خبر صحة غزة تتخوف من الوصول لدرجة كارثية يتعذر معها تقديم الخدمات الطبية للجرحى

الساعة 06:54 ص|10 مارس 2012

غزة

 

 

حذر الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة غزة من استمرار مسلسل التصعيد الصهيوني بحق المدنيين في كافة محافظات قطاع غزة والذي يأتي في ظل النزف المستمر في الرصيد الدوائي و استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتزامن مع التناقص اليومي لمخزون السولار في مولدات الكهرباء البديلة في كافة المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية.

 

ونوه القدرة، إلى أن هذا الأمر يجعل الطواقم الطبية متخوفة من الوصول إلى درجة كارثية تتعذر معها تقديم الخدمات الصحية لنحو مليون و سبعمائة ألف مواطن يتعرضون إلى استهداف مباشر من قبل آلة الحرب الصهيونية و يتجرعون مرارة الحصار الصهيوني الظالم و المطبق عليهم في قطاع غزة منذ العام 2006م كعقاب جماعي على خيارهم الديمقراطي .

 

وأضاف القدرة أن المحتل الصهيوني مارس ضد شعبنا الواناً من تضييق الخناق في كل مكونات حياته اليومية لاسيما الصحية منها متحدياً بذلك كل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية حقوق المدنيين المعيشية و الصحية بالإضافة إلى ضمان استمرار الرعاية الصحية للمرضى و الجرحى و تحييدهم في أوقات الحرب و الاستهداف .

وأشار القدرة إلى أن المرضى و الجرحى من المدنيين العزل في قطاع غزة الأكثر تضرراً جراء التصعيد العسكري الصهيوني إضافة إلى الحصار المستمر حتى اللحظة و الذي يمهن الاحتلال من خلاله في تقويض النظام الصحي ليكون عاجزاً عن تأدية واجبه الأخلاقي و الإنساني والوظيفي مع عشرات المصابين و المرضى المنومين في المستشفيات و يجعلهم يعيشون في ظلمات ثلاث تحدق بهم بدءاً بظلمة غياب أكثر من ثلث الأدوية الأساسية و المستهلكات الطبية و الذي دخل مرحلة قاسية جدا بعد نفاذ 186صنفاً من الأدوية الأساسية و 200صنفاً من المستهلكات الطبية و استمرار النزف في المخزون الدوائي يومياً و الذي سيشتد خلال الأشهر الثلاثة القادمة بالإضافة إلى ما يقاسونه من ظلمة الانقطاع الحالي للتيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يومياً بسبب عدم إدخال الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة و الذي يدخل الخدمات الصحية و المرتبطة بشكل أساسي بالتيار الكهربائي في مرحلة حرجة في ظل العدوان الصهيوني المتكرر على قطاع غزة خاصة في أقسام الاستقبال و الطوارئ و الحضانة و غسيل الكلى و القلب المفتوح و قسطرة القلب و العمليات الجراحية و القيصرية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية و مختبرات التحاليل الطبية.

وبين، أن هذا الأمر سيزج بمئات المرضى و المصابين في ظلمة ثالثة سيتعذر معها تقديم العديد من البرامج العلاجية اللازمة لهم في ظل التناقص المستمر للسولار داخل خزانات المولدات الكهربائية البديلة في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و مختبرات الصحة العامة و بنوك الدم.

و أكد القدرة أن هذه الظلمات الثلاث التي ما زالت تتلقف مئات المرضى و المصابين من كل جانب , تفاقم من وضعهم الصحي يوماً بعد يوم و تعرض حياتهم للخطر الذي ما فتئنا نحذر من الوصول إليه في ظل الصمت الغير مبرر من المجتمع الدولي إزاء الممارسات الإجرامية و التعسفية للاحتلال الصهيوني بحق المرضى و المصابين المدنيين من الأطفال و النساء و كبار السن و الشبان.

و طالب القدرة أحرار العالم بدعم و مساندة الشعب الفلسطيني في مطالبه التحررية بما في ذلك الضغط على حكوماتهم للجم غطرسة العدو الصهيوني و مسلسل التصعيد الإجرامي بحق المدنيين العزل و مئات المرضى و رفع الحصار الصهيوني الغير قانوني عن قطاع غزة و تكوين جبهة عمل موحدة رافضة لبقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين في القرن الحادي و العشرين و ملاحقة قادة الاحتلال أمام محاكم التمييز العنصري و جرائم الحرب .

كما و ناشد القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية إلى التحرك العاجل من اجل ضمان استقرار النظام الصحي و دعم صموده امام الهجمات الصهيونية التي تخلف العشرات من الشهداء والجرحى و إنهاء معاناة مرضى قطاع غزة و حماية حقوقهم العلاجية بما في ذلك تخليص مخصصاتهم السنوية من الأدوية و المستهلكات الطبية المحتجزة في مستودعات الصحة برام الله .

كما جدد القدرة مناشدته للقيادة المصرية بالسماح لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من إمداد قطاع غزة بالسولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء و منع كارثة صحية محدقة بالمرضى و المصابين في ظل الاستهداف المستمر على قطاع غزة

و من جهة أخرى دعا القدرة فصائل العمل الوطني و لجان المصالحة الوطنية المنبثقة عن اتفاق القاهرة إلى حماية المنظومة الصحية في فلسطين و اتخاذ موقفاً وطنياً من سياسة التنقيط في إرسال مخصصات مرضى قطاع غزة و التي مازال ينتهجها بعضاً من المتنفذين في الصحة برام الله و المستفيدين من حالة الانقسام الوطني الذي يتجرع مرارته الكل الفلسطيني بلا استثناء .

كما دعا أيضاً كافة المؤسسات الحقوقية و الإعلامية إلى تكثيف جهودها الداعمة لمرضى قطاع غزة و المساندة للقطاع الصحي على كافة الأصعدة و في المحافل المختلفة بكل الطرق المشروعة.