خبر عفن ومناكفات في القيادة- هآرتس

الساعة 10:14 ص|06 مارس 2012

بقلم: أسرة التحرير

تقرير مراقب الدولة في قضية هرباز، والذي نشر مقاطع منه أمس في أعقاب رفع المسودة الى المسؤولين موضع الرقابة، يعرض صورة قاتمة ومقلقة للسلوك في القيادة الامنية لاسرائيل. رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، يوصف في التقرير كمتآمر، عمل على عرقلة تعيين اللواء يوآف غلانت خلفا له، فيما استعان بـ "عميل" مشكوك فيه، ضابط الاحتياط بوعز هرباز. وزير الدفاع، ايهود باراك يعرض كمن فشل في الرقابة على الجيش وجر الى معركة مكاتب ومقربين مع اشكنازي.

        القانون الاساس: الجيش يصف توزيع المسؤولية بين القيادتين: رئيس الاركان تابع لوزير الدفاع، والوزير مسؤول نيابة عن الحكومة على الجيش. اشكنازي وباراك، حسب المراقب، لم يؤديا مسؤولياتهما القانونية. اشكنازي لم يقبل بتبعيته لباراك ورأى نفسه متساويا مع الوزير المسؤول عنه. عندما لم يرق له سلوكه، أدار بمساعدة مقربيه حملة منهاجية ضد باراك. المراقب رفض رواية اشكنازي، وكأن خلافه مع الوزير باراك نبع من فوارق في الرؤيا بالنسبة للهجوم على ايران، وهو يعزو سلوكه لدوافع شخصية وتتعلق بالقوة.

        المراقب لم يجد أدلة على مناكفات مشابهة من جانب باراك تجاه اشكنازي، خلافا لادعاءات مقربي رئيس الاركان السابق. ولكن ردود الفعل الفرحة من جانب باراك على التقرير مبالغ فيها. عندما تكون المنظومة التي يتحمل المسؤولية عنها عفنة، يفترض بالوزير ان يعرف ذلك وأن يفرض النظام فيها. لا يمكنه أن يتصرف كمحلل أو كمراقب من الخارج؛ اذا لم يكن للوزير فكرة عما يجري في قيادة هيئة الاركان، فكيف سيحقق الاشراف على الجيش؟

        نتائج المراقب تخفي عن الذاكرة قضية بنحاس لفون: مناكفات الجيش للوزير الذي وجد صعوبة في السيطرة على مرؤوسيه، استخدام تلاعبي بوسائل الاعلام، اكاذيب وتضليلات في التحقيق. أكثر من يوبيل من السنين انقضى، وجهاز الامن في اسرائيل يعاني من ذات العيوب.

        وهنا يكمن الاستنتاج الاكثر اقلاقا: حتى بعد الكشف عن التعفن، فان الجهاز لم يتعلم شيئا. تقرير المراقب وشهادة المستشار المنحى، عوزي اراد، عما يجري في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدلان على أن أمن اسرائيل مودع في اياد هاوية ومناكفة.