في يوم المرأة العالمي

خبر باحث: تسع أسيرات يتجرعن المرارة لا يسمعهن أحد من دعاة حقوق المرأة

الساعة 09:19 ص|07 مارس 2012

غزة

في مثل هذا اليوم من كل عام الثامن من آذار تحتفل نساء العالم بيوم المرأة العالمي، والذي يعتبر مناسبة ومدعاه للتذكير بهموم المرأة ومعاناتها في كل بقاع الأرض ، إلا تلك البقة الجغرافية التي تقع تحت الاحتلال الاسرائيلى حيث لا أضواء ولا أصوات استغاثة تصل لتلك المؤسسات المعنية بقضايا المرأة ، لتبقى المرأة الفلسطينية تتجرع الألم تحت سياط الجلاد الذي لا يرحم.

يقول الباحث المختص في شئون الأسرى رياض الأشقر، أن ذكرى يوم المرأة تتجدد كل عام وتتجدد معها معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ، حيث لا يزال الاحتلال يختطف 9 أسيرات في سجونه ، 7 منهن تم اختطافهن بعد إتمام صفقة التبادل الأولى مع الاحتلال ، ولا يزال الباب مفتوحاً لارتفاع أعداد الأسيرات في السجون فى ظل حملات الاعتقال التي تمارسها دولة الاحتلال وتطال كافة شرائح المجتمع الفلسطيني ولم تستثني بالطبع النساء من هذه الاعتقالات .

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال اعتقل أكثر من عشرة آلاف امرأة فلسطينية منذ العام 1967، وخلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن  900 مواطنة  لا يزال منهن  9 منهن يحتجزن  في ظروف قاسية لا إنسانية بينهن زوجتين لأسرى في السجون تم اعتقالهن خلال الشهر الماضي،و تعتبر الأسيرة " لينا أحمد صالح جربوني"  من المناطق المحتلة عام 1948 ، عميدة الأسيرات الفلسطينيات حيث أنها معتقلة منذ 18/4/2002 وتقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاماً.

ومن بين الأسيرات أسيرتان محكومتان ، وأسيرة تخضع للاعتقال الادارى ، بينما باقي الأسيرات لا يزلن موقوفات دون محاكمة .

وأضاف الأشقر بان الأسيرات ورغم ظروفهن الصعبة إلا أنهن لم يستسلمن لهذا الواقع الأليم بل خضن العديد من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوقهن ولمنع الاحتلال من التمادي في ممارساته العنصرية بحقهن ، فيما لا تزال الأسيرة هناء يحيى الشلبى تخوض إضراب مفتوح عن الطعام منذ 21 يوماً متواصلة احتجاجاً على اعاده اعتقالها بعد الإفراج عنها في صفقة وفاء الأحرار وتحويلها إلى الاعتقال الادارى ، وهى المدة الأطول في الإضراب التي تخوضها أسيرة فلسطينية دفعاً عن قضية مصيرية ، تؤرق الأسرى، وتجعلهم رهائن لدى الاحتلال وهى قضية الاعتقال الادارى ، وقدقامت إدارة السجون بعزلها انفرادياً ، ونقلها إلى أقسام الجنائيات وذلك لزيادة الضغط عليها لوقف إضرابها.

وبين الأشقر بان الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة ، ويحرمن من كافة حقوقهن ، ويهددن الاحتلال باستمرار بالنقل إلى اقسم الجنائيات الإسرائيليات مما يشكل خطورة على حياتهن ، وكان الاحتلال قد وضع كاميرات فى قسم الأسيرات لمراقبة تحركاتهن ، مما يعتبر انتهاك للخصوصية.

"وقد صعدت إدارة السجون من انتهاكاتها بحق الأسيرات في الشهور الأخيرة، وخاصة على صعيد الإهمال الطبي المتعمد، حيث تعانى الأسيرة سلوى حسان من ظروف صحية صعبة وحياتها معرضة للخطر كونها كبيرة في السن و تبلغ من العمر 54 عاماً وتعاني من عدة أمراض أهمها مرض الروماتزم ونقص في الكلس،وضعف في البصر وآلام في القدمين ، ورغم ذلك احتجزت لمدة شهر في العزل الانفرادي في أقسام الجنائيات ،قبل أن تنقل إلى قسم الأسيرات الأمنيات ، فيما  تعاني الأسيرة ورود قاسم أيضا من آلام شديدة في المفاصل و ضعف في العظام وضعف في بنية الجسم بشكل عام ، ولا تتلقى اى علاج مناسب.

فيما تحرم الأسيرة القاصرة آلاء الجعبى 17 عاما ، من الزيارة بحجة عدم حصول ذويها على تصريح للزيارة ويماطل الاحتلال في إصداره لهم .

وكانت لجنة مكافحة التعذيب وهى جمعية إسرائيلية قد كشفت مؤخراً  بأان الشاباك يستخدم أساليب تعذيب مهينة وممنوعة ضد الأسيرات الفلسطينيات ، ويمارس التفتيش العاري بحقهن ، ويستخدم العنف الجسدي واللفظي خلال التحقيق باستخدام ألفاظ بديئة خادشة للحياء ، ويهددهن بالاغتصاب لممارسة مزيد من الضغط النفسي عليهن.

وأوضح الأشقر أن الأسيرات اللواتى لا يزلن في سجون الاحتلال هن : "لينا أحمد الجربوني" من أراضى ال48 ، وتقضي حكماً بالسجن لمدة 17 عام ، والأسيرة "ورود ماهر قاسم" من الطيرة داخل أراضى ال48 ، وهى معتقلة منذ ستة أعوام ، والأسيرة "سلوى عبد العزيز حسان" من الخليل ، ومعتقلة منذ 19 /10/2011 ، وهى لا تزال موقوفة ، والأسيرة "آلاء الجعبة" من الخليل وهي أيضا موقوفة ومعتقلة منذ 7/12/2011 ، والأسيرة "سجا العلمي" من بيتونيا برام الله وهي معتقلة منذ 9/1/2012 ، والأسيرة هناء يحيى الشلبى من جنين ومكومة بالسجن الادارى لستة اشهر ،والأسيرة "وفاء محمد القوامسى" من الخليل وهى زوجة أسيرايضاً فى سجون الاحتلال ، والأسيرة "منى صبحي ابوسنينية" ، من الخليل وهى زوجة أسير ايضاً ، والأسيرة " منال نواف الجدع" من قلقيلية وقد اعتقلت بالأمس فقط قرب من مستوطنة "عمنوئيل" بالقرب من مدينة نابلس بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن حاجز بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنود الاحتلال .

وناشد الباحث الأشقر المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وخاصة التي تعنى بقضايا المرأة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، والتي تزداد قساوة يوماً بعد يوم، كما شدد على الراعي المصري لصفقة التبادل أن يستمر فى جهوده من اجل تبيض السجون من الأسيرات كما كان متفق عليه في تفاصيل الصفقة ، والتي اخل بشروطها الجانب الاسرائيلى بالإبقاء على 9 أسيرات في حينه خلف القضبان ، داعياّ  في الوقت ذاته وسائل الإعلام "إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات  وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال .