خبر تمكين غزة من الردع ..عبد الستار قاسم

الساعة 09:43 م|11 مارس 2012

 

تستمر إسرائيل في عدوانها الدموي على شعب فلسطين، ولا أراها ستتوقف. عدوانها الأخير على غزة ليس إلا حلقة متصلة بحلقات قد مضت وأخرى ستأتي، وكل من يظن أن أوروبا وأنظمة العرب ستوقفه وتغلق ملف القتل والإجرام واهم. هذا فضلا عن أن المنهمكين الآن من الفلسطينيين والعرب على الساحة الدولية ويقومون بالاتصال مع الأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين لوقف الهجمات الجوية الإسرائيلية متآمرون على غزة، ولن تتحقق لهم راحة إلا إذا رأوا غزة تتهاوى وقد أعيتها القنابل وأغرقتها الدماء. هؤلاء الذين يقصفون غزة والذين يقولون في الإعلام إنهم يعملون على استعادة التهدئة البائسة يشكلون معسكرا واحدا في مواجهة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

 

تطلق الفصائل الفلسطينية صواريخ على مغتصبات الصهاينة، وتحدث بعض الضرر، وقد تصيب أشخاصا، لكنها تبقى صواريخ مزعجة لإسرائيل وليست رادعة. إطلاق هذه الصواريخ يسد ثغرة عسكرية، ويعطي دفعة معنوية للشعب الفلسطيني، ويدفع سكان المغتصبات للبقاء في الملاجئ مذكرا إياهم أن لا أمن لهم ما لم يتوفر الأمن لشعب فلسطين، لكنه ليس كافيا لإجبار إسرائيل على التفكير مرارا قبل شن هجوم على غزة وغير غزة.

 

شعب فلسطين يُذبح على مرأى من العالم، وأمام أعين المخنثين العرب الذين يجتمعون في الجامعة العربية لإلحاق الهزيمة بالنظام السوري. لا أحد في العالم يرفع إصبعا في مواجهة إسرائيل دفاعا عن هذا الشعب، ولا نرى من حولنا سوى بعض البيانات التي تلعن إسرائيل وتشد على أيدي المقاومين الفلسطينيين.

 

الحماية الحقيقية للشعب الفلسطيني تتطلب السلاح الرادع لإسرائيل، ومن أراد لهذا الشعب أن يكون ندا في مواجهة إسرائيل فإن عليه تزويده بالسلاح وتمكينه عسكريا لا أن يجري لاهثا إلى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي او إلى ممثلية إسرائيل في بلاده. سلاح الردع لا يمكن توفيره الآن إلا من قبل حزب الله وإيران، وهما جهتان مسؤولتان عن تقديم ما يلزم من سلاح رادع للمقاومة الفلسطينية في غزة. وإذا كان هناك من يعترض على ذلك فعليه أن يأتي بصواريخه إلى غزة أو أن يخرجها من مخابئها، أو أن يطلق طائرات F15 من مرابضها. المخنثون العرب الذين يقيمون علاقات مع الصهاينة، ولا يتحركون إلا بإذن من أمريكا لا خير فيهم لا للفلسطينيين ولا لشعوبهم، وهم عبء على الأمة وليسوا رصيدا لها.

 

على قادة الفصائل في غزة ألا يترددوا في إقامة علاقات مع حزب الله وإيران، ومن المهم أن يعوا تماما أن العرب الذين يدفعونهم إلى التردد لا يمكن أن يكونوا مع الحقوق العربية لأنهم مجرد أدوات يستمدون بقاءهم في الحكم من سادتهم في واشنطون وتل أبيب. ومن واجب الفصائل الفلسطينية أيضا أن تطور قدراتها العلمية والتقنية لتكون قادرة على صناعة أسلحة توقف إسرائيل عند حدها. والتحدي أساس الإبداع.