خبر لتنتقل سارة الى المركز.. هآرتس

الساعة 03:49 م|18 مارس 2012

بقلم: أمير أورن

(المضمون: اذا كان حديث نتنياهو عن حرب على ايران صحيحا فليتفضل بتعريض عائلته ونفسه للخطر في مركز البلاد الذي سيكون أكثر تعرضا للرد الايراني من القدس الآمنة نسبيا - المصدر).

آه كم يطيب لنا أن نتذكر. فقد كانت ايام في أيار 1972 في عملية "إيزوتوب". حينما حررت دورية هيئة القيادة العامة بقيادة اهود باراك طائرة "سفانا" المختطفة في مطار اللد. "شارك رئيس الحكومة السيد بنيامين نتنياهو في تحرير المختطفين"، وسيتحدث في يوم بحث بمناسبة مرور اربعين سنة على العملية ستُتمه قريبا في الدورة التعليمية "إفعال"، الرابطة الاسرائيلية للتاريخ العسكري. يبدو ان شخصا ما يعتقد انه يجب ان تُلمع بطولة نتنياهو في هذه الايام علنا في الوقت الذي تشغله فيه "إيزوتوبات" اخرى. وليس باراك الذي ساعدته صورته في سربال التقنيين الابيض على جناح الطائرة على فوزه على نتنياهو في انتخابات 1999، ليس هو في قائمة المدعوين.

في مقابل كل نجاح عمره اربعة عقود يمكن ان نجد خسارة عمرها سنتان. ونُذكركم بـ "موريشت" التي أذاعها "الشباك" في الاسبوع الماضي: فأمس قبل عشرين سنة "في 17 آذار 1992 في الساعة 14:45، انفجرت أمام سفارة اسرائيل في بيونس آيرس سيارة مفخخة. وقُتل في العملية 29 منهم 4 اسرائيليين و4 عمال محليين في السفارة ايضا. ووجد 50 اسرائيليا ومحليا آخرين في جناح لم يُصب. قبل الانفجار ببضع دقائق خرج حراس لاجراء اعمال تمشيط ولم يجدوا شيئا. ففي تلك الفترة لم يكن لدى الاستخبارات الاسرائيلية انذار مركز عن عملية موجهة على أهداف اسرائيلية أو يهودية في الارجنتين، لكن كان معلوما انه يوجد فيها جماعة عربية كبيرة وأنه حدث فيها نشاط معاد للسامية ومؤيد للفلسطينيين".

رأى "الشباك" الذي يخضع لسلطة رئيس الحكومة من الصحيح ان يذكر اخفاقا استخباريا مكّن منظمة حزب الله من الانتقام لموت زعيمها عباس موسوي في اغتيال من الجو. ينبغي ألا نشتبه في "الشباك" أنه يتآمر على نتنياهو، وهذا مؤكد في مدة ولاية يورام كوهين الذي عُرض في مناسبة لعائلة نتنياهو ولم يكن ذلك من مصلحته على ألسنة مقربين من زوجة رئيس الحكومة باعتباره "عينته سارة"، في إصرار غريب على تعزيز صورة سارة نتنياهو بأنها رئيسة ديوان الموظفين.

ان الصدفة وحدها هي التي جعلت "الشباك" يُذكر مع كثرة الحديث عند نتنياهو عن الحرب ويُذكر الجمهور بمبلغ كون أهداف اسرائيلية ويهودية في أنحاء العالم قابلة للاصابة وعدم القدرة على الاعتماد على الاستخبارات الاسرائيلية ان تنجح في احباط رد ايراني على عمليات الجيش الاسرائيلي.

وبنفس الصدفة وفي اليوم نفسه، حضر في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الامريكي الجنرال داغلاس فريزر، قائد منطقة الجنوب في الجيش الامريكي، ليُحذر من نشاط ايران وحزب الله في امريكا اللاتينية ولا سيما في بوليفيا وفنزويلا والاكوادور ونيكاراغوا وكوبا. وقد أُضيف الى السفارات 36 مركزا ثقافيا شيعيا يُديرها الفقيه المتطرف محسن رباني من القائمين على العملية الاخرى في بوينس آيرس في 1994 والتي توجهت على المركز الثقافي اليهودي.

هكذا ستكون الحال في أنحاء العالم وفي الجبهة الاسرائيلية الداخلية التي ستتعرض لآلاف الصواريخ حتى لو تلقت عُشر رشقات عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي ستُطلق عليها. لا ينوي نتنياهو بجدية اعداد اسرائيل للحرب. فهو لم يعلن لا رسميا ولا عمليا حالة طواريء لدخول الملاجيء واعتراض الصواريخ. اعتاد الصينيون ان يسموا زعيما من طرازه نمرا من ورق، وهذا نعت صادق وتعبير يلائم عصر غوتنبرغ. أما في عصر تسوكربرغ فالحديث عن أسد من هواء أصح.

وقعت قبل القبة الحديدية بكثير عملية "الحديد الساخن" – ايلول 1996 – حينما افتتح نتنياهو نفق حائط المبكى ورد الفلسطينيون بالنار، وبعد ان قتل 16 اسرائيليا توسل نتنياهو الى ياسر عرفات وانطوى عن الخليل بضغط من الرئيس بيل كلينتون وأحجم منذ ذلك الحين وكان خوفه أكبر من حثه. وحيال خطر سلاح الابادة في ازمتي التهديد الكيماوي – البيولوجي لصدام حسين الذي كان أقل تأثرا من نتنياهو بقرار مناحيم بيغن على ان يهاجم مفاعله الذري، أُصيب نتنياهو بالذعر الى درجة التفكير في استعمال وسائل متطرفة (ولا نقول ان الحكومة كانت ستُبيح له فعل ذلك).

ان ايران، مثل العراق في حينه، لم تعد القدس بالمنعة، لكن من المعقول ان تكون أكثر أمنا من تل ابيب في الحرب، وهذا محقق بالنسبة لمن لن يتمتع بالضيافة في ملجأ آمن حكومي. اذا كان نتنياهو يستخف كثيرا بالخطر على الجبهة الاسرائيلية الداخلية المكشوفة فليتفضل ولينقل عائلته الى المركز. وسيُخلي القائد العائلي أفنير عمدي المكان له.