انه يوجد شرطان سيسبقان الحرب مع ايران: اعادة جلعاد شليط وبيع شقته. أما شليط فلكي يبدو رحيما قبل ان تُطرح حياة مئات وآلاف؛ وأما الشقة؛ فلا يوجد اعداد أفضل من ذلك لمن يُعد للحرب. اذا قُتل 500 "فقط" – فستُصاب آلاف الشقق. ووضع باراك الذي باع شقته الحقيقية وأصبح موجودا مع شقة مستقبلية على الورق، مثالي. فالشقق الورقية لا تُهدم. أين باراك وأين دان حلوتس وحفنة أسهمه.

        هذه ايام جيدة لباراك. فمنذ عاد الى وزارة الدفاع أصبح أكثر عمليات الجيش الاسرائيلي يُخطط له تخطيطا جيدا يُقلل المصابين الاسرائيليين. هكذا كانت الحال مع المفاعل الذري السوري وفي "الرصاص المصبوب" وفي الجولة الاخيرة في الجنوب التي أعدت لحرب اسرائيل مع ايران التي أخذت تقترب. والآن سيعلم من يمكثون في الملاجيء الارضية المحصنة في قلب تل ابيب أو في الملجأ الارضي المحصن الضخم تحت جبل همنوحوت في القدس، ان العقارات الشخصية التي لهم لن تُصاب. لكن باراك ملحوظة هامشية فقط. قد لا يكون لباراك إله لكن المهم ان لبنيامين نتنياهو يوجد إله.

        ليس عجبا ان يؤيد نتنياهو الآن ويحتفل معه حلقات انجليكانية واسعة تدعو الى حرب يأجوج ومأجوج اسرائيلية ايرانية يُباد فيها أكثر اليهود – وعندها سيتحقق شرط عودة يسوع المسيح. ومن يكون حمار مَنْ؟ سنعلم هذا قريبا.

        في الثامن من تشرين الثاني 1956 وقف دافيد بن غوريون المنتصر في سيناء وخطب خطبة عصماء ألغت أهمية الولايات المتحدة. وفي خلال يومين تراجع عن مملكة اسرائيل الثالثة التي له ولموشيه ديان بسبب تهديدات روسية بالحرب ورئيس امريكي بعد فوز في الانتخابات. بيد ان نتنياهو لا ينوي التراجع. ويرى باراك ان الحرب التي تُعد لها اسرائيل هي خدعة ايضا لحث الامريكيين وحقيقة ايضا. لا بالنسبة لنتنياهو صاحب القرار الذي لا يرى سوى سيناريو واحد فقط.

        تفضل علينا ميخا لندنشتراوس الذي خان عمله ولم يفحص أليست مئات الملايين التي تُصب من اجل الدعاية في صحيفة "اسرائيل اليوم" عدوانا على قوانين تمويل الاحزاب. وهو تفضل لأنه في المكان الذي تُداس فيه الديمقراطية يجب ان توجد "تشرين"، وإلا فكيف سنعلم ما الذي يحدث حقا؟.

        في يوم الخميس الماضي جاء محرر صحيفة "اسرائيل اليوم" عاموس ريغف بالعجب العُجاب، بهجومه السافر على الامريكيين وادارتهم. ربما لم يبلغ كلامه الى جزم الممول المشترك شلدون ادلسون بأن أفعال اوباما ترمي الى دمار اسرائيل، لكنه اقترب من ذلك. وقد شبّه ريغف اسرائيل برجل تعطلت سيارته في الصعود الى القدس. ويزعم السائق الذي جاء للمساعدة انه كان خبير آلات في سلاح المدرعات، لكنه يأتي بالسوء فقط في أكثر الحالات. بل ان اوباما كما يرى ريغف في الصحيفة التي تُعبر عن وجهة نظر السلطة لم يكن خبير آلات ويبدو ان نيته ليست خيِّرة. ولا تندد المقالة باوباما وحده. فالولايات المتحدة كما قال غير قادرة منذ عقدين على الانتصار في الحروب والاسرائيليون وحدهم هم القادرون على ذلك.

        حينما تبلغ دول متعادية الى قدرة ذرية تبدأ حرب باردة. وقد نشبت الحرب الباردة وليست هي بين اسرائيل وايران بل بين اسرائيل والولايات المتحدة. ان كل ما يجري الآن في الدراما العالمية يجري في الواقع بين الادارتين الاسرائيلية والامريكية، وايران هي ملحوظة عارضة في المواجهة فقط. يخشى نتنياهو الادارة الامريكية ان تُعد له اتفاقا مع ايران بقصد منع اسرائيل من الهجوم في الصيف، ولما كان الامر كذلك فقد يسبق نتنياهو ويريد ان يهاجم سريعا قبل بدء خطر المحادثات.

        من المفهوم خاصة انه لو كان نتنياهو على حق فيما يتعلق باوباما لكان يفترض ان تكون سياسته معاكسة وكان عليه ان ينشيء دعما غربيا حقيقيا لاسرائيل. وهذا ما يقوله كبار مسؤولي جهاز الامن في الماضي والحاضر.

        ومن المنطقي ان نفترض ان باراك كان يحاول ان يعمل على هذا النحو لو كان هو القائد، لكن باراك باعتباره واحدا من الأوائل الذين ينبغي ان ينضموا الى المطلب العام الذي يعارض المبيت المشترك لا ينجح في ان يتجاوز عالم العمل واهتمامه بدبه الشخصي. أما الحلم فيقوده البالغون في الكيبوتس، اولئك الذين يوجد الله بين أظهرهم. والذين يؤمنون الآن بقدرتهم على ان يهزموا امريكا. ويُفضل ألا نثق بالله.