خبر وهْم انفصال -هآرتس

الساعة 10:20 ص|20 مارس 2012

بقلم: شاؤول اريئيلي

(المضمون: الطريق الى اضعاف حماس تمر بتقوية السلطة الفلسطينية وتحسين ظروف عيش السكان الفلسطينيين وهذا ما لا تفعله اسرائيل - المصدر).

نجحت القبة الحديدية في ان تهب لسكان اسرائيل وهْم أنهم يستطيعون ان يضيفوا الى الجدار الامني الارضي قبة جوية ايضا تُتم فصلهم عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. لكن هذه القبة الجوية والجدار ينجحان في ان يعترضا فقط أعراض الصراع التي كانت قبل عشر سنين في الأساس "مخربين منتحرين" وأصبحت الآن صواريخ غراد وصواريخ قسام. وتمتنع اسرائيل عن مواجهة جذور الصراع، وتُمكّن حماس والجهاد الاسلامي من تحديد برنامج العمل السياسي، وتعزيز مكانتهما في المجتمع الفلسطيني وصبغه كله بألوان الحرب نفسها.

        في غزة، حطم منع التصدير الى اسرائيل والضفة القطاع الخاص الانتاجي. فقد اصبح 83 في المائة من المصانع مشلولة أو تعمل بأقل من 50 في المائة من قدرتها الانتاجية. وزادت نسبة البطالة من 18.7 في المائة في سنة 2000 الى 30.3 في المائة وتبلغ بين الشباب 46.5 في المائة. وحلت محل النخبة الاقتصادية القديمة ذات العلاقات باسرائيل نخبة من مقربي حماس تفرض سيطرتها على اقتصاد أنفاق، وقطاع العقارات وأكثر مسارات الاستثمار والاعمال في القطاع.

        على نحو مُفارق، وبرغم ان الحصار جعل الاقتصاد في غزة أقل انتاجا على التدريج، زادت ايرادات السلطة. فصناعة الأنفاق وفرض الضرائب على ادخال السلع، والمحروقات ومواد البناء، تمد حماس بجزء كبير من ميزانيتها. ففي 2010 حُول الى خزانتها نحو من 300 مليون دولار من اقتصاد الأنفاق وهذا 60 في المائة من ميزانيتها السنوية، في حين وقفت ميزانية السلطة في غزة في 2006 قبل سيطرتها على غزة على 40 مليون دولار فقط، وتتلقى حماس ما بقي من الميزانية من متبرعين في الخارج.

        ان السياسة الاسرائيلية تمنع غزة على نحو أساسي من مصدري دخل مركزيين – تصدير المنتوجات ودخول الناس – التجار ورجال الاعمال – من الضفة. والتغيير الذي يمس هؤلاء سيُصلح جدوى الاستثمار في الصناعة والزراعة ويُنوع توزيع الثروة الاجنبية والمحلية ويُزيل تعلق السكان بمساعدة اجنبية واجهزة صدقة محلية يتعلق الجزء الكبير منها بالسلطة ويضعف احتكار حماس. ان الاذن بالخروج للعمل في اسرائيل للنساء اللاتي نسبة البطالة بينهن أعلى بـ 50 في المائة مما هي بين الرجال، قد يُحسن مكانتهن التي تدهورت جدا تحت حكم حماس.

        وفي الضفة لم يحث خنق الانتفاضة الثانية بواسطة قوات الامن وبناء الجدار وفصل "أنسجة الحياة" والاصلاحات في السلطة والامن في السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، لم تحث حكومة اسرائيل الحالية على استغلال التهدئة من اجل تفاوض جدي بل بالعكس. فنحن نشهد مضاعفة عدد المستوطنين وتقوية المستوطنات المعزولة و"تهويد" شرقي القدس والامتناع عن الافراج لعباس عن أسرى.

        تمتنع اسرائيل عن استيعاب حقيقة ان الجمهور الفلسطيني يحكم على المنظمتين اللتين تتصارعان على تأييده بحسب انجازاتهما في تحقيق المصالح الفلسطينية. والأكثرية الغالبة منه تؤمن بالرواية التي تقول ان اسرائيل سببت للفلسطينيين بدعم دولي مظلمة تاريخية تنبغي ازالتها. ومع ذلك فان كثيرين بينهم يرون التسوية الدائمة هي الطريقة المفضلة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وانشاء دولة فلسطينية في المناطق. وعلى ذلك، يجب على اسرائيل ان تستغل التهدئة لتقديم التفاوض مع م.ت.ف ولتجعل المجتمع الفلسطيني يتعرض من جديد الى ان يختار بينها وبين حماس.