خبر السؤال الأصعب منذ 1948 -هآرتس

الساعة 10:15 ص|15 مارس 2012

السؤال الأصعب منذ 1948 -هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: تواجه اسرائيل أكبر خطر واجهته منذ نشأت في 1948 وهو الخطر الذري الايراني فعليها ان تبت أمر الرد عليه سريعا وان تعلم مع ذلك أنها وحدها في العالم - المصدر).

        يجب على من يؤيدون هجوما على ايران ان يجيبوا بصدق عن عشرة اسئلة حاسمة.

        هل نفد وانقضى كل احتمال لأن يوقف المجتمع الدولي المشروع الذري الايراني بحصار سياسي اقتصادي؟ وهل من الواضح تماما ان الامريكيين لن يصدوا المشروع الذري الايراني في 2013 بهجوم جوي؟ وهل سيؤخر هجوم اسرائيلي حقا المشروع الذري الايراني خمس سنوات على الأقل؟ أولن يشعل هجوم عسكري حربا اقليمية دامية وحربا طائفية؟ ألن يسبب رد ايران وحزب الله المضاد قتلا جماعيا فظيعا لا تستطيع الجبهة الاسرائيلية الداخلية الصمود أمامه؟ ألن تفصم عملية اسرائيلية ليست عن رأي الولايات المتحدة الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة؟ ألن تنشيء الازمة الاقتصادية العالمية التي ستحدث على أثر العملية موجة ارتدادية معادية للصهيونية ومعادية للسامية تعرض دولة اليهود للخطر؟ ألن يضر هجوم على نتناز بديمونة خاصة؟ ألن يُسقط الهجوم نظام العقوبات الاقتصادية ويمنح الايرانيين بذلك تسويغ الحصول على القدرة الذرية سريعا؟ ألن يسبب هجوم على ايران ان تصبح اسرائيل بعده نبتة برية في سهب قاحل؟.

        ويجب على معارضي الهجوم على ايران ان يجيبوا بصدق عن عشرة اسئلة مصيرية.

        هل يستطيع اسرائيليو القرن الواحد والعشرين الاستمرار في العيش في الوقت الذي تغشاهم فيه مظلة شيعية؟ هل تستطيع اسرائيل ان تصمد للحروب التقليدية التي لا تُحصى التي ستنشب على حدودها على أثر حصول ايران على القدرة الذرية؟ هل تستطيع اسرائيل ان تواجه شرقا اوسط ذريا ومتطرفا ومجنونا؟ هل تبقى اسرائيل حينما تدير الولايات المتحدة لها ظهرها لأنها ستكون مجبرة على مهادنة القوة الذرية الصاعدة ايران؟ هل ستبقى اسرائيل في العزلة السياسية التي ستُدفع اليها حينما تسيطر ايران الذرية على الخليج وتُملي على العالم أسعار النفط؟ وهل ستكون ديمونة كافية لمواجهة حصول السعودية وتركيا ومصر المتوقع على القدرة الذرية؟ وهل ستقدم ديمونة ردا على خطر ارهاب ذري؟ وهل ستستطيع اسرائيل ان تصمد لوضع تُنهي فيه الذرة الايرانية السلام وأمل السلام؟ وهل ستستطيع اسرائيل ان تصمد لوضع توجب الذرة الايرانية عليها فيه ان تعيش على سيفها في كل يوم وكل ساعة في قسوة لم نعرف لها مثيلا قط؟ وهل نحن مستعدون لقبول مخاطرة 1 في المائة ان تنفجر قنبلة ذرية فوق تل ابيب؟.

        ان صورة الوضع قاتمة. فسياسة الاحباط الاسرائيلية كسبت وقتا لكنها فشلت. وسياسة المهادنة الدولية أحدثت وهما وانهارت. واستُعملت العقوبات متأخرة كثيرا وبقوة صغيرة كثيرا ويُشك كثيرا في ان توقف ايران قبل فوات الأوان. ولم تنجح قمة واشنطن ايضا. ولا يوجد تنسيق استراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل. ولا توجد ثقة بين براك اوباما وبنيامين نتنياهو. ولم يضمن رئيس الولايات المتحدة لرئيس حكومة اسرائيل ان يصد ايران بكل ثمن بعد تشرين الثاني فورا.

        وهكذا فان العالم الذي كان يفترض ان يُخلص دولة اليهود من المعضلة الفظيعة التي تواجهها لا يفعل هذا. صحيح يمكن ان تحدث معجزة بعد. وربما تنكسر ايران في اللحظة الاخيرة. وربما تصحو الولايات المتحدة على شفا الهاوية. لكن الشعور في القدس في آذار 2012 هو بأن اسرائيل وحدها، وحدها تماما. فقد أخذنا نقترب من المفترق الاخير.

        لا يجوز لنا ان نخطيء هذه المرة. لا يجوز ان نخطيء بأي وجه من الوجوه. يوجد عشرة اسئلة هنا وعشرة اسئلة هناك، والسؤال الواحد والعشرون هو هل نهاجم أم لا نهاجم. وبازاء هذا السؤال الوجودي لا يوجد يمين ولا يسار ولا أشرار ولا أخيار ولا مُهيجوا حرب وعاجزون. وازاء هذا السؤال الوجودي لا يجوز لنا ان نتحمس ولا يجوز ان نُزيف ولا يجوز ان نفكر تفكيرا جامدا. يجب ان يكون النقاش بيننا في المفترق الاخير عميقا وحكيما ومسؤولا وصافيا وباردا. لأن السؤال الواحد والعشرين هو أصعب سؤال واجهناه منذ أيار 1948، انه سؤال حياة وموت.