أزمة الوقود تتفاقم يومياً

خبر طوابير المواطنين تصطف على الأرصفة..ومحطات الوقود تعج بالمركبات

الساعة 08:36 ص|14 مارس 2012

غـزة (خـاص)

لم يكن أمام المواطنة منى سلامة (31 عاماً) خياراً سوى الانتظار طويلاً على أحد أرصفة مدينة دير البلح وسط قطاع غزة والوقوف لمدة تزيد عن ساعة من أجل الحصول على مركبة تستقلها ونجلها الصغير لأي مكان بمدينة غزة يوصلها لمستشفى العيون بالمدينة.

فسلامة أمام حاجة طفلها للمراجعة الطبية كانت مضطرة لتحمل مشقة الانتظار والوقوف على الرصيف بجانب عشرات المواطنين الذين وقفوا منذ الصباح الباكر في انتظار السيارات لتقلهم لأماكن دراستهم وعملهم.

فقطاع غزة يَشهد منذ أكثر من شهر تفاقماً حاداً في أزمة الوقود، أدى إلى تقليص كميات الوقود اللازمة، وهو أمر تسبب في أزمة مواصلات يعاني منها المواطنون على كافة الأصعدة خاصةً في تنقلهم مابين المحافظات الوسطى والجنوبية ومدينة غزة التي تعد مركز للمؤسسات التعليمية والصحية المختلفة.

والشاهد للشوارع العامة والأرصفة يلحظ تكدساً للركاب في انتظار المركبات التي ستقلهم لأماكن عملهم ودراستهم، فيما تعج محطات الوقود بالسيارات التي تنتظر دورها في تعبئة السولار والبنزين ليتمكن أصحابها من العمل.

الطالبة الجامعية سهام أـبو ختلة التي تدرس في جامعة الأزهر بمدينة غزة، لم يكن أمامها من بُد سوى القبول بشرط السائق الذي اشترط عليها وزميلاتها الركوب أربعة أشخاص في كراسي السيارة التي تحتمل فقط ثلاثة أشخاص.

فيما قبلت راكبة أخرى بشرطه أن يوصلها السائق فقط لموقف الجامعة، وهو أمر قبلت فيه على الرغم من أنها تعمل في إحدى المؤسسات في منطقة "السرايا".

الموظف جابر السقا عبر لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن ضيقه من هذا الوضع القائم حالياً ويضطره للتأخير يومياً عن عمله، وهو مايضعه في حرج، مشيراً إلى أنه ما أن ينتهي من عذاب انتظار السيارة في الصباح حتى يبدأ التفكير في كيفية العودة لمنزله في ظل هذه الأزمة.

أما الموظفة منال سعد الدين التي تعمل في إحدى الوزارات، فتشير إلى أن هذه الأيام هي من أصعب الأوقات التي تواجهها نظراً لأزمة المواصلات التي تعانيها صباح مساء، حيث باتت تتأخر عن الوصول إلى منزلها وأطفالها.

سعد الدين، التي بدأت تعبر عن ضيقها وغضبها من هذا الوضع القائم، موضحةً أنها باتت تضيق ذرعاً من هذه المعاناة التي باتت تؤرقها وتؤثر على حياتها، داعيةً المسئولين أن يقفوا موقف جاد للحد من معاناة المواطنين التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

وفي الجانب الآخر، ومن أمام محطة الوقوف يقف السائق زياد أبو بكرة، الذي مل من وقوفه لمدة ساعتين ونصف لينتظر دوره في تعبئة البنزين اللازم لسيارته، مشيراً في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الوضع أصبح صعباً بالنسبة له ويعرضه لإحراجات أمام ركابه الذي يستقلهم منذ أربعة سنوات لأماكن عملهم في غزة.

وأوضح أبو بكرة، أن الانتظار لساعات طويلة أمام محطات الوقود قد يكون أرحم من البحث المستحيل عن الوقود في المحطات التي تعج بالسائقين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى انتظار الفرج.