خبر العرض الافضل في المدينة؟.. يديعوت

الساعة 03:51 م|18 مارس 2012

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: اذا ما انهارت ايران اقتصاديا او هاجمها الامريكيون فسيدخل بيبي وباراك كتب التاريخ كمسؤولين عن احدى مناورات التضليل الاستراتيجية الاكبر في العالم - المصدر).

كانت هذه غولدا مائير رئيسة وزراء في اسرائيل شريرة غير صغيرة قالت عن الرئيس المصري السادات ورئيس وزراء اسرائيل، بيغن: "جائزتا نوبل هما ما ينبغي لهما أن يحصلا عليهما؟ لا بل جائزتي اوسكار للممثلين هما ما ينبغي أن يحصلا عليهما".

ينبغي الافتراض بان الحسد اكثر غولدا في حينه: هي، التي عملت بتكلف من حزب ادعى بان يكون حزب سلام على مدى السنين والعقود، وهي، في زمن ولايتها سقط 2.600 جندي من الجيش الاسرائيلي في حرب يوم الغفران وكثيرون آخرون في حرب الاستنزاف، سألت بالاحرى نفسها ومقربيها: لماذا هذا يستحقه بيغن، الذي اتخذ على مدى السنين صورة القارع لطبول الحرب؟ في السياسة ايضا، مثلما في الحب، في المسرح، في الادب وفي الصحافة يوجد حسد شخصي، وغولدا لم تكن استثنائية.

في أعقاب امكانية اعتزال مناحيم بيغن السياسة قال ذات مرة دافيد ليفي: "يوجد لك وريث". غولدما مائير كان يمكنها على ما يبدو أن تهدأ – للسادات وبيغن ايضا يوجد وريثان في المنافسة على الاوسكار: وهما ليسا سوا بيبي نتنياهو وايهود باراك.

لا يزال ممكنا التصديق (وان كان عندنا كل شيء محتمل) بان نتنياهو وباراك سيأمران طائرات سلاح الجو بالاقلاع الى ايران دون مباركة في الولايات المتحدة. على كل سبب وجيه للانطلاق الى الدرب توجد خمسة اسباب وجيهة لعدم فعل ذلك. نتنياهو وباراك، كل على حده ومعا، ملزمان بالتالي ببديل مناسب للهجوم، الذي هدفه تصفية الخيار النووي الايراني. في هذه الاثناء يمكن لدولة اسرائيل أن تكتفي، بالطبع، بمقاطعة عالمية على ايران و/أو هجوم عسكري امريكي كبير. اما نحن، فنرغب في هذا وذاك ايضا.

كي يحركا العالم نحو المقاطعة و/ أو الامريكيين نحو الهجوم، من واجبهما كزعيمين سياسيين أن يدفعا الامور بحيث يكون الوضع وكأن "اسرائيل مجنونة" و "اسرائيل ستهاجم". وهذا ما فعله بيبي وباراك على ما يبدو في السنوات الاخيرة، مع استعدادات حقيقية لهجوم في ايران رآه جيدا من ينبغي له أن يراه ويعرفه من بين اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية.

هذه الـ "امسكوني" الاسرائيلية، مع خيار حقيق بهجوم اسرائيلي، ارتفعت درجة في نهاية الاسبوع الماضي عندما دخلت مقاطعة السويفت البنكية حيز التنفيذ. صحيح ان الايرانيين سيفعلون كل شيء كي يجدوا طرقا التفافية، مخرجا، كي يخفف من وضعهم، ولكن هذا على ما يبدو سيشتد. العالم حقا يفرض عليهم شروطا صعبة.

النتيجة الثانية لمسرحية الخداع الاستراتيجي: براك اوباما، الذي لم يرغب في السماع عن حرب اخرى كحرب العراق وافغانستان يفكر – على ما يبدو – في امكانية استخدام طائراته في هجوم خاص به على المنشآت النووية في ايران. وحتى امكانية أن يحصل هذا ايضا هو انجاز لسياسة "امسكوني" الاسرائيلية.

كلاهما فقط، بيبي وباراك، يعرفان اذا كانا بالفعل قصدا أو يقصدان بجدية  مهاجمة ايران بسلاح الجو الاسرائيلي – أم انهما أصدرا على الشاشة "العرض الافضل في المدينة". اذا كان هذا عرضا، فعندها أولا – هذا مشروع تماما في السياسة، وثانيا – عليهما أن يحذرا من أن يقعا في عشق هذه المسرحية.

ينبغي الايمان والأمل بان احدا غيرهما لا يعرف الحقيقة، ولهذا فقد بقي الجميع، في البلاد وفي العالم، حتى اليوم في مجال التخمين. اذا انهارت ايران اقتصاديا (الامر غير المعقول تقريبا) او هوجمت على ايدي الامريكيين، فسيدخل بيبي وباراك كتب التاريخ كمسؤولين عن احدى مناورات التضليل الاستراتيجية الاكبر في العالم، تقريبا مثل التضليل العظيم للسادات والاسد الاب في حرب يوم الغفران.  وبالعكس: اذا لم تكن هذه مسرحية عظيمة ناجحة بل اعداد حقيقي لهجوم اسرائيلي، عندها ايضا يستحق الرجلان ان نرفع لهما القبعة بعظمة على حمل العالم على التعاون معهما، وتبقى لنا فقط الصلاة بنجاح عظيم.

وماذا اذا ما كان الموقع أدناه في المستقبل من المضللين وراء عرض بيبي وباراك؟ أولا، هذا بالتأكيد يمكن أن يحصل. ثانيا، سنوجد على الاقل في صحبة طيبة: مع اوباما، ساركوزي، احمدي نجاد والعالم بأسره. عندما يحترق العالم اياه باللهيب في كل الايام، فلمن سيكون الوقت  و "الرأس" ليتذكر الـ 502 كلمة التي تنشر هنا اليوم؟