أمنيتي أن انجب طفل ليحمل رائحتي

خبر بالصور: ماذا قال الشهيد حرارة لوالدته قبل ساعات من استشهاده؟؟

الساعة 03:02 م|10 مارس 2012

غزة (خاص)

"ابحثي لي عن عروس وإلا سألبسكِ تاج الوقار" كلمات قليلة هي التي خرجت من لسان محمد حرارة قبل استشهاده بساعات عندما رأى والدته تجول في المنزل, مما دفعها فوراً للخروج والبحث له عن عروس, معتقدة أن زواجه سيبعده عن جهاده وطريق الشهادة التي اختارها, والتي سلكها عدد كبير من أصدقائه المجاهدين.

محمد ابن 24 عاماً, يتمتع بأمانة كبيرة ومحبة جميع أشقائه وشهد له جميع أحبته بأن إخلاصه وهدوء أعصابه تميزاه عن جميع أشقائه.

والدته التي لم تتمالك أعصابها باشرت بالبكاء حين رأت "مراسل فلسطين اليوم الإخبارية", وكتمت صوت البكاء وتركت دموعها تحكي قصة محمد حيث قالت :"محمد ليس له مثيل في الدنيا كان حنون علي وعلى والده وعندما يجلس مع أشقائه وأبنائهم كانت ابتسامته ترتسم على شفتاه.

وبصوتها المتقطع ودموعها التي تنهمر واصلت والدة محمد حديثها عن قصة بحثها للعروسة التي تناسبه, وتقول :" منذ شهر وأنا أبحث عن عروس لمحمد وكان يدلني بنفسه على إحدى العرائس وقبل أن يستشهد بساعات خرجت إلى إحداهن وعدت للمنزل أنا وشقيقته والابتسامة ترتسم على شفتاي وشفاه أشقائه بقبولنا للعروس.

وبمعنويات عالية كباقي أمهات الشهداء تابعت:" عدت إلى المنزل وأنا مبسوطة وأنتظر محمد لإخباره بقبولنا للعروس وحين سمعنا باستشهاد محمد بكت عيني دمعاً على فراقه وحمدت الله على استشهاده لأننا جميعاً نسير على طريق الشهادة التي اختارها كافة أبناء العائلة والعائلات الفلسطينية.

وفي حالة من الغضب والتكبير والتهليل تسود غرفة اللقاء مع أم الشهيد محمد, كانت الكلمات والصيحات تدلل على غضب نساء آل حرارة, على الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتال فرحة محمد الأولى في حياته قبل أوانها, محمد كان على أعتاب مرحلة جديدة في حياته ومشاواره الدنيوي, وهي الزواج كباقي أصدقاه الذين سبقوه.

وفي زاوية أخرى تبكي إحدى شقيقات محمد بحرقة وكأن دمعها قد جف من البكاء وحولها عدد من النساء اللواتي فقدنا صمتهن وبدأ البكاء يزداد شيء فشيء وفي ناحية أخرى من نواحي المنزل كانت تجلس إحدى شقيقاته والتي ربطت على قلبها الصبر والإيمان والعزيمة للحديث, فقالت شقيقته لمراسلنا :"محمد طيب جداً خاصة مع الأطفال كلهم كانوا يحبوا", وعن وصيته قالت :"وصاني على والدتي وعلى والدي".

وعن بحثها للعروس قالت : كانت أمنية محمد أن يتزوج وينجب طفل يتركه ذكرى لوالدته كي تشم من خلاله رائحته وتتذكره في حياتها.

واستشهد محمد في تاريخ 9-3 مساء يوم الجمعة في مهمة جهادية للرد على جريمة الاحتلال باستشهاد الأمين العام للجان المقاومة زهير القيسي والذي استشهد عصر الجمعة حينما اغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في تل الهوا بمدينة غزة.

ويعتبر محمد أحد مقاتلي الوحدة الصاروخية في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, وهو شقيق مدير الهندسة الإذاعية في صوت القدس ناصر حرارة.

 


الشهيد حرارة
الشهيد حرارة
الشهيد حرارة
الشهيد حرارة
الشهيد حرارة
الشهيد حرارة