خبر تهوية الغرفة- معاريف

الساعة 09:59 ص|05 مارس 2012

تهوية الغرفة- معاريف

بقلم: حنان غرينبرغ

(المضمون: في القصة الحالية تضررت العديد من قيم الجيش الاسرائيلي. القدوة الشخصية، المصداقية، الزمالة. السطر الاخير هو انه يجب اعادة هذه القيم الى مقدمة الساحة إذ عليها جر القتال في الماضي وعليها سيجري القتال في الحروب القادمة - المصدر).

        ليس كبار جهاز الامن وجنرالات الجيش الاسرائيلي وحدهم تابعوا أمس الوثيقة الخطيرة التي صدرت عن مكتب مراقب الدولة. قائد السرية من غولاني الذي يتواجد مع جنوده قرب المدن الفلسطينية في أرجاء المناطق، نائب قائد السرية من لواء الناحل على حدود قطاع غزة وقائد الكتيبة من لواء جفعاتي الذي يتابع تحركات حزب الله في الحدود الشمالية تابعوها هم أيضا. الجميع سمع كيف أنه في الوقت الذي يحاولون فيه منع الحرب، دارت رحى حرب اخرى، في وزارة الدفاع، بين المبنيين الحديثين والفاخرين، بين اثنين كانا بأنفسهما قائدين عسكريين.

        الضباط الصغار الذين يتغذون من العناوين الرئيس للتقرير في الاذاعة، في اثناء رحلة عاجلة أو في أثناء تصفح سريع للاخبار عبر الهاتف الخلوي، يهمهم أقل التفاصيل الصغيرة، وهم يسمعون فقط العناوين الرئيسة، الاقوال المركزية ولا يفهمون كيف تستوي هذه مع روح وقيم الجيش الاسرائيلي.

        غابي اشكنازي، رئيس الاركان السابق والخاسر الاكبر من مسودة التقرير، شدد غير مرة على أهمية هذه القيم. وهو لم يتردد في أن ينحي عن الجيش صديقه الافضل من لواء غولاني، العميد موشيه تشيكو تمير، بسبب ما وصفه بالمس بقيم الجيش الاسرائيلي وعلى رأسها قيم الانضباط والقدوة الشخصية.

        في قضية اخرى ايضا، للعميد عماد فارس التي لعبت دور النجم في فترة ولايته، كانت هذه القيم رموزا لطريق الجيش الاسرائيلي وهي التي أدت الى انهاء خدمة الضابط ذي الانجازات الكبيرة.

        في القصة الحالية تضررت العديد من قيم الجيش الاسرائيلي. القدوة الشخصية، المصداقية، الزمالة. كل واحد يمكنه أن يقدم التفسيرات كم وبأي شكل حصل هذا. السطر الاخير ولا يهم في هذه اللحظة من فعل ماذا ولمن هو انه يجب اعادة هذه القيم الى مقدمة الساحة إذ عليها جر القتال في الماضي وعليها سيجري القتال في الحروب القادمة.

        هذه المهمة موضوعة أمام رئيس الاركان، الفريق بيني غانتس. غانتس اياه الذي وصف هذه القضية، عندما انفجرت، بانه  تنز عنها رائحة كريهة.

        منذ تسلم منصبه كرئيس للاركان فانه ينتظر الى أن تصل هذه القضية الى نهايتها. ولكنه لم يفعل شيئا بالنسبة لهذه الرائحة، ربما عن حق، في الانتظار المتحفز للتقرير اياه الذي كتب في هذه القضية. أما الان فقد باتت الامور واضحة وباستثناء بعض التعديلات في التقرير النهائي، فانه حال الوقت لتهوية الغرفة، لتبديد الرائحة الكريهة ولاعادة هذه القيم الى المكان الذي هي جديره به. سيكون من يقول انه يجب شجب كل المشاركين في القضية حتى آخرهم، كتابة رسالة، وربما اجراء درس، والتشديد على أن ما كان لن يتكرر.