خبر « كوني 2012 » ونحن -هآرتس

الساعة 09:13 ص|14 مارس 2012

بقلم: أسرة التحرير

"كوني 2012" هو فيلم من نصف ساعة، أنتجته منظمة "أطفال غير ظاهرين". ويصف الفيلم قتال العصابات الوحشي للمقاتل الاوغندي جوزيف كوني، زعيم "جيش مقاومة الرب"، المطلوب رقم واحد من المحكمة الجنائية الدولية. بعد أربعة أيام من نشره في المواقع المختلفة على الانترنت شاهد الفيلم نحو 80 مليون شخص في أرجاء العالم. وهو يعتبر الحملة الاعلامية الافتراضية الاكثر نجاحا في التاريخ.

        وقد وصف المنتج جيشون راسل "كوني 2012" بانه "تجربة في الاعلام الاجتماعي". هدف التجربة تجسيد القوة الافتراضية في الواقع نفسه. الهدف الذي حددته منظمة "اطفال غير ظاهرين" هو التسبب في القبض على كوني حتى نهاية العام 2012. ومع أن الفيلم يتوجه الى الجماهير في أرجاء العالم، الا أن هدفه هو ممارسة الضغط على شخصيات اساسية في السياسة الامريكية.

        وتعرضت الحملة الى انتقادات عديدة، ولا سيما بسبب عدم الدقة في الحقائق وعلى خلفية التراجع في قوة كوني والمشاكل الدولية الاكثر اشتعالا، مثل المذبحة في سوريا. غير أن المعنى الحقيقي لـ "كوني 2012" يتجاوز قصة اوغندا. جودته الفنية، المشاركة الوجدانية التي يثيرها، طبيعة نشره والاثر الهائل الذي أحدثه، هي البشرى الهامة.

        يدور الحديث عن نداء أول في العالم ينشر في أوساط عشرت الملايين من خلال عشرات ملايين الناس، للقيام بعمل حقيقي ضد المظالم التي ارتكبت في مناطق مختلفة في العالم. الخطاب السياسي – الجماهيري، الذي يجري في الغالب داخل الدول وبالنسبة لما يجري في نطاقها، تجاوز نفسه. كما أن المصادر التي يستمد منها معلوماته تغيرت: فليست السياسة المحلية ووسائل الاعلام التقليدية وحدها بل الدور العالمي الذي يجري بمساعدة وسائل الاعلام الرقمية غير المحدودة من حيث وسائط النشر.

        على اسرائيل أن تأخذ بالحسبان "كوني 2012". وليس مرفوضا الافتراض بان فيلما مشابها سيصنع ايضا بالنسبة للنزاع مع الفلسطينيين. عندما ستكوي الصور التي تمزق القلوب لاطفال ينزفون وعي عشرات الملايين، مشكوك أن تتمكن 46 وقفة لاغراض التصفيق في أثناء خطاب بنيامين نتنياهو في مؤتمر ايباك من ان تلغي الضرر.