خبر القضاء على كل أمل - يديعوت

الساعة 09:16 ص|14 مارس 2012

القضاء على كل أمل - يديعوت

بقلم: يغئال سرينا

الوضع سيء. رئيس الحكومة شخص كئيب وبلا أمل وضعيف وأسير الآخرين. وهو يحمل ذكرى طفولة في بيت مشلول، كان البحث في محاكم التفتيش فيه تصورا عاما. وهو يشعر أبدا بأنه مضطهد وهو مُرتاب أبدا وبلا اصدقاء، ويحسب ظل الجبل جبلا ويُسقط كآبته على شعب كامل. وكله نتاج صراع شخصي يُلقى على الجمهور.

وهكذا تأتي معه تصاحبه في ولايته الاولى والثانية ايام بلا أمل وبلا مستقبل. يسير كثيرون مكشوفي الرؤوس ويهربون الى شاشات البرامج التافهة لأنه اذا لم يوجد الأب فان الأخ الكبير يكفي.

أُزيح عن ولايته الاولى سريعا جدا حينما ضاق كثيرون به ذرعا. لكنه كان آنذاك سياسة وكان حزبان كبيران وكان جدل، وكان ما يزال يوجد شيء من الديمقراطية. فمن خطيء وأخطأ وحرض طُرد بخزي.

وقد عاد فقط حينما فرغ كل شيء وحينما أصبحت السياسة علاقة المال بالسلطة، والمال بالشره. وأصبح الجزء الأكبر من ذلك ثمرة عمله باعتباره المخصخص القومي وهو جيد لقلة من الأقوياء ولهذا يبقى.

نتنياهو جيد للقائلين "لا": لاولئك الذين لا يخدمون هنا ولا يسكنون هنا ولا يلتزمون هنا: ليبرمان وناسه، والحريديين والمستوطنين، وتلك النسبة القليلة من الجمهور التي تصنع بيتها فقط على حساب جميع البيوت الاخرى من أرباب المال وأصحاب اتحادات الشركات، ونواب المديرين والمديرين العامين وكل من يحصل على 100 ألف شيكل كل شهر كي يسيطر على ألف يعملون بالحد الأدنى من الأجور.

لكن نتنياهو سيء جدا للقائلين "نعم". وهم لا يُقارعونه بلا ذنب جناه. وكذلك هناك مقربون وعالمون ورئيس موساد ومستشارون امنيون ومستشارون آخرون يهمسون جميعا ويُحذرون منه وكأنه وباء.

وهو الشخص الذي يعظنا من فوق كل منبر ان علينا ان نمسك مصيرنا بأيدينا، بأيدينا فقط، هو الذي مصيره يخضع دائما لآخرين، وهو الذي يُجر عاجزا وراء آخرين في الداخل والخارج حتى إنك لتهم ان تصرخ: قُم وإمض، يا رجل الخوف والرعب وخلّصنا من نبوءات أنه لا مستقبل التي تُعلق فوق رؤوسنا مثل غيمة سوداء وأعد الينا المستقبل الذي سلبته منا.

أنت الذي لم تلغ فقط كل أمل وسعي الى السلام والمصالحة بل رهنت في واقع الامر المستقبل المالي لجمهور الأجراء كلهم في ذلك الاصلاح، في أكبر فصل عام وقع هنا منذ قامت الدولة. نقلت أموالنا التي تم ادخارها بجهد شديد من خزانة المصرف المجاور لبيتنا الى حقول الصيد الخفية للمال الكبير.

والآن وباعتبارك توأم احمدي نجاد تلوح أمامنا بالقنبلة الذرية. يجب ان يوجد عدو خارجي شيطاني كي يُنسي الداخل المسلوب، وضعف اليد وعدم وجود القيادة. وأنت ترد على ضعفك في الداخل برفع ورقة الهجوم في الخارج. وتقول انه ينبغي قصف ايران حتى لو قُصفت تل ابيب، وأنت تعلم أنك لا تملك أية حماية كافية للمدينة التي هي قلب الحياة الاسرائيلية.

هذا كابوس. ان ارادة قصف ايران تنبع من الرغبة الخفية في تحطيم تل ابيب التي هي آخر موقع مقاومة لخطتك لمنعنا الحياة الطبيعية التي أُنشئت الدولة من اجلها.

إمض، إمض الى بيتك أيها الرجل الخائف، وأصلح هناك ما ينبغي اصلاحه ودع القائلين "نعم" الذين ما يزالون يسكنون هنا يخدمون ويلتزمون، يعيشون مثل ناس أحرار.