خبر حرب على حسابنا- معاريف

الساعة 09:36 ص|08 مارس 2012

حرب على حسابنا- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: ماذا يهم يهود الولايات المتحدة في أن يصفقوا. فمن خطاب نتنياهو في ايباك سيتعين علينا نحن الاسرائيليين أن ندفعه - المصدر).

        لو كنت يهودية أمريكية، وتسنى لي الحق في أن أكون واحدة من 14 الف مندوب استمعوا بانفعال لخطاب رئيس وزراء اسرائيل، لاضفت نهضتين مترافقتين بتصفيق عاصف. ولعله كانت عيناي ستذرفان على خدي بضع دمعات. ماذا يضيرني؟ فأنا لست من سأضطر الى دفع ثمن دقي لطبول الحرب. في اقصى الاحوال سأضطر الى أن أدفع بضع دولارات اخرى لتعبئة عبوة الوقود في سيارتي. فما هذا مقابل عزتي اليهودية في ضوء مناعة، تصميم وقوة الدولة اياها، الواضح كالشمس بانه في الزمن القريب القادم لن أتجرأ على زيارتها. فهل جننت؟ فقد يقرروا ان يهاجموا بالضبط عندما أكون هناك. وماذا بعد ذلك؟

        ولكني أعيش هنا، مثل نحو 7 مليون مواطن آخرين، ولهذا فان نتائج الخطاب المصقع بالانجليزية الطلقة نحن الذين سيتعين علينا أن ندفع ثمنها. ولعل هذا هو السبب في أن محادثي رئيس الوزراء ليسوا الاسرائيليين بل اليهود الامريكيين. هناك يوجد الكبرياء الكبير، الحماسة، التصفيق الذي يرفع نتنياهو الى السماء. هناك أيضا يمكن التكرار المرة تلو الاخرى لجحيم الكارثة، التباهي بقوة الجيش الاسرائيلي دون قول كلمة واحدة عن الثمن الباهظ الذي سيجبى اذا ما هاجمنا ايران حقا. وهذا الثمن سيأتي، وهو سيكون باهظا أكثر بكثير مما يقدرون.

        صحيح حتى الان، فان الرجل الذي يحمينا من مغبة حرب تقع علينا هو الرئيس الامريكي، معزز برئيس دولة اسرائيل. ولكن حذار أن نوهم أنفسنا بان هذا يكفينا. فسلسلة الخطابات الملتهبة لرئيس وزراء اسرائيل هي في اساسها نتيجة تحولنا، نحن مواطني الدولة، الى حماة دول الغرب، وكذا ايضا حماة دول عربية غير قليلة.

        نحن الذين أخذنا على عاتقنا، في غير صالحنا، وربما حتى دون أن يقصد احد ذلك، الوقوف في الثغرة ضد ايران النووية. في هذه اللحظة نحن وحدنا في هذا المكان المجنون، بينما الشخصان المسؤولان عن أمننا وعن حياتنا، نتنياهو وباراك، يقوداننا خطوة إثر خطوة، بتصميم وبلا حساسية، الى نقطة اللاعودة.

        صحيح أن وزير دفاعنا هدأ روعنا في أنه لن يقتل 5 الاف مواطن اسرائيل وربما ولا حتى 500، ولكن من يضمن ان هذا لن يكون اكثر من 5 الاف؟

نتنياهو وباراك يمكنهما أن يخططا بعناية كل شيء، باستثناء النتائج. الثمن. ولاسفنا الشديد، فان هذا ليس منوطا بهما. التعليلات في صالح الهجوم في ايران تستند الى فرضية العمل في أن امامنا يقف زعيم غير عقلاني، لن يتردد في اتخاذ خطوات مجنونة ضد اسرائيل الا اذا اوقعنا عليه ضربة وقائية تصفي قدراته النووية. غير أن هذه الفرضية تعمل في الاتجاهين. فذات عدم العقلانية هو الذي من شأنه أن يعمل ايضا اذا ما هاجمنا. جنون الاضطهاد الذين يقود المؤيدين للهجوم يتحدث عن ابادة دولة اسرائيل في حالة عدم العمل من جهتنا ضد النووي الايراني.

في عالم مفاهيم نتنياهو، فان الابادة ستكون للشعب اليهودي باسره مثلما فعل النظام النازي، الذي هو موضع تشبيه لنظام احمدي نجاد. هذا ايضا يعمل في اتجاهين. اذا هاجمنا، فهل يمكن القول بثقة ان دولة اسرائيل ستواصل الوجود بذات القوة والازدهار اللذين نتمتع بهما اليوم؟

لو كان نتنياهو يخطب أمام 14 الف اسرائيلي، لكان ملزما بان يتناول هذه المسائل. إذ ان هذه هي حياتنا وهذا هو مصيرنا. غير أنه ليس لديه حتى ولا جواب واحد مظفر على هذه المسائل الوجودية. هو يمكنه فقط أن يقدر. كيف حصل على الاطلاق ان وصلنا الى تدحرج هذه المسائل الى أبوابنا؟ فحتى وقت غير بعيد مضى ايران كانت مشكلة العالم بقيادة الولايات المتحدة. وها هي، منذ اشهر ونحن نفعل كل شيء كل نحصل على الحصرية على هذا العبء الفظيع. من يقطف اساس ثمار عنادنا المجنون هو اوباما. فما هو افضل قبل الانتخابات من الظهور كزعيم سوي العقل، يفعل كل شيء كي يمنع حربا في دولة بعيدة اخرى؟ خسارة أنه ليس زعيمنا.