خبر « رأفت أبو عيد » احتضنه والدته وهو ينزف واستشهد على صدرها

الساعة 01:37 م|12 مارس 2012

غزة

احتضنته وهو ينزف ..كانت لوحدها تنظر إليه من نافذة غرفتها لتودعه كأي أم فلسطينية بدموعها قبل قصف طائرات الاحتلال للبطل الشهيد "رافت جواد ابو عيده" من بلدة القرارة جنوب قطاع غزة".

"رافت ابو جواد ابو عيدة" مجاهد من سرايا القدس عاد للتو من جولة جهادية طيلة ليلة الاحد قضاها في اطلاق الصواريخ على بلدات الاحتلال".

سويعات قليلة يقرر خلالها "رأفت" ان يعود الى ممارسة جهاده الكبير وشهادته امام ربه . يسترق "رافت" لحظات يدخل خلالها غرفة أمه ويبادرها بابتسامة هادئة "صباح الخير ياما وين ابوي بدي اسلم عليه".

ويغادر رافت بيته فيما خلجات نفس وأمواج قلق تجتاح قلب أم جهادي معروف رفض ان يستريح مع الخوالف والقاعدين.  يدفع القلق والحنين الفطري والخوف المشروع الام المفجوعة الى متابعة خطوات ولدها خارج البيت ودعاؤها يدثره محاولا حمايته من توقعات ام مجاهد فذ حمدت الله كثيرا الف مرة على عودته سالما في كل مهمة جهادية او ليلة رباط طويلة.

خمسون مترا فقط يبتعد فيها الشهيد "رأفت" عن بيت والده قبل أن تقصفه طائرات الاحتلال ووالدته لا زالت تنظر اليه عبر نافذتها لتكون أول من يصل اليه من الناس بعد قصفه. تضمه الى صدرها وهو ينزف وتبكي وتناديه "حبيبي ياما يا رأفت لا تموت" ..تغرقها الدماء ورائحته الزكية تجتاح المكان "يبتسم قبل صعود روحه الى حيث قائده الشهيد زياد ابو طير.

يبتسم "رافت" لوالدته قبل الشهقة الكبيرة ويتمتم بكلمات كل شهيد "سامحيني يا امي" لتصرخ امه ولتلتحم معه وتضمه الى صدرها الدامي لدقائق في مشهد ماساوي لام تحمل ابنها الشهيد تحاول السير به عدة امتار قبل قدوم.

هي حكاية من حكايات غزة الكبيرة والتي تصغر امام محاولات فرسان فلسطين الدفاع عن مستقبل اطفالهم وامتهم بعيدا عن غرر الدنيا فيما يصنع هؤلاء الرجال سميفونية النصر القادم ومشاهد يراكمها الوعي في الذاكرة الجمعية لمن قاوم وقتل ورابط "الذين صدقوا الله وعده".