خبر مصادرتؤكد تلقي ساركوزي 50 مليون يورو من القذافي عبر تاجر سلاح لبناني

الساعة 04:53 م|13 مارس 2012

فلسطين اليوم

فجر موقع 'ميديا بارت' الإخباري الفرنسي مفاجأة غير متوقعة من جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذى يصارع من أجل الفوز بولاية جديدة، بنشره تقريرا موثقا يفيد بأن ساركوزي تلقى 50 مليون يورو من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية عام 2007.

وكشف الموقع الفرنسي في تقريره الذي أثار جدلا واسعا فى الساحة السياسية كما فى الشارع الفرنسي عن أن ساركوزى تسلم هذا المبلغ عبر أحد المصارف السويسرية وأيضا من خلال حساب بنكي في بنما وأن شروط تسليم المبلغ جرى الاتفاق عليها في اجتماع بين الزعيمين في ليبيا قبل عامين من انتخاب ساركوزي

وتذكرمذكرة حصل عليها موقع 'ميديابارت' أن الاجتماع الذي عقد يوم 6 أكتوبر 2005 (بين ساركوزى والقذافى) تمخض عن سداد مبلغ تمويل حملة ساركوزي بالكامل بينما كان الأخير يشغل منصب وزير داخلية فرنسا لكنه كان طامحا لخلافة جاك شيراك في رئاسة الجمهورية.

وعلى الرغم من قوانين تمويل الحملات السياسية تحظر على المرشحين استلام مبلغ نقدي تتجاوز قيمته 7500 يورو (أي ما يقرب من 9900 دولار إلا أن 'ميديا بارت' يقول أن مبلغ ال50 مليون يورو الوارد في المذكرة تم تحويله إلى حسابات طرف ثالث لدى بنوك في بنما وسويسرا لصالح حملة ساركوزى الانتخابية في 2007 حيث جرى فتح الحساب في سويسرا باسم شقيقة جان فرانسوا كوبيه زعيم حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم الذي ينتمي إليه ساركوزي.

ووفقا للمذكرة فان رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين قام بتنظيم زيارات عدة لساكوزى إلى ليبيا في الفترة من 2005 إلى 2007 وشارك في تنظيمها أيضا بريس هورتفو وزير الشئون المحلية حينها بالتنسيق مع سيف الإسلام القذافى.

وأوردت المذكرة التي نشرها الموقع الالكتروني - أن زياد تقي الدين، وهو تاجر سلاح لبناني الأصل والذي تربطه علاقة وثيقة بأقرب معاوني ساركوزي، كان يشرف على التدابير المتعلقة بعملية التمويل...و أشارت المذكرة إلى أن تقي الدين عقد عدة اجتماعات في السابق مع سيف الإسلام القذافي الذي ادعى العام الماضي أن ليبيا مولت حملة ساركوزي الانتخابية.

وقال سيف الإسلام القذافى المعتقل حاليا في ليبيا بعد سقوط نظام والده عبر شبكة 'يورونيوز' إن 'على ساركوزي أن يرد المبلغ الذي حصل عليه من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية.. مؤكدا 'لقد مولناه، ولدينا كافة التفاصيل ونحن على استعداد للكشف عن كل شيء'.

ونفى ساركوزي بغضب أمس الاثنين مزاعم حصوله على أموال من القذافي، وقال في هذا الصدد 'إذا كان قد مولني فسأكون عندها ناكرا للجميل'، مضيفا أن القذافي 'الذي اشتهر بأقواله السخيفة ذهب إلى القول بأن هناك شيكات بالمبلغ.. حسنا، فعلى ابنه أن يمضي قدما ويبرزها'.

واستشاط ساركوزي غضبا من الصحفية التي سألته عن التقرير وعن المزاعم التي قالها سيف الإسلام واتهمها بالتعاطف مع ابن القذافي المسجون في الزنتان في أحد السجون التي تسيطر عليها ميليشيات ليبية شاركت في الحرب التي أطاحت بالقذافي.

وقال ساركوزي وقد بدا عليه الغضب من السؤال لصحفية قناة 'تى فى 1' 'أشفق عليك لأنك المتحدثة باسم ابن القذافي'.

أما تقي الدين الذي طالما نفى تورطه في أية عملية تمويل للحزب غير قانونية فامتنع عن التعليق بخصوص المزاعم الأخيرة.

وفي الوقت نفسه نفت ناتالي كوسيسكو موريزيه المتحدثة باسم الحملة الانتخابية لساركوزي صحة التقرير وقالت أن تلك المزاعم ترددت كثيرا دون ظهور أي دليل..بينما رفض متحدث باسم المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند التعليق على التقرير وان أشار إلى أن القذافي زار باريس بعد انتخابات عام 2007

وقال المتحدث برنار كازينوف 'أي شخص كان من حقه أن يستغرب من الطريقة التي استقبلت بها الحكومة الحالية القذافي منذ وقت ليس ببعيد'.

وكان ساركوزي قد أثار حفيظة المعارضة وبعض أعضاء حكومته حين استقبل القذافي في باريس أواخر عام 2007 في الزيارة التي سمح فيها للزعيم الليبي وقتها بنصب خيمته قرب قصر الإليزيه..ولكن ساركوزي كان أول من اعترف بالمعارضة الليبية العام المنصرم، وكانت المقاتلات الفرنسية هي الأولى التي تقصف دبابات القذافي إبان الحملة العسكرية التي انتهت بمقتله.