خبر غزة تحترق بلا وقود و ما يتم تداوله من حلول مجرد وعود!!

الساعة 04:54 م|08 مارس 2012

غزة (خاص)

في إشارة جديدة على أن قطاع غزة يقترب يوما بعد يوم و لحظة تلو لحظة نحو الكارثة الحقيقية التي بدأت ترتسم ملامحها، و التي لطالما تعالت النداءات و المناشدات لتجنبها، و لتدارك الخطر الذي يعصف بالقطاع المحاصر، و لكنها لم تجد آذانا صاغية بعد!

اكتمل المشهد ، و أصبحت الأجواء التي يعيشها قطاع غزة مهيأة للانفجار في أية لحظة وبقوة كبيرة ، وهو ما يبدو واضحا من حديث الشارع الغزي في الحلول التي يطرحونها لتجاوز هذه الأزمة، و أصبح واضحاً بأن انهاء هذا الحصار و المعاناة هي القضية الوحيدة التي تشغل بالهم .

قد تظهر هذه الأزمة و تأثيرها على جوانب كثيرة من جوانب الحياة اليومية، الا أن تأثيرها في حركة السير و النقل و المواصلات بدى الأكثر تأثيرا على حياة المواطنين، حيث السيارات التي توقفت عن العمل ولم تعد قادرة على المسير ولو خطوة واحدة و فضل أصحابها اصطفافها أمام محطات الوقود، أما طوابير الطلاب الذين اصطفوا على جوانب الطرقات، فقد باتت مشهدا مألوفا في شوارع قطاع غزة ، فالتأخر عن العمل أو الجامعة أصبح أمرا معتادا في ظل نقص الوقود وتوقف عدد كبير من السيارات عن العمل.

في شارع عمرة المختار و بالتحديد على الاشارة الضوئية في منطقة "السرايا" كانت مراسلة وكالة فلسطين اليوم في قلب المعاناة التي يعيشها المواطنون في القطاع على جنبات الطرق، حيث الطلبة و الموظفون اصطفوا باعداد كثيرة ينظرون يمينا و يسارا وسط تذمر واضح من شح تام في السيارات على أمل أن يأتي المغيث!

و قالت هدى شاهين، من المنطقة الوسطى في قطاع غزة، و تعمل موظفة في احدى المؤسسات في منطقة الرمال غرب غزة، إنها اضطرت في يوم من ايام دوامها لتقسيم طريق العودة الى بيتها الى ثلاثة اقسام، كلفتها ضعف ما تدفعه في الأيام العادية من اجرة السيارات"، فمن الاشارة الضوئية عند مجمع السرايا الى موقف الكتيبة قرب جامعة الأزهر ثم الى مدخل البريج في شارع صلاح الدين الى أن وصلت الى بيتها في مخيم النصيرات، كل ذلك بسبب عدم وجود سيارة تنقلها الى النصيرات مباشرة لعدم وجود الوقود!

و تابعت بيأس واضح في نبرة حديثها: "اذا كان الذهاب للعمل و العودة منه سيأخذ منا كل ساعات النهار، كيف لنا أن نعود في اليوم التالي للعمل و قد ارهقنا الانتظار على الطرقات، و معاناتنا تزيد يوماً بعد يوم، و الأيام تضيع منا هباء؟"

من جانبه قال محمد، و الذي يعمل في إحدى محطات الوقود بغزة "أكاد أجزم أن كافة المحطات قد أوشكت تخلو من أي نوع من أنواع الوقود، مشيرا الى أن ما يقال عن الكميات البسيطة التي يختزنها أصحاب المحطات الأخرى أمر لا يستحق الحديث عنه، لأن الأزمة معقدة للغاية ويحتاج القطاع لبحر كبير من السولار والبنزين حتى تحل الأزمة

و أكمل قائلاً: "أعلنا في المحطة عن نفاذ الوقود الا أن السائقين لا يستوعبون و لا يقدرون الموقف بل يريدون الحصول على الوقود حتى و لو لم يكن موجوداً"

و أمام موقف سيارات الكتيبة القريب من جامعة الأزهر اصطف العشرات من طلاب الجامعات يبحثون عن سيارات تقلهم الى مناطق سكناهم في جنوب القطاع، و لكن بدون جدوى

و في اشارة على حجم معاناة هذه الشريحة من الطلاب، قالت سارة بأن مشكلة الذهاب و العودة من الجامعة باتت كابوسا يهدد كافة الطلاب و خاصة الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن جامعاتهم

و أضافت في حديث لمراسلتنا: "نضطر في بعض الأحيان للخروج في وقت مبكر من بيوتنا حتى نتمكن باللحاق بمواعيد محاضراتنا ان وجدنا سيارة تقلنا، و في أحيان أخرى اضطر للعودة إلى المنزل لعدم وجود سيارات

اما السائق زهير الأعرج فقال: "انه يضطر للمبيت في محطة الوقود ليومين حتى ينتظر فرصة دخول وقود يمكنه من العمل على سيارته، التي اعتبرها مصدر رزقه الوحيد الذي يعيل به عائلته المكونة من 10 أفراد

و أشار إلى أن حالة من الغليان تسود في أوساط المواطنين و بخاصة السائقين، لان ما يسمع من أخبار في كل يوم بخصوص انفراج في الأزمة بات لا يعدو عن كونه مجرد إشاعات، و أن المناشدات التي تطلقها المؤسسات و الوزارات التي تعاني من هذه الأزمة لا تجد حتى الآن آذاناً صاغية