خبر بيدين فارغتين- هآرتس

الساعة 10:30 ص|07 مارس 2012

بيدين فارغتين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

حكومة اسرائيل والادارة الامريكية تتفقان على ان سعي ايران الى السلاح النووي يعرض للخطر اسرائيل، المنطقة والعالم. الجميع يفهم ماذا يمكن ان تحدثه قنبلة نووية بيد نظام اسلامي متزمت يتطلع الى الصدارة في مجاله الجغرافي – السياسي. براك اوباما، الذي وضع نزع السلاح النووي في رأس برنامجه السياسي الدولي، لا يحتاج الى دروس تمهيدية في هذا المجال. مذكور جيدا أيضا الرد الاسرائيلي القاطع على اوضاع ثار فيها اشتباه بان أنظمة معادية لها ستطور مثل هذا السلاح – العراق في 1981 وسوريا في 2007. احد لا يشكك بصدق كلام بنيامين نتنياهو بان في نيته ان ينقذ اسرائيل من النووي الايراني.

        لم يتغير أي معطى في هذه المعادلة في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن. في خلاصة واعية له – وان كان دون معرفة اذا كان تحقق فيها تفاهمات ملموسة – لا يمكن الا نصفها كفشل. هدف نتنياهو كان تهيئة الارضية لحملة عسكرية ضد ايران. حملة أمريكية، بأفضلية اولى، وكبديل – اسرائيلية. من هذه الناحية فانه يعود من واشنطن بيدين فارغتين ويحتمل أن يكون وضع سياسة حكومته (التي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة الاسرائيلية) اسوأ مما كان عشية سفره. الفوارق التكتيكية بين اوباما وبينه ظاهرة للعيان، دون قدرة على التوفيق، وفي هذه الحالة، عندما تكون الاهداف مشتركة ولكن الظروف والوسائل موضع خلاف، فان التكتيك يفعل الاستراتيجية. نتنياهو اراد هجوما الان، اوباما يعارض عملية عسكرية حتى الانتخابات للرئاسة بعد ثمانية اشهر – واوباما هو الذي يقرر.

 حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها هو أمر مسلم به. فهل هي حقا صاحبة السيادة في أن تقرر متى وكيف تستخدم السلاح الامريكي التي حصلت عليه وتورط بعملها اهم اصدقائها – هذه باتت مسألة اخرى. التقدير الاستخباري المشترك للدولتين هو أنه لن يكون لايران سلاح نووي حتى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني. في هذه الظروف فان ضغط نتنياهو على اوباما لاقرار حملة قبل ذلك ليس فقط عقيما، بل يعتبر كمسعى غريب لاستغلال ظروف سياسية داخلية أمريكية. على نتنياهو أن يرفع يده خشية أن تصبح المواجهة الاسرائيلية – الايرانية نزاعا اسرائيليا – امريكيا.