عندما يدور الحديث عن التهدئة

خبر هل سيتوقف الاحتلال عن تنفيذ اغتيالات جديدة؟

الساعة 07:01 ص|12 مارس 2012

غزة

 

يقوم العدو الصهيوني في أوقات متباعدة ومفاجئة بعمليات اغتيال من العيار الثقيل، حيث أقدم في الآونة الأخيرة على استهداف قادة في المقاومة الفلسطينية كان آخرهم الشهيد زهير القيسي الأمين العام للمقاومة الشعبية، وذلك بعد أشهر من عملية اغتيال طالت قادة نفس الفصيل عقب "عملية إيلات" التي راح فيها عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح .

أمنيون في لقاء خاص مع موقع المجد الأمني يرون أن حادثة الاغتيال الأخيرة للشهيد/زهير القيسي واحدة من العمليات المقررة في بنك الأهداف الأمني المعد- مسبقًا-  من قبل أجهزة استخبارات العدو، والذي يتم استخدامه وفق حسابات وتقديرات سياسية وأمنية لتمثل الفرصة المناسبة لتنفيذ الاغتيال، وبالطبع فإن التبريرات جاهزة للقتل، من جهتهم يرى سياسيون أن إسرائيل تريد حرب على غزة، ولكنها الآن مؤجلة بسبب حسابات داخلية وإقليمية ودولية وان عمليات التصعيد تهدف بالدرجة الأولى للاستكشاف والاختبار.

وهنا يجب الوعي لثلاث مسائل:

المسألة الأولى:

أن مواقف العدو من الاغتيالات أن تستمر وغير مرتبطة بتهدئة ولا يمكن التنازل عن ذلك، ليبقي زمام المبادرة بيديه في التحكم في الميدان، واستنزاف المقاومة في العتاد والأرواح.

المسألة الثانية:

هناك اهتمام كبير في منظومة القبة الحديدة و أن الجيش يجري عمليات تجريب للقبة الحديدية لفحص قدرتها بعد كل تطوير يجري عليها، وذلك في إطار الاستعداد لأي تصعيد واسع على قطاع غزة في المستقبل, وأظهرت المعلومات والتصريحات الصهيونية الأخيرة أن هناك أماكن لم تغطها منظومة القبة الحديدة مثلت ثغرة أدت لسقوط صواريخ خارج نطاقها، يعني ان القبة تحتاج للمزيد من التطوير.

 المسألة الثالثة:

وهي فحص الجهوزية والتعبئة لدى الجبهة الداخلية الصهيونية وتقييمها، وهذا ما ظهر من خلال إعلان حالة الطوارئ، وتعطيل الحياة والدراسة، ومنع الاجتماعات والذهاب للملاجئ، وما صدر عن مسئول الدفاع المدني الصهيوني بأن التصعيد لن يصل لهجوم واسع على القطاع يؤكد عن محدودية التصعيد، مع الاشارة إلى تكثيف مناورات الجبهة الداخلية.

بعض التقديرات الأمنية تشير أن العدو وفي ظل المتغيرات الجديدة يسعى لاستكشاف رد فعل حركة حماس والمقاومة بعد ملف "شاليط"، وكشف صدى المعلومات التي تحدثت عن وصول صواريخ متطورة  لأيدي المقاومة الفلسطينية.

وعلى ما سبق نجد أن سقف التصعيد مسألة أيام .. إذ لا تريد دولة الكيان حربا مع غزة، وإنما تريد القيام بفعل محدود بأهداف محددة، وبعد ذلك تنتهي الأمور للعودة للتهدئة.

رسالة لمصر..

من الواضح أن ما تقوم به "إسرائيل" هو استعراض لقوتها وليس لدرء ما يمكن أن يحدث في سيناء، فالحقيقة التي تعرفها دولة الكيان أنه لا يتوفر مبرر للتصعد عسكريا في قطاع غزة، و قتل رجال المقاومة الفلسطينية لا يحتاج للحديث عن الخطر القادم من سيناء، إلا أنه من الواضح أنه تعبير منها عن خشيتها مما هو آت بعد التغيرات التي حصلت في مصر، وهي  فوز الإسلاميين في انتخابات مجلس الشعب و بذلك هي تفحص رد الفعل المصري، وتقدير حجمه في حال شن هجوم واسع على القطاع، إذ التصعيد الأخير هو الأول بعد الانتخابات في مصر.