خبر في غزة ..« من أزمة الوقود والكهرباء إلى أزمة نقص غاز الطهي »

الساعة 08:25 ص|18 مارس 2012

غزة

قال الشاب أحمد عبد الرزاق (28 عاماً)، بينما كان يحمل على كتفه أسطوانة غاز، باحثاً عن محطة لتعبئتها.

وأوضح الشاب الأب لطفلتين لصحيفة "الايام": أن الأزمات التي تعصف بسكان القطاع هذه الأيام باتت لا تحتمل، وفوق التصور، مشيراً إلى أنه لا يمتلك في بيته لتراً واحداً من الوقود لتشغيل المولد عند فصل التيار الكهربائي، وأسطوانة الغاز خاصته لم تسعفه وانتهت لتزيد من أزماته البيتية، فيما لا تزال أزمة الكهرباء تراوح محلها دون تقدم.

ولفت إلى أن تزايد الأزمات أمر من شأنه أن يخلق هاجساً مخيفاً ومقلقاً لدى أرباب الأسر، ويجعل من عجلة الحياة معقدة جداً، منوهاً بأن حديث الشارع اليوم يتناول فقط الكهرباء والوقود والغاز، والبطالة، والقصف، والاعتداءات الإسرائيلية، والانقسام.

وقال: لم تعد تجد حديثاً مشوقاً وفرحاً يمكنك أن تشارك فيه في غزة، "الهم والنكد والأزمات" هي عنوان ومحور الأحاديث اليومية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قلّص كميات غاز الطهي المدخلة يومياً إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة إلى حوالي 40 - 60 طناً يومياً بينما كان يدخل سابقاً ما كميته 160 - 180 طناً في الوقت الذي يحتاج قطاع غزة فيه إلى 250 طناً يومياً لتغطية احتياجاته.

وأشارت المواطنة أم يوسف عبد الله (49 عاماً) إلى أنها أًصبحت تقتصد في استخدام غاز الطهي تماماً، وتدخره فقط لطهي الأكل والوجبات اليومية الأساسية، منوهةً بأنها تنتظر وصول التيار الكهربائي لتجهيز ما يمكن تجهيزه دون استخدام الغاز.

وقالت لـ "الأيام": الأزمات بانضمام غاز الطهي إليها تضاعفت وأصبحت ثقيلة، وبات من الصعوبة بمكان وجود بدائل بسبب أزمة الكهرباء والوقود.

وأوضحت أنها سابقاً كانت تعوض نقص الكهرباء باستخدام الغاز مثلاً سواء في الإنارة أو الطهي، أما الآن فقد أصبحت لا تستطيع أن تعوّض شيئاً أبداً، مشيرةً إلى أنها باتت تشعر بحجم الأزمة بشكل أكبر حالياً.

وتمنت أن تنهي أزمة الغاز والكهرباء سريعاً، حتى لا تتضاعف أزمات الحياة اليومية والواجبات البيتية، داعية الجهات المسؤولة إلى عدم المساس بالحياة اليومية للمواطن كونها تمثل عموده الفقري، وسندان صموده في قطاع غزة وسط الحصار والانقسام والأزمات السياسية المتعاقبة والهجمات والعدوان الإسرائيلي المتلاحق.

وأكد محمود الشوا رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود في قطاع غزة أن قرار تقليص كميات الغاز أدى إلى نفاد المخزون الاحتياطي المتوافر في محطات الغاز بقطاع غزة.

وأوضح في تصريح لوسائل الإعلام أن قطاع غزة المحاصر يعاني منذ ما يزيد على خمسة أعوام، من نقص في الخدمات الأساسية بفعل الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الأسابيع الماضية شهدت أزمة خانقة في الكهرباء والوقود نتج عنها انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لساعات طويلة.

وأوضح المواطن أبو أحمد عتيلة أنه بالكاد استطاع أن يعبئ أسطوانة صغيرة سعة خمسة لترات لتشغيل "شمبر" يستخدمه للإضاءة عند انقطاع التيار الكهربائي، مشيراً إلى أن بائع الأسطوانات أبلغه أنه الكمية الموجودة لديه محدوده ومسموح فقط لديه بتعبئة هذه الأسطوانات فقط.

وقال لـ" الأيام" أن تعبئة الأسطوانات الكبيرة الخاصة بالطهي أصبحت أمراً يحتاج إلى فترة طويلة، وإن أسطوانته موجودة لدى الموزع منذ عشرة أيام ولم تتم تعبئتها حتى الآن.

واكد أحد موزعي الأسطوانات بغزة أن تعبئة الأسطوانات عبر الأنفاق أيضاً باتت أمراً عسيراً وغير متوافر، مشيراً إلى أنه قبل نحو شهرين كان يلجأ إلى تعبئة الأسطوانات عبر الغاز القادم من الأنفاق لسد العجز في الكمية القادمة عبر معبر كرم أبو سالم عبر الجانب الإسرائيلي. وأوضح مفضلاً عدم ذكر اسمه أن الغاز القادم عبر الأنفاق يواجه أيضاً مشكلة ونقصاً كما الوقود لذات الأسباب، مشيراً إلى أن موزعي الأسطوانات باتوا بين أزمة الحصول على الغاز وأزمة الحصول على الوقود لتشغيل مركباتهم التي تنقل الغاز من المصدر إلى البيوت.

وبين رائد رجب مدير عام الهيئة العامة للبترول في غزة: أن سبب عدم إدخال الغاز خلال الأيام السابقة خاضع لوجود أخطاء فنية لا يعلمها أحد وفقاً لتذرعات الجانب الإسرائيلي، موضحاً أن تأثير الأزمة لم يظهر بصورة كبيرة على المواطنين بعد وتأثيرها مقتصر على محطات التعبئة.

وأشار رجب إلى أن محطات التعبئة كانت تعتمد في تقديم خدماتها خلال الخمسة عشر يوماً السابقة على مخزونها الذي نفذ الآن موضحاً أن الاحتلال قلص كميات إدخال الوقود مؤخراً لتصل من (40 - 60) طناً في اليوم وحل الأزمة يشمل إدخال 170 طناً في اليوم في حين أن القطاع يحتاج في الوضع الطبيعي لـ250 طناً يومياً.