المهرجان المركزي لأحياء هذا اليوم في منزلها

خبر المرأة التي قلبت الموازين وتحدت المحتل وسلبت الاضواء بالضفة

الساعة 09:25 ص|08 مارس 2012

جنين (تقريرخاص)

في اليوم الثاني و العشرين لإضراب الأسيرة الفلسطينية هناء الشلبي، و الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، باتت الشلبي عنوان مقاومة الإحتلال و التصدي للسجان الذي عجز عن كسر إرادتها و إجبارها على فك إضرابها رغم حالتها الصحية السيئة.

و أكتست جميع الفعاليات و النشاطات التي تنظمها الفعاليات النسوية و المؤسسات الحقوقية و العاملة في مجال المرأة بأسم الأسيرة الشلبي و التضامن معها، حيث أعلن عن إقامة المهرجان المركزي لأحياء هذا اليوم في منزلها.

و بدأت رحلة الأسرى الفلسطينية الشلبي، و هي من بلدة بروقين القريبة من جنين، في الإضراب حينما أقتحم العشرات من جنود الاحتلال منزلها في السادس عشر من فبراير الفاءت، و قاموا باعتقالها و الاعتداء عليها أثناء ذلك بالضرب و الشتم، و عدم السماح لها بتوديع عائلتها.

يقول والد الأسيرة الشلبي، و الذي يخوض إضرابا تضامنيا منذ أسبوعين مع أبنته:" طوقوا المنزل من كل الجهات و طلبوا منا فتح الأبواب، و حينما دخلوا سألوا عن هناء فخرجت لهم فقاموا بشدها و تعصيب عينها و اقتيادها الى الجيب مباشرة دون السماح لها التكلم معنا أو توديعنا".

و تابع الوالد:" خلال نقلها حاول الجنود تفتيشها عاريا دون وجود مجندات معهم، و حين رفضت و قاومتهم قاموا بضربها و الإعتداء عليها بالهروات و الشتائم النابية".

حكم إداري جديد ...

ويقول الوالد أن أبنته حولت للإعتقال الإداري لمدة سته أشهر دون التحقيق معها أو توجيه أيه تهمة بحقها مما دفعها للإعلان عن الإضراب عن الطعام حتى يتم الإفراج عنها و محاسبة الجنود الذين قاموا بضربها و الاعتداء عليها".

و يستهجن الوالد، و الذي يحرص على حضور كافة الفعاليات التضامنية مع أبنته بالرغم من وهنه و تعبه الشديد بعد فترة الإضراب الطويلة، هذا الاعتقال و خاصة أن هناء و بعد الإفراج عنها لم تكن تخرج من المنزل أو تلتقي بأحد، و كانت منكبة على تطريز "لوحة خارطة فلسطين" و التي كانت تشغل كل وقتها.

ومنذ اعتقالها و إعلانها الإضراب لم تسمح سلطات الإحتلال للوالد بزيارة أبنته أو رؤيتها، ولا باقي أفراد أسرتها، و حتى في محاكم التي تقا لتثبيت حكمها الإداري لم تكن تقوى على الحركة و الوصول الى المحكمة من فرط الاعياء و التعب.

يقول الوالد:" أخشى على هناء كثيرا فجسدها النحيل لا يحتمل الإضراب عن الطعام لفترة طويلة، و خاصة أنها خرجت من السجن بوضع صحي سئ، و لم تستطيع استرجاع وزنها و عافيتها، و في كل مرة نحاول رؤيتها لا نستطيع بسبب منعنا من الزيارة، و عدم قدرتها على الوصول الى المحكمة".

الشهادة أو الحرية...

و بالرغم من هذا الوضع الصحي الصعب الذي باتت الأسيرة الشبي تعاني منه إلا أنها تصر على عدم فك إضرابها حتى الإفراج عنها، و التعهد بعدم تجديد إعتقالها الإداري من جديد، الأمر الذي جعل محكمة الاحتلال تبدأ بتقديم بعض التنازلات التي رفضتها الأسيرة.

ففي محكمة تثبيت حكمها الإداري وافقت المحكمة على تخفيض حكها الإداري من سته أشهر الى أربعة، ولكن الأسيرة رفضت هذا التخفيض و إصرت على انتزاع "حريتها" كاملة أو "إستشهادها"، ومن جديد يوم أمس أجلت المحكمة النظر في الالتماس الذي قدمه محامو الأسيرة شلبي المضربة ودعت هيئة الدفاع للتفاوض مع النيابة في محاولة لإيجاد مخرج مناسب لقضيتها".

يقول وزير الأسرى و المحررين عيسى قراقع أن الأسيرة الشلبي باتت تخوض حربا مفتوحة ضد السجان و الإحتلال الصهيوني بأسم جميع الأسرى و الأسيرات و الشعب الفلسطيني عامة.

و تابع قراقع أن الأسيرة الشلبي تمثل رأس حربة بوجه الإحتلال و سياساته الظالمة بحق الأسرى و الأسيرات، و أن على الشعب الفلسطيني و العالم أجمع الافتخار بإن أمرأة تقود نضال شعب كامل بوجه إحتلالية.

و قال قراقع انه و في يوم المرأة العالمي على العالم أجمع التضامن مع الأسيرة هناء و تعزيز صمودها و مطالبها العادلة و رفع الظلم عنها و هي التي سطرت أسطورة مقاومة لا مثيل لها.

و أبدى قراقع ثقته العالية في نجاح الأسيرة الشلبي و قدرتها على كسر إرادة السجان و إرضاخه لشروطها، و قال:" اتوقع أن النيابة العامة ستسعى لإجراء صفقة مع محامي الأسيرة الشبي و الذي يصر على الإفراج الفوري عنها".

تضامن مقبول ...

تقول الأسيرة المحررة هيام البايض من رابطة نساء أسرن من أجل الحرية أن الفعاليات التي نظمت نصرة للأسيرة الشلبي وأن كانت أشمل من اللي جرت للشيخ خضر عدنان، إلا أنها لم ترتق بعد الى مستوى تضحية الأسيرة الشلبي و التي تدفع من صحتها و روحها ثمنا لمقاومتها.

و قالت الأسيرة البايض و هي التي اعتقلت إداريا أكثر من مرة أن تجربة الأسيرة هناء، و من قبلها الأسير خضر عدنان، سلطت الضوء على قضية الاعتقال الإداري و حركت السجون و أجبرت الشارع الفلسطيني للتضامن معهم و الخروج بكافة فعالياته.

و توقعت البايض مزيدا من التحرك ضد هذه السياسية من قبل الأسرى و خاصة بعد إصرار الأسيرة الشلبي على إضرابها و متابعته و هو الأمر الذي سيؤدي الى إجبار الاحتلال على الرضوخ لمطالبها.