خبر زيارة واشنطن، واختبار جبهة القطاع أهم أسباب التصعيد العسكري

الساعة 12:17 م|10 مارس 2012

غزة

أثار التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة، موجة من التساؤلات حول المغزى والهدف الفعلي الذي تبحث حكومة نتنياهو عنه.

جاء التصعيد الصهيوني بعيد الزيارة الفاشلة لرئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو لواشنطن والتي كانت تهدف للحصول على ثمن مقابل الامتناع عن ضرب إيران في الوقت الحال، فلم يشترك أوباما مع نتنياهو في الخطوط الحمر التي يمكن أن تجمع الاثنان لضرب إيران، فلا ترى واشنطن أن إيران وصلت للخطوط الحمر الأمريكية ليبدأ الضرب.

وهذا أدى إلى امتعاض نتنياهو وحكومته والتي عبّر عنه بصراحة مستشار الأمن القومي لنتنياهو، بقوله: "من الخطأ الانتظار إلى أن تخسر "إسرائيل" قدرتها على التصرف بشكل فاعل وأحادي للدفاع عن نفسها، وأن تصبح معتمدة على قرار يتخذه الرئيس الأمريكي”.

ففي مثل هذه المواقف وتطابقها في العلاقة ما بين واشنطن والكيان وبالأخص في ملف ضرب إيران يلجأ نتنياهو للبحث عن مكاسب مهمة لتحسين موقفه التفاوضي مع واشنطن، حيث يريد أن يؤكد لواشنطن أن هناك أعداء كثير يهددون أمن كيانه وبالتالي يجب ضرب أكبرهم "إيران".

وفي هذا الإطار نجد أن نتنياهو يعيد نفس الكرة في إرسال رسالة للجمهور الصهيوني لترميم شخصيته وتحسين أدائه أمام الجمهور الصهيوني لكون الزيارة فاشلة بامتياز.

في الناحية الميدانية، وكما هو الواضح أن قرار اغتيال الأمين العام للمقاومة الشعبية بغزة جاء مباشرة بعد عودة نتنياهو من واشنطن الذي صادق عليه، وذلك نظراً للوزن الثقيل للرجل المستهدف، وقد برر أحد المتحدثين الرسميين للجيش الصهيوني:"هذا الهجوم هو جزء من نشاط تعطيل نوايا النشطاء لتنفيذ هجمات على الحدود بين مصر".

حسب المتابعات والتقديرات الأمنية أن العملية لن تتجه نحو عملية تصعيد كبيرة في القطاع، وإنما جاءت لحصد مكاسب سياسية وأمنية، إذ يحاول الكيان تهيئة الرأي العام الدولي لتكوين صورة مُصّغرة لأي حرب قادمة.

ويهدف التصعيد إلى اختبار وقياس أداء المقاومة وفحص تماسكها، وكشف أسلحتها، نوعا وكما، وهنا يأتي دور أجهزة الاستخبارات الصهيونية لمعرفة إذا ما كانت المقاومة تعمل كغرفة عمليات مشتركة، أم بشكل غير مُنّظم، وما حجم الأسلحة التي وصلت لأيدي المقاومين ومدى الصواريخ التي يعتقد دخولها لغزة.

وحسب محللون لموقع المجد الأمني :"يفحص العدو استراتيجيًا كل فترة - بشكل أشبه بالدوري - قدرات المقاومة في غزة، على اعتبار أنها خارج منطقة الكيان من ناحية المراقبة والرصد لأنها أصبحت تهدد مخططاته، بعد كشف أغلب وسائل التجسس والمراقبة من قبل المقاومة والأجهزة الامنية.

وتشير التوقعات أن يتحرك الوسيط المصري لإعادة التهدئة بعد أيام، على اعتبار أنه أراد فقط كشف ما تمتلكه المقاومة وحجم ردها للاطمئنان على جبهته في حال تم شن عملية واسعة على القطاع.