خبر إهدأ يا سيد نتنياهو- يديعوت

الساعة 09:58 ص|05 مارس 2012

بقلم: شمعون شيفر

قد أُرسلت الرسالة أمس، ورئيس الولايات المتحدة اوباما لم ينتظر المحادثة التي يفترض ان يجريها اليوم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعبر أمس عن معارضته هجوما اسرائيليا على ايران. وقال اوباما لآلاف الوجهاء الذين جاؤوا الى مؤتمر "ايباك" في واشنطن، يحسن ان تنتظروا الى ان نستفرغ الضغط على ايران في نصف السنة القريب. وأضاف اوباما قائلا: "يحسن من اجل أمن اسرائيل والولايات المتحدة الكف عن الثرثرة والكلام الباطل على حرب مع ايران".

وعند اوباما أدلة على ان الصمت أفضل، فقد وجه الرئيس الامريكي انتباه نتنياهو ووزير الدفاع اهود باراك الى ارتفاع سعر النفط نتيجة كلامهما على الاستعداد لمهاجمة ايران.

وليس ذلك بسبب السعر فقط. فاوباما لا يقبل ايضا البرامج الزمنية التي يجعلها نتنياهو وباراك "نافذة الفرصة الاخيرة" لمهاجمة ايران، حتى أشهر الصيف التي ستتمتع ايران بعدها بما يُعرفه باراك بأنه "منطقة حصانة من الهجوم". وهكذا فان اوباما لا يضعف برغم الضغط الكبير الذي يستعمله اصدقاء اسرائيل في مجلس النواب وفي جماعة الضغط الاسرائيلية على البيت الابيض في الشأن الايراني. والرئيس الامريكي غير مستعد للتراجع عن خطوط سياسته الخارجية التي أعلنها عند دخوله البيت الابيض والتي فحواها ان امريكا لن تدخل مغامرات وحروبا اخرى سوى تلك التي شاركت فيها.

خرجت الولايات المتحدة من العراق وستخرج القوات الامريكية في المستقبل ايضا من افغانستان. ولا تظهر ايران الآن في قائمة أهداف الابادة عند الادارة الحالية.

سيدخل نتنياهو البيت الابيض خائب الأمل كما يشهد عليه شيوخ من الحزب الجمهوري التقوا معه في البلاد، بسبب الرسائل المتناقضة التي تصله من ادارة اوباما وفيها من جهة طلب ضبط النفس، ومن جهة اخرى كلام على حق اسرائيل في ان تتخذ بنفسها القرارات الحاسمة المصيرية المتعلقة بأمنها.

سيبذل نتنياهو جهدا للتوصل مع اوباما الى تفاهم على العناصر في اعداد ايران للتسلح بسلاح ذري والتي لن يبقى بعدها خيار للولايات المتحدة واسرائيل سوى الهجوم معا أو على حدة، على المنشآت الذرية الايرانية. وسيجهد، لكن عناصر مشاركة في محادثات الاعداد للقاء بينه وبين اوباما يقولون انه لا أمل ان يتم اغراء رئيس الولايات المتحدة بتسليم الضيف من اسرائيل خطوطه الحمراء. ويفترض اوباما أنه سيكون ممكنا الى الصيف التوصل الى اتفاق مع ايران يُنهي نظام آيات الله في اطاره مشروعه الذري، ويستطيع اوباما في هذه الحال ان يعلن بأن كل شيء حدث بفضل سياسته، ويستطيع نتنياهو ان يزعم ان كل شيء حدث بفضل تصميمه والاشارة الى استعداد لمهاجمة ايران.

كان نتنياهو يستطيع ان يتعلم شيئا من سلفيه شارون واولمرت. فقد أراد شارون ان يحصل على إذن من الرئيس الامريكي بوش لمهاجمة أهداف في العراق في 2003 اذا تجرأ صدام حسين على اطلاق صواريخ على اسرائيل ورد الامريكيون بالرفض. واستوعبت هذه الرسالة جيدا في اسرائيل وطُويت كل خطط مهاجمة العراق. والأصل ألا تهاجم اسرائيل دولة اخرى في المنطقة من غير مساعدة وتفاهم على الحصول على مظلة استراتيجية، وهكذا كان ايضا مع اولمرت الذي أمر بحسب نشرات اجنبية بمهاجمة المنشأة الذرية في شمال سوريا. لم يحتج بوش في هذه المرة وأبدى تفهما للقرار الاسرائيلي وعرف سلفا بالهجوم ومنح اسرائيل مظلة استراتيجية.

والدرس المطلوب لو استطاع اوباما ان يقوله علنا لنتنياهو هو: نرجو شيئا من التواضع من فضلكم، لا تنسوا من الذين تأخذون طائراتكم منهم والقنابل المخترقة للملاجيء الحصينة قبل ان تتجرؤوا على توريطنا جميعا في حرب اقليمية.