خبر الخاسر الأكبر: حماس- يديعوت

الساعة 09:17 ص|14 مارس 2012

بقلم: روني شكيد

(المضمون: هكذا تحولت حماس الى وسيط بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. تأييد الشارع الغزي لحماس ضعف. بالنسبة للغزيين اصبحت الجهاد بديلا جديدا. النتيجة هي ان غزة اصبحت اكثر تطرفا - المصدر).

        انتصرنا – هكذا بفرح شديد، بشرت أمس منظمة الجهاد الاسلامي بعد البيان عن وقف النار واضافت ايضا بيان تحذير: اذا هاجمت اسرائيل، سنطلق الصواريخ حتى الى ما أبعد من تل أبيب. الجمهور الغزي ايضا يؤمن بان الجهاد انتصرت في الجولة الاخيرة، والانتقاد اللاذع على حماس التي لم تنضم الى الجهاد آخذ في التصاعد.

        في التصعيد الحالي نجحت الجهاد في دحر حماس الى الزاوية. في الاشهر الاخيرة جمعت الجهاد الكثير من القوة – ليس فقط العسكرية بل والجماهيرية ايضا. فايران تزودها بالمال وكذا بالوسائل القتالية. الوضع الصعب في غزة، مع المشاكل في توريد الكهرباء والماء، أدت الى انتقاد ضد حكومة حماس، والجهاد اصبحت قوة مركزية تهدد هيمنة حماس، على الاقل في كل ما يتعلق بالصراع والمقاومة ضد اسرائيل. "ليس لنا خيار آخر، وبالتأكيد ليس خيار سياسي"، شرح أحد التجار في مكالمة هاتفية من القطاع، "ولهذا فاننا نؤيد الجهاد الاسلامي".

        حماس في حالة ارتباك.  الجلوس على الجدار في الايام الاخيرة في ظل وقف النار لم تفعل الخير للمنظمة. بعض من زعمائها حاولوا الاعلان عن التأييد للقتال، ولكن عمليا، منذ منتهى السبت عملوا من خلال المصريين لتحقيق وقف للنار. لم يكن بوسع حماس أن توقف قتال الجهاد، حتى لو كانت حماس تدير المحادثات على وقف النار مع مصر بعيدا عن عيون وسائل الاعلام.

        اسماعيل هنية، في بدلة غامقة وقميص مخطط ازرق جلس ظهر أمس وعلى جانبيه علمين فلسطينيين كبيرين وأعلن بتكشيرة ارتباك لابناء شعبه في غزة: "العدوان توقف، وضعنا حدا لسياسة التصفيات". في نفس الوقت حاول أحد قادة حماس التلميح بان الذراع العسكري لحماس ساعد القتال بوسائل غير مباشرة. ولكن في غزة لم يقتنعوا.

        حماس، ليس مثل الجهاد الاسلامي او لجان المقاومة الشعبية، هي منظمة تحب الحكم ولهذا فان زعماءها في غزة وفي الخارج قرروا الان العمل على الدفع باتجاه التهدئة. اما الجهاد واللجان فلهما ايديولوجيا بسيطة جدا: الحرب، الحرب والحرب ضد اسرائيل، من أجل ابادتها. حماس تريد حكما اسلاميا، تريد السيطرة على السلطة الفلسطينية. تريد شرعية عربية ودولية، ولهذا فهي تحاول التصرف بمسؤولية.

        وهكذا تحولت حماس الى وسيط بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. في غزة سخروا: "هي تتوسط بين الجهاد واسرائيل، تعرض نفسها كقوة حيادية في الساحة. ليست هذه هي حماس التي نعرفها". تأييد الشارع الغزي لحماس ضعف. بالنسبة للغزيين اصبحت الجهاد بديلا جديدا، منحهم في الايام الاخيرة بعض الامل والتشجيع. النتيجة هي ان غزة اصبحت اكثر تطرفا.

        متى تندلع جولة القتال التالية؟ هي مسألة وقت فقط. وقف النار، مثل كل التهدئات التي كانت في السنوات الاخيرة ولم تصمد، هو فقط مهلة وسطى بين جولتي عنف. وحتى بعد الجولة الحالية واضح أن اسرائيل لا يمكنها أن تسقط وان تتجلد حيال مؤامرات ارهابية جديدة يخطط لها في غزة. الجهاد ولجان المقاومة الشعبية هما ايضا لا يمكنهما ان يضبطا نفسيهما لزمن طويل. المهلة الزمنية سيستغلونها لتجديد احتياطات الصواريخ والاستعداد للجولة التالية.