خبر الكراهية العمياء لنتنياهو.. هآرتس

الساعة 09:26 ص|08 مارس 2012

بقلم: يسرائيل هرئيل

(المضمون: شخص نتنياهو الى واشنطن في أهم بعثة لمصلحة اسرائيل ونجح فيها فلماذا إظهار النقد والكراهية والتنديد من قبل ناس كثيرين في الداخل - المصدر).

ان الكراهية، لا الرشوة وحدها، تعمي عيون الحكماء وتُبهرج كلام الصدّيقين. وبنيامين نتنياهو شخص مكروه. وكراهيته الغريزية التي لا يتم التحكم بها تشوش على القدرة على اجراء نقاش نزيه وعقلاني في واحد من المواضيع الأشد مصيرية لمستقبل اسرائيل.

يتفق مؤيدوه ومعارضوه ايضا على أن الرحلة الحالية الى الولايات المتحدة هي واحدة من أهم الرحلات – وربما تكون أهمها – من رحلات رئيس حكومة في اسرائيل. ويوجد اتفاق واسع جدا بين كارهيه ايضا على تحديد هدف الرحلة وهو منع ايران من الحصول على السلاح الذري.

ولا يوجد اختلاف جوهري ايضا في الخطوط العامة لسُبل العمل المفضلة وهي: تجنيد الولايات المتحدة وسائر دول العالم لاستعمال عقوبات مؤلمة صادقة، تُخضع ايران بلا حرب. فاذا فشلت فسيحين وقت الخيار العسكري – بقيادة الولايات المتحدة.

لو أنه كان مستقر الرأي تماما على الخروج لضربة ردع استباقية لبقي في القدس. وقد خرج الى واشنطن ليستعمل الضغوط لا لتُستعمل عليه. فاذا نجح فسيتم عملنا على أيدي آخرين. فهل يمكن الطموح الى نتيجة أفضل من هذه؟.

ولما كان الحديث عن اسرائيل فانه لم يتوقع أحد ان تكون البعثة المهمة المجمع عليها مصحوبة بالهتاف والحماسة اللذين حظيت بهما من يهود الولايات المتحدة في مؤتمر "ايباك"، لكن من أين تنبع توقعات فشل بعثته؟ وما الذي يجعل ناسا هم في العادة حكماء وأذكياء يدفنون في طريقه ألغاما وشحنات ناسفة جانبية، ويرمون الى تحقيره وإذلاله وإضعافه؟ وجعله يفقد الثقة بالنفس عشية اللقاءات المهمة التي خُصصت له في أهم رحلة لرئيس حكومة اسرائيلي؟ ان هدف نتنياهو المفضل لا يختلف بجوهره عن هدف وغاية كارهيه ألا وهو جعل الولايات المتحدة رأس حربة في النشاط العالمي المضاد لايران.

لم يكن الشأن الايراني في مقدمة الاهتمامات الدولية للرئيس الامريكي. ان نتنياهو وحده بسبب السمعة التي له أنه عازم ومصمم على منع ايران من الحصول على السلاح الذري جعل اوباما يغير برنامج عمله. لو جلس أمامه رئيس حكومة اسرائيلي آخر – لنفترض شمعون بيرس – لعاد من واشنطن متوجا بتاج الاعلام الاسرائيلي، لكن بلا أي انجاز بجعل الولايات المتحدة رأس الحربة لمنع حصول ايران على القدرة الذرية.

خرج نتنياهو الى واشنطن مبعوثا من الدولة ومن الشعب اليهودي كله كما قال في المؤتمر ايضا، ونهض آلاف الوجهاء وهتفوا – ولم يخشوا أن يتم اتهامهم بـ "ولاء مزدوج" – حينما أعلن ذلك.

لكن نتنياهو أراد ان يرضي منتقديه في الداخل أكثر من الجميع، وهذا رد نفسي مفهوم. وتبرهن التقارير الصحفية على أنه برغم الحرب النفسية غير المكبوحة التي أجراها هؤلاء عليه، نجح في جعل الشأن الايراني في مقدمة اهتمام الوعي السياسي الامريكي وأن "يورط" اوباما بالتزام رئاسي لم يُبذل قبل ذلك. وأن يحصل على دعم لمواقف اسرائيل من مجلس النواب الامريكي ومن المرشحين الجمهوريين للرئاسة.

التزم اوباما، مقابل ضبط اسرائيلي للنفس، ان يمنع عن ايران بشتى السبل، السلاح الذري. ان ثباتا كاملا وصارما وحازما سيجعل اسرائيل تتحرر من الشعور اليهودي القديم الذي يقول "ليس أحد من الشعوب معي".