خبر خطر الذوبان.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:23 ص|08 مارس 2012

بقلم: افيعاد هكوهين

(المضمون: الجماعات اليهودية في العالم في خصام وشجار ومناكفة وبعضها يذوب في المجتمعات التي تعيش فيها حتى لتبلغ نسبة الذوبان في امريكا اللاتينية 90 في المائة - المصدر).

بُشرنا مؤخرا، وربما بمناسبة عيد المساخر، بنبأين مفرحين من العالم اليهودي، بشر الاول بانشاء "اتحاد يهود اوروبا"، وهو منظمة يهودية جديدة تحاول تمثيل الجماعات اليهودية في الاتحاد الاوروبي الى جانب منافستها القديمة "مؤتمر يهود اوروبا". وذلك الى جانب منظمتي رجال دين يهود تعملان منذ عدة سنين في أنحاء القارة الاوروبية وتجريان صراعات تصبح في أكثر من مرة الى اختلافات يغطيها الاعلام يكثر فيها السب والشتم.

وأنبأ النبأ الثاني بفرح بافتتاح كنيس آخر في مدينة براغ في مركز المدينة. وهذا في ظاهر الامر "بعث للموتى" في مدينة سكنها كثيرون من عظماء التوراة والأدب للشعب اليهودي في جميع الأزمان منهم الحاخام افيغدور كارا والأديب فرانتس كافكا وغيرهما. وبرغم انه سكن في المدينة عشية المحرقة نحو من 50 ألف يهودي لم يزُر أكثرهم كُنس المدينة قط.

ان عدد الجماعة اليهودية النشيطة في المدينة اليوم يبلغ آلافا من اليهود لكن عشرات قليلين منهم يحرصون على الصلاة في الكنس كل يوم أو في ايام السبت، ولا يستطيع هؤلاء توحيد القوى والاجتماع في كنيس واحد.

عمل بين ظهراني الجماعة الارثوذكسية حتى الآن كنيسان: الاول وهو المنسوب الى حاخام براغ الرئيس، الحاخام سيدون، تجري فيه صلاة ضيقة جدا من الصلوات اليومية في الايام العادية، وكنيس آخر على مبعدة نحو من200 مترعنه يستعمله مؤيدو حباد، ويعتاش في الأساس على السياح الكثيرين الذين يزورون المكان وعلى رجال اعمال اسرائيليين يعيشون في المدينة.

لا حاجة الى ان نقول ان الشعب اليهودي يسير هو ايضا على معدته وتوجد الى جانب الكنس ثلاثة مطاعم يهودية تقدم الطعام الحلال تحاول ان ترضي شهوة آلاف السياح المحافظين على الطعام الحلال ممن يزورون المدينة. وبينهم ايضا عداوات طويلة وكل محاولة لأن تفحص في كنيس يوالي واحدا من المطاعم، هل يوجد مطعم آخر، محكومة بالفشل سلفا. ان هذا الوضع، أعني الانقسام والعداوة والتطرف والكراهية، يميز كثيرا من الجماعات اليهودية في العالم. سيراه الساخرون شهادة مشجعة على حيوية الحياة اليهودية في هذا المكان. وقد كان معروفا دائما انه في المكان الذي يوجد فيه يهودي على جزيرة منفردة يكون كنيسان، واحد يصلي فيه وآخر لا يدخله، وقد كان اليهود في ايام فرعون يتشاجرون كثيرا.

لكن اذا كان يهودي واحد يعادل رأيين وكان يهوديان يعادلان اربعة كنس، فانه لا يمكن ان نتجاهل انه قد أخذ يزداد في الوقت نفسه ايقاع ذوبان اليهود في غيرهم زيادة مخيفة.

في جماعات يهودية ما كما في دول امريكا اللاتينية يبلغ 90 في المائة، أما في جماعات يهودية اخرى فيبلغ 50 في المائة "فقط". ويجب ان تقض هذه الظاهرة التي يوجد من يسمونها "المحرقة الصامتة" مضجع كل زعيم يهودي ذي مسؤولية. وبدل انشاء منظمات اخرى وافتتاح كنس جديدة تفضي الى تأجيج الاختلاف بين الجماعات اليهودية وتزيد نسبة الحاصلين على الأجور (الفاضحة في جزء منها) بين عاملي المنظمات اليهودية في العالم، ينبغي علاج فقدان الشعب اليهودي المتواصل بصورة أشمل وأعمق وان تُبذل الطاقات والجهود في تربية يهودية وفي تشجيع الهجرة الى اسرائيل. ونقول كما قال الحكماء: اذا لم يكن الآن فمتى؟ نتمنى لكم عيدا سعيدا.