خبر التظاهر بالتوبة -هآرتس

الساعة 09:44 ص|04 مارس 2012

بقلم: أسرة التحرير

من حق الوزير السابق شلومو بنزري الظن بان ألمه كان أكبر من ألم جلعاد شاليط. وسواء قال ذلك كي يعرب عن احباط عميق أم أراد اشعال الخواطر، فلا معنى للانشغال بالقياسات والمقارنات من مجال النفس. من حق الانسان أن يعبر عن مشاعره، مهما كانت بدائية.

        ولكن يخيل أن خطاب "أنا أتهم" لبنزري تضمن جانبا باعثا على قلق أكبر: تنكره المطلق للجريمة التي ارتكبها والتي بسببها امضى عقوبة السجن – الرشوة، خرق الثقة، التآمر والتشويش على الاجراءات القضائية. "حاكوا لي ملفا يا اخوتي"، قال فور خروجه من السجن، "أشدد، حاكوا لي ملفا". بل وفصل: "من أصغر من عالج ملفي وحتى العليا التي تعاملت معي بانعدام حساسية، وليس باحقاق العدل، عملوا انطلاقا من الثأر ومن قيم مقدسة في عيونهم وليس في عيوني. أنا بريء تماما".

        هذه الاقوال تتناقض مع ما قاله قبل نحو شهرين أمام لجنة التسريحات التي بحثت في تقليص عقوبته بالثلث. في محضر المداولات نقل عن وكيل المستشار القانوني للحكومة كمن يقول: "من تقارير السجن التي رفعت عن السجين يتبين لنا أنه يعترف بارتكاب الجرائم، يشير الى انها جاءت بنية طيبة ويعرب عن ندمه الكامل".

        مهمة لجنة التسريحات هي فحص سلوك السجين في اثناء سجنه، موقفه من الجريمة التي ارتكبها، فرص تأهيله وانخراطه في المجتمع ومدى الخطر في تسريحه. يتبين أن موقف بنزري من الجريمة التي ارتكبها يتغير حسب المصلحة: حين اراد تقليص عقوبته، اعترف بما ينسب اليه وأعرب عن الندم؛ اما بعد أن افرج عنه وازيح عنه خطر القانون، تراجع واتهم الجهاز القضائي بالثأر وحياكة الملفات.

        وعليه، فان "احتفال بنزري" يضع تحت ضوء اشكالي أحد الشروط الاهم في اتخاذ القرار لتقليص فترة السجن – استيعاب الفعل الجنائي. وتبين أنه تكفي مسرحية جيدة لاقناع اعضاء لجنة التسريحات بانه يقف امامهم تائب جدير بالمراعاة، فيما انه يقف امامهم عمليا متظاهر بذلك.