خبر لا تصدقوا أحدا -معاريف

الساعة 10:06 ص|05 مارس 2012

بقلم: عاموس غلبوع

(المضمون: صمت العالم في ضوء المذبحة في سوريا، ولا سيما بعد التدخل في ليبيا، يؤدي الى استنتاج واحد: الضمانات الدولية هي خدعة محظور الاعتماد عليها - المصدر).

        ثلاث صور ووثيقة واحدة تعرض علينا هذه الايام، وفي أعقابها ثلاثة دروس. الصورة هي لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية، تعلن باحتفالية بان الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقف جانبا عندما يهدد القذافي بذبح أبناء شعبه. وهكذا انطلق حلف الناتو لانقاذ الشعب الليبي المظلوم، مستغلا اللحظة التي "غفت فيها في الحراسة" روسيا والصين، هاجم على مدى نصف سنة، وأدى الى ان قتل القذافي وبعض من ابنائه، والاهم: ادى الى أن يواصل النفط الليبي الضخ الى الدول الاوروبية. وماذا بالنسبة لاولئك الجماهير الليبية المسكينة، الذين من أجلهم القي بالاف القنابل الذكية على ليبيا؟ نسوهم!

        مع اليد على القلب: من يسمع الان شيئا عما يجري في ليبيا؟ هل رأيتم أو سمعتم السيدة كلينتون تتحدث عما يجري من فوضى تعربد هناك اليوم؟ ولا يمكن الانتقال الى الصورة الثانية قبل أن نرى صورة متممة؛ ذات وزيرة الخارجية الامريكية تقف وتشرح بان هناك فارقا كبيرا بين ليبيا وسوريا: في لبيبا، قالت، قصفوا المدنيين من الجو، اما في سوريا فلا يفعلون ذلك.

        الصورة الثانية هي صورة سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة تلقي خطابا في مجلس الامن بعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو على مشروع القرار بشأن سوريا وتقول انها "تشمئز" من تصويتهما. وقد قالت ذلك مع تشديد حظي بعناوين رئيسة واقوال ثناء. حسنا، إذن ماذا حصل؟ لم يحصل شيء! فقد اشمئزت، ولعل كان بوسعها ان تذهب الى المرحاض وتتقيأ، ولكن ليس اكثر من ذلك. حتى هذا اليوم تجري أمام عيون العالم كله مذبحة، ذبح، قتل أطفال وعائلات – كل الافعال الوحشية التي يمكن تصورها تنفذ أمام ناظر العالم؛ وكل محبي ومقاتلي حقوقه، كل الاف منظمات محبي السلام والعدل والاخوة، صمتوا صمتا مطبقا. السيدة تسيبي لفني اتهمها محبو العدل في بريطانيا بجرائم حرب، ولكن حتى الان لم أسمع عن منظمة عدل واحدة في العالم تعلن عن بشار الاسد كمجرم حرب وتعمل على تقديمه الى محاكمة دولية.

        الصورة الثالثة هي لاسمى الاسد، زوجة بشار، الانيقة بلباسها، خريجة الثقافة الغربية، تصوت الى جانب زوجها في الاستفتاء الشعبي في سوريا وفي نفس اللحظة مدفعية زوجها تقصف دون رحمة حمص. سوريون يذبحون سوريين، وتوجد أيضا تعليلات ثقيلة الوزن للذبح: العلويون مضطرون للذبح والا فانهم هم أنفسهم سيذبحون. وهذا يطرح السؤال: أي شعوب هذه؟ في العراق يصفي الواحد الاخر، وهكذا ايضا في السودان، في ليبيا، وفي حينه في لبنان، في الجزائر وفي قطاع غزة. ومن يدري ما ينطوي عليه المستقبل؟ لماذا هم يقتلون هكذا؟

        والان الى الوثيقة التي قرأتها قبل بضعة ايام ونشرها "مركز الاستخبارات والارهاب" وتضمنت معطيات تتعلق بنشاطات تخطط لها منظمات حقوق الانسان المختلفة في أرجاء المعمورة في 30 اذار، "يوم الارض" لعرب اسرائيل. في هذا اليوم ستجرى مسيرات نحو حدود الدولة ومهرجانات في أرجاء المعمورة تدعو الى مقاطعة اسرائيل الوحشية والعمل على شطبها.

        وثلاثة الدروس الشخصية هي: الاول، لا يوجد شيء يسمى "دول متنورة" او "دول سليمة". هذه تعابير نسمعها صبح مساء، هدفها ان تبين كم هي دولتنا مظلمة وغير ديمقراطية. هراء. هذا تنور وهمي، مزدوج وزائف، ينبع من مصالح مادية فقط. الثاني، القسم الاول (ليس الجميع!) من منظمات حقوق الانسان في عالمنا، وكذا في بلادنا، هي في أساسها أعمال تجارية تجري في صالح اصحابها، وبشكل عام ضد حقوق دولة اسرائيل والشعب اليهودي. والدرس الثالث، وهو الاهم: محظور علينا أن نعتمد على ضمانات دولية. كاضافة هامشية للضمانة الذاتية لدينا – ممكن. أما كضمانة اساسية - never! هل يكتفي احد بصورة سفيرة غربية في الامم المتحدة "تشمئز" من أن الضمانة الدولية لم تتحقق؟