خبر رغم إعاقتها.. غزية تتحدى العادات و تفتتح محلاً لبيع و صيانة الجوال

الساعة 05:05 م|18 مارس 2012

غزة (خاص)

قصتنا اليوم مختلفة عن جميع القصص فهي تتحدث عن فتاة في مقتبل العمر من مدينة غزة ترعرعت في أحد الأحياء الشعبية المعروفة بغزة  "حي الشجاعية" ولدت طفلة طبيعية لا تعاني من أي إعاقة ولكن نتيجة للإهمال الطبي الذي عمل على خلع في الولادة أدى إلى بتر ساقها اليسرى وهي لم تتجاوز السبعة أيام من عمرها بسبب الإصابة بالغرغرينة التي تغلغلت بساقها.

و رغم ذلك استطاعت أن تتحدى إعاقتها حيث تخرجت من الكلية الجامعية تخصص خدمة اجتماعية  قالت لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية والبسمة لم تفارق شفاها :" درست في الكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية تخصص خدمة اجتماعية ولم أيأس ولم أشعر يوماً ما بالعجز أو النقص".

إنها قصة فاطمة الحلولي التي استطاعت أن تتحدى إعاقتها وتمارس الرياضة وأن تكون أول فتاة تخرج عن العادات والتقاليد وتفتح محلاً لبيع وصيانة الأجهزة الخلوية" الجوال".

وبينت الحلولي بأنها لم تضع عكاكيز إلا بعد سن البلوغ أي بعد الخامسة عشر من عمرها.

أما عن حياتها بين أسرتها فأشارت بأنها ترعرعت داخل أسرة محافظة وكبيرة العدد نوعاً ما، حيث لديها سبعة أخوة وستة أخوات  وكان ترتيبها الثالثة في البنات ورغم ذلك ألا أنها كانت المدللة من قبل أخوتها ووالديهاولم تشعر يوم ما بأنها مضطهدة من قبل إخوتها.

وأكدت على أنها بعد الدراسة عملت في أكثر من مشروع للدعم النفسي والاجتماعي مع الأطفال بالإضافة إلى مشاريع و أماكن أخرى بشكل تطوعي".

وأوضحت الحلولي بأنها درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس الحكومية مع الأسوياء وأشارت إلى إنها واجهت في البدايات الكثير من الصعوبات ولكنها بدأت تتلاشى بقوة إرادتها وعزيمتها.

وبينت الحلولي بأنها بعد أن أنهت الدراسة الجامعية مارست الألعاب الرياضية وانضمت ضمن أعضاء اللجنة البارالمبية النسائية منذ عام 2008 ولغاية الآن وهي أكثر إصراراً على ممارستها وخاصة بعد سفرها إلى قطر وحصولها على المرتبة الخامسة.

وعبرت الحلولي عن سعادتها من خلال مشاركتها الألعاب الأولمبية العربية في دولة قطر عام 2011 وخاصة باعتبارها الفتاة الوحيدة من ذوي الحاجات الخاصة المشاركة فيها التي أعطتها الثقة والقوة.

تميزت بألعاب القوى

و تميزت فاطمة بتفوقها بثلاث ألعاب من ألعاب القوي وهي القرص والجُلة والرمح وقالت ويبدو من عيناها بريقاً يعبر عن مدى تعلقها وحبها لممارسة الرياضة:" أعطتني الرياضة الثقة بالنفس والصبر والتحمل وجعلتني أكثر قدرة على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية".

أما عن اكتشاف موهبتها الرياضية أوضحت الحلولي بأنه تم اكتشافها من خلال عمل كشف طبي عن طريق جمعية للمعاقين وتم انتقاء الأشخاص الذين لديهم بنية قوية بمعنى جسم رياضي يمارسون الرياضة بشكل دائم.

أول فتاة تفتتح محل للجوالات

وتعد الحلولي أول فتاة تقوم بفتح محل للجوالات حيث قالت:" بدأت الفكرة من خلال ممارستي الألعاب الرياضية وبعد مشاركتي بعدة دورات تدريبية مدتها أربعة شهور ممولة من قبل الإغاثة الإسلامية فتناولت موضوع صيانة الجوالات والحاسوب و تصليح الأجهزة الكهربائية وكانت الفكرة "كيف تديري مشروع عن طريق تسويق هذه المبيعات".

وأضافت بفخرٍ واعتزاز :"بعد ذلك أعجبتني الفكرة وقررت أن أكون أول فتاة تفتح محل لصيانة الجوالات حيث تم افتتاح المشروع بتاريخ 6/5/2011".

كل بداية صعبة

و قالت:" بالفعل من الصعب أن تقوم فتاة بفتح محل لصيانة الجوالات وخاصة في مجتمع شرقي عربي وتسكن في أحد الأحياء الشعبية  مثل حي الشجاعية الملتزم بالعادات والتقاليد، ولكني والحمد لله استطعت أن أتجاوز هذه المحن والصعوبات من خلال تشجيع الأهل والأصدقاء الذين وقفوا بجانبي ودعموني بشكل كبير".

وتمنت الحلولي أن تكمل دراستها الجامعية بمجال التربية الرياضية و لديها حلم كبير بأن تصبح لاعبة مشهورة و أن تشارك ببطولة لندن عام 2012.

 وتعتبر فاطمة الحلولي رمز الفتاة الفلسطينية المكافحة والمثابرة التي استطاعت رغم الإعاقة أن تتحدي بالإرادة والعزيمة القوية وأن تظهر وتقحم نفسها بعالم الرياضة وعالم التكنولوجيا الحديثة وتثبت للعالم رغم الإعاقة والحصار والعادات والتقاليد إلا أنها رفعت صورتها عالياً في سماء غزة لتقول أنني هنا وفرضت نفسها بكل جرأة وشجاعة لتقول أن المرأة قادرة على كل شيء وأنها نصف المجتمع.