بعد 24 عاما على افتتاحه

خبر دعوات لإغلاق معتقل النقب وإنقاذ الأسرى من أخطار تلوث البيئة

الساعة 07:02 ص|17 مارس 2012

غزة

دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، المؤسسات القانونية والحقوقية والإنسانية ، الى التحرك الجاد باتجاه الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإغلاق معتقل النقب الصحراوي وانقاذ حياة الأسرى من خطر تلوث البيئة وقسوة الظروف هناك ، ونقل من تبقى فيه إلى سجون ومعتقلات أخرى قريبة من أماكن سكناهم وأكثر أمناً على صحتهم وحياتهم ، وأفضل حالاً وأحسن ظروفاً.

جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه بمناسبة مرور ـ24 عاماً على إفتتاحه في السابع عشر من مارس / آذار عام 1988 . 

وقال فروانة بأن معتقل " كيتسعوت " كما تُطلق عليه " إسرائيل " ، أو " أنصار 3 " كما يحلو للفلسطينيين تسميته ، أو معتقل " النقب " الصحراوي كما أصبح متعارفاً عليه بحكم موقعه الجغرافي في صحراء النقب جنوب فلسطين ، يقع في منطقة  عسكرية خطرة متاخمة للحدود المصرية وغير آمنة حيث تجرى بداخلها تدريبات عسكرية بالأسلحة الحية ومعرضة لأخطار الحرب ، وهذا يتنافى والمادة 83 من الفصل الثاني في اتفاقية جنيف ( لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب ) ، وأحواله المعيشية والحياتية صعبة، علاوة على قسوة الظروف الطبيعية والمناخية صيفاً وشتاءً في ظل النقص الحاد بالأغطية والملابس الشتوية وانعدام أدوات التدفئة أو التهوية ، وسوء الرعاية الصحية ، وهذا يتناقض وكافة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة والصلة بالمعتقلين .

وأضاف : والأخطر بأن الظروف البيئية المحيطة ملوثة وتشكل خطرا على حياة الأسرى هناك ، حيث يقع بالقرب من " مفاعل ديمونا " وفي منطقة تُستخدم لدفن النفايات النووية لمفاعل ديمونا ومادة الاسبست التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مسرطنة ، وهذا ما حذرت منه وزارة البيئة الإسرائيلية في تقرير لها في يناير عام 2010 وأكدت في تقريرها بوجود نفايات سامة وخطرة في منطقة النقب قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان ، ولربما هذا ما يُفسر تزايد أعداد الأسرى المصابين بالسرطان وبظهور بعض الأمراض الخطيرة والغربية بين أوساط الأسرى هناك.

وبيّن فروانة إلى أن عدد الأسرى الذين استشهدوا فيه وصل إلى( 9 ) أسرى ، وهم أسعد الشوا ( 19 عاماً ) من مدينة غزة ، وبسام السمودي ( 30 عاماً ) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، واستشهدا بتاريخ 16-8-1988 بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية . محمد صالح الريفي مواليد 1933 ، من سكان مدينة غزة  استشهد بتاريخ 10-8-1989م نتيجة الإهمال الطبي ، وحسام سليم هاني قرعان مواليد 1966 من قلقيلية واستشهد بتاريخ 28-8-1990م جراء التعذيب والاعتداء بالغاز ، أحمد ابراهيم بركات من مواليد 1966 وسكان مخيم عين الماء القريب من نابلس واستشهد بتاريخ 5-5-1992م نتيجة التعذيب ، أيمن ابراهيم برهوم من مواليد 1969 وسكان رفح واستشهد بتاريخ 27-1-1993 اثر الضرب والتعذيب ،و جواد عادل عبد العزيز أبو مغصيب مواليد 1987من دير البلح بغزة واستشهد بتاريخ 28-7-2005 نتيجة لإهمال الطبي ، جمال حسن عبد الله السراحين مواليد 1970 بلدة بيت أولا –شمال الخليل واستشهد بتاريخ 16-1-2007 جراء الإهمال الطبي وكان معتقلاً ادارياً ، محمد صافي الأشقر من صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 بعد إصابته بأعيرة نارية في الرأس بشكل مباشر .

 وأوضح فروانة بأن معتقل النقب الصحراوي افتتح خلال الانتفاضة الأولى في السابع عشر من آذار (مارس) عام 1988م ، وتم إغلاقه في منتصف عام 1996م ، وقد قُدِر عدد نزلائه خلال تلك الفترة ( مارس / 1988 - منتصف 1996) قرابة مائة ألف معتقل فلسطيني وقد كان يخضع آنذاك لإدارة الجيش العسكرية.

ولكن بعد ست سنوات على إغلاقه وتحديداً خلال انتفاضة الأقصى في الأول من نيسان ( ابريل ) عام 2002 أعادت سلطات الاحتلال افتتاحه من جديد ، وفي العام 2006 تم نقل السيطرة عليه من إدارة الجيش إلى إدارة "مصلحة السجون" كباقي السجون دون أي تغيير جوهري على ظروفه وطبيعته أو شكل المعاملة فيه ، ويُقَّدر عدد نزلائه منذ إعادة افتتاحه وحتى اليوم بأكثر من خمسين ألف معتقل فلسطيني.

وأكد فروانة بأن الهدف من افتتاحه قبل 24 عاماً ، أو من إعادة افتتاحه قبل عشر سنوات ، هو استيعاب آلاف المعتقلين الجدد وقمع انتفاضتي " الحجارة " و" الأقصى " ، والانتقام من المعتقلين وعزلهم في مناطق بعيدة وتشهد ظروفاً بيئية صعبة ، وكذلك معاقبة ذويهم بشكل جماعي وإجبارهم على السفر لمسافات طويلة تستغرق ساعات كثيرة قد تمتد من شروق الشمس وحتى مغربها .

كما وان إغلاقه منتصف عام 1996 أو نقل المئات منه الى السجون الأخرى قبل بضعة شهور وإغلاق بعض أقسامه ، له علاقة بتراجع الاعتقالات بشكل عام وتراجع أعداد المعتقلين ، حيث تقلص عدد المعتقلين فيه إلى قرابة ( 700 ) معتقل.

داعيا إلى ضرورة التمسك بالمطلب الحقوقي والقانوني والضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على إغلاق الجزء المتبقي منه بشكل كامل والى الأبد ونقل من تبقى فيه من الأسرى الفلسطينيين إلى سجون أخرى وبظروف أفضل وفي مناطق قريبة من سكناهم ، وإلزامها بعدم افتتاحه من جديد تحت أي ظرف من الظروف بهدف حماية الأسرى من خطر الموت أو الإصابة بأمراض خطيرة.