خبر الوزير نعيم: الحرب على شعبنا لم تنته وإنما هي جولات

الساعة 01:54 م|14 مارس 2012

غزة

 

تحدث وزير الصحة في حكومة غزة د. باسم نعيم في حوار صحافي، حول أعاد الحصار وآثاره السلبية على القطاع الصحي وآليات التعاطي مع الأعداد الكبيرة للجرحى أثناء حرب الاخيرة، والتصعيد الصهيوني المتواصل على شعبنا الفلسطيني.

نص الحوار مع وزير الصحة الفلسطينية د. باسم نعيم

حدثنا عن أبرز تأثيرات الحصار على القطاع الصحي

كل القطاعات الحيوية تأثرت بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ست سنوات، غير أن وزارة الصحة تأثرت بشكل أكبر من غيرها لأن الأمر يتعلق بحياة المواطنين وسلامتهم.

حيث أثر الحصار سلبا على تطوير خدماتنا، من خلال عدم قدرتنا على استجلاب كفاءات من الخارج، وتدريب كوادر جديدة من الداخل، إضافة إلى صعوبة التواصل مع الجهات المعنية بمساعدة القطاع الصحي، كما أثر الحصار على حركة المرضى وتحسين الخدمة المقدمة لهم.

كيفية التعامل مع الواقع الصحي خلال فترة الحصار

العمل خلال الست سنوات الماضية كان مضنيا، ويحتاج منا بذل المزيد من الجهود والإبداع في محاولة إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي كانت تعترض طريقنا من أجل الوفاء لأبناء شعبنا وتقديم الرعاية الصحية بكفاءة وجودة عالية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

حيث تعاملنا مع الوضع الصحي من واقع الأزمة، ونجحنا في إدارتها، فعلى سبيل المثال قبلنا أن تتعامل بعض المؤسسات الدولية مع جهات طبية معينة بعد أن رفضت هذه المؤسسات التعامل معنا بشكل مباشر، وقمنا بتفتيت الموازنة السنوية للوزارة وتقسمها على مشروعات صغيرة، كما حاولنا إيجاد بدائل من خلال التواصل مع المؤسسات العربية والدولية التي تتبنى قضايانا وتعمل على كسر الحصار من أجل تجاوز تلك الأزمة.

كما حاولنا توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية من خلال الاتصال بمختلف المؤسسات في البلاد كالمجلس التشريعي وكوادر المجتمع المحلي ولا شك أن المجتمع كان يمثل بالنسبة لنا الحاضنة التي تمدنا بأدوات الاستمرار في تقديم الخدمة الصحية لأبناء شعبنا.

هل توقعتم حرب الفرقان وما مدى استعداد وزارة الصحة لتلك الحرب؟

الحرب على شعبنا لم تنتهي، ولكن كان هناك جولات تتخللها فترات هدوء نسبي من فترة إلى أخرى؛ لذا قمنا قبل نشوب الحرب بأسبوعين بتشكيل لجان طوارئ؛ لدراسة المعطيات الموجودة وكيفية التعامل مع أي طارئ.

لكننا لم نتوقع أن يكون العدوان بهذه القسوة حيث تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال استخدامه كميات كبيرة من الأسلحة والقنابل المحرمة دوليا إضافة إلى استخدام نصف مخزونه الحربي.

شكل التجهيزات قبل الحرب على غزة؟

درسنا احتياجات الوزارة من كافة الجوانب سواء فيما يتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية أو مدى جاهزية الكوادر الطبية، وحاولنا الاتصال بعدد من الجهات والمصادر التي من الممكن أن تمد لنا يد العون حتى بدأت تدخل المساعدات الطبية والكوادر البشرية بعد أيام من الحرب مع التأكيد على وجود بعض العقبات نتج عنها فقدان بعض الشهداء؛ لعدة أسباب أبرزها شل الحركة على المعابر ونقص الأجهزة والدواء والمستهلكات الطبية.

حجم المساعدات التي وصلت إلى وزارة الصحة أثناء الحرب؟

نحن فتحنا الأفق على أوسع مدى للتواصل مع كل من كان يعنيه الوضع الصحي؛ من أجل تقديم العون لوزارة الصحة؛ لكي تقوم بواجبها تجاه المواطنين والمحافظة على حياتهم، غير أن المساعدات لم تكن بالحجم المطلوب؛ بسبب المعيقات التي كانت تعترض طريقها، المتمثلة باستهداف العدو الصهيوني لكل من له علاقة بالقطاع الصحي.

كيف تم التعاطي مع أعداد الجرحى في ظل استهداف الطواقم الطبية؟

تخوفنا في بداية الأمر من أن تؤثر جرائم العدو الصهيوني بحق شعبنا وطواقمه الطبية على معنويات الكوادر الصحية، غير أننا لم نشهد منهم سوى مزيدا من الصمود والإصرار والشعور بالانتماء لشعبهم؛ لذا لم نواجه مشكلة في التعاطي مع قضية الجرحى.

لكن الحديث يجري عن جريمة مركبة، فبعد حصار دام لسنوات هاجمنا العدو بنحو ثلاثة ملايين كيلو جرام من المتفجرات ما يعادل اثنين كيلوا جرام لكل مواطن، كما قام بتجريب الأسلحة المحرمة دوليا لمعرفة مدى تأثيرها على الإنسان الفلسطيني الأعزل.

وبعد أخذ عينات من التربة من قبل جهات متخصصة، أكدت الاختبارات والتجارب أن هناك أكثر من 90 عنصر يؤدي إلى أمراض مزمنة أبرزها التسبب بالعقم عند الرجال، والإجهاض عند النساء الحوامل وأمراض سرطان الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة، وذلك مثبت من قبل جهات ومؤسسات دولية.

هل شكل ذلك تحد جديد لوزارة الصحة؟

بالتأكيد لأن هذه العناصر تتسبب في حدوث أمراض منها ما هو معروف ومنها ما هو غير معرف، فقد لاحظنا حالات من الجرحى كانت مستقرة، ثم تدهورت بشكل سريع دون معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، إضافة إلى زيادة أمراض السرطان وبعض حالات تشويه الأجنة.

دراسة الحالات المرضية

العمل لم يتوقف بهذا الصدد غير أن هذه الجهود تحتاج إلى مؤسسات دولية متخصصة؛ لأننا لا نستطيع تشخيص هذه الحالات بقدراتنا الذاتية بشكل دقيق؛ نظرا لضعف الإمكانات.

إحصائيات

تم أثناء حرب الفرقان استهداف سبع عشرة سيارة إسعاف، كما استشهد أكثر من عشرين موظفا، إضافة إلى استهداف مرافق ومراكز وزارة الصحة بشكل مباشر، منها مستشفى الشهيد محمد الدرة ومركز بيت لاهيا وغيرها مما تسبب بوفاة بعض المرضى جراء العدوان الإسرائيلي المجرم.

ما تأثير الحرب على العاملين في وزارة الصحة؟

في الحقيقة لم نشعر أن أحدا ممن يعملون بوزارة الصحة قد تردد في تقديم الخدمة لأبناء شعبه بل إن بعض الأطباء قد استقبل ابنه جريحا، ومنهم من تعرض منزله للإحراق، وغيرهم تلقى ابنه شهيدا، ولم يتردد في مواصلة عمله، وهناك من لم يذهب لأخذ قسطا من الراحة، انطلاقا من إحساسهم بالمسؤولية والانتماء لشعبهم و قضيته العادلة.

كيف تقيمون الجهاز الصحي في ظل استهداف العدو المتواصل لشعبنا عبر القصف والحصار؟

لا شك أننا نواجه تحديات كبيرة لكن هناك انجازات حققتها وزارة الصحة في ظل الحصار أبرزها افتتاح قسم القسطرة القلبية بالمستشفى الأوروبي وقسم خاص لجراحة القلب المفتوح، واستكمال بناء المرحلة الثانية من مشروع مبنى الجراحات التخصصية في مجمع الشفاء الطبي.

ووضع حجر الأساس لأربع مستشفيات أخرى، إلى جانب مشاريع أخرى يتم تنفيذها حاليا بكلفة 40 مليون دولار، إلى جانب تطوير امتحانات البورد، وابتعاث 140 شخص إلى الخارج في  مختلف التخصصات الفنية إضافة إلى نحو 75 ممن يحملون درجة الماجستير، هذه الإنجازات وغيرها تأتي في ظل التحديات والحصار.