خبر الأمين العام للجهاد الإسلامي: تسوية الخلافات بين فتح وحماس مسألة صعبة والانتخابات قد لا تجري ولا نستبعد حرب إسرائيلية على قطاع غزة

الساعة 07:03 ص|04 مارس 2012

صحيفة القدس

لن نقبل بأي حل أو تسوية تتنازل عن شبر من ارض فلسطين

 إذا فرضت علينا الحرب فنحن مطمئنون أنها لن تكون كحرب 2009، وسيكون فيها الكثير من المفاجآت لصالح المقاومة

من المفارقات العجيبة في أداء السلطة أن المفاوضات مع "إسرائيل" متوقفة، لكن التنسيق الأمني لا يتوقف على مدار الوقتّ

 حضورنا  جلسات الإطار القيادي لـ م.ت.ف لا يعني انضمامنا الآن للمنظمة نحن ما زلنا في طور البحث والنقاش

 الضرورة الوطنية تقتضي فك الارتباط بين السلطة ومنظمة التحرير لأن السلطة مشروع طارئ وفاشل أما المنظمة فيجب المحافظة عليها وتحصينها لتكون إطارا جامعاً.

 ما يجري في القدس مذبحة حقيقية للتاريخ والجغرافيا وللمقدس في حياتنا وهذه لا تمس الفلسطينيين وحدهم بل تمس كل عربي وكل مسلم

اعتبر الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن «السبب الحقيقي لاستمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس يعود إلى اختلاف البرامج والمصالح والحسابات بين أطراف أو طرفي الانقسام».

وقال الدكتور شلح في حوار ينشر بالتزامن في القدس الفلسطينية والراي الكويتية أن "تبادل الاتهامات بين فتح وحماس بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة، لان كل طرف لديه من الحجج ما يدافع بها عن موقفه، لكن في المحصلة شعبنا الفلسطيني هو الخاسر بتعطيل المصالح وعدم الالتفات إلى التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في القدس المحتلة".

واعتبر أن " ما يجري في سورية للأسف شيء محزن وخطير وقد تكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على مستقبل سورية والمنطقة"، آملا، نتمنى أن "يجد الشعب السوري بكل مكوناته طريقة إلى حل سلمي سوري يحقن الدماء، ويحافظ على وحدة سورية ويحقق طموحات شعبها في واقع أفضل يليق بسورية ومكانتها ودورها في الأمة".

وإذ اعتبر أن التهدئة في غزة هش، فإن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لم يستبعد أن يذهب العدو الصهيوني إلى الحرب في القطاع، وقال "نحن نعرف حدود إمكاناتنا كشعب فلسطيني لكن إذا فرضت علينا الحرب فنحن مطمئنون أنها لن تكون كحرب 2009، وسيكون فيها الكثير من المفاجآت لصالح المقاومة".

وقال الأمين العام: "لا نقبل بأي حل أو تسوية تتنازل عن شبر من ارض فلسطين"، معتبرا أن أميركا والرباعية غطاء دولي لإدامة الاحتلال.

وأعرب الدكتور شلح عن أمله "ألا تطول مرحلة انشغالنا بأنفسنا وانشغال العرب بأنفسهم وألا يتأخر الربيع الفلسطيني".

وعن العلاقة بين حماس والجهاد قال الأمين العام: "علاقتنا بمشعل ممتازة ومع حماس في أفضل أحوالها وسنشارك في حكومة فلسطينية سياسيا عندما نمتلك السيادة، مشيرا إلى ان حضورنا جلسات الإطار القيادي لمنظمة التحرير لا يعني انضمامنا الآن إليها.

وحذر من أن ما يجري في القدس مذبحة حقيقية للتاريخ والجغرافيا تمس كل عربي وكل مسلم.

وفيما يلي نص الحوار:

 

• ما تقييمكم لجولة واجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير في القاهرة؟ وماذا قدمتم؟

د. رمضان: من الاجتماع الأول كان حضور حماس والجهاد ومشاركتهما في هذا الإطار هو الانجاز الأبرز، لكن هذا لا يكفي وما زلنا نحاول الإجابة عن أسئلة كثيرة سواء في مسألة المنظمة أو في الوضع الفلسطيني بشكل عام، لكن حجم الانجاز بنظري ما زال متواضعا وليس بحجم التحديات أو التوقعات.

 

• لكن الانقسام الفلسطيني ما زال موجودا؟

د. رمضان: السبب الحقيقي لاستمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس يعود إلى اختلاف البرامج والمصالح والحسابات بين أطراف أو طرفي الانقسام، ونحن وغيرنا سعينا إلى التقريب بين وجهات النظر لكن المسألة معقدة، فقد تنتقل الأمور أحيانا من خلاف بين تنظيمين إلى خلاف داخل التنظيم الواحد حول بعض القضايا.

وتبادل الاتهامات بين فتح وحماس بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة، لأن كل طرف لديه من الحجج ما يدافع بها عن موقفه، لكن في المحصلة شعبنا الفلسطيني هو الخاسر بتعطيل المصالح وعدم الالتفات إلى التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في القدس المحتلة.

 

• هل انتم مع حكومة فلسطينية برئاسة أبو مازن؟

د. رمضان: بخصوص رئاسة الحكومة فنحن لسنا مشاركين في السلطة او الحكومة لذلك اذا توافق طرفا النزاع، حماس وفتح، نحن لا مانع لدينا من أي خطوة تتعلق بالحكومة طالما لا تخل بأي من الثوابت الفلسطينية.

 

• ما تحفظاتكم على حكومة سلام فياض ودورها؟ وكم عدد المعتقلين من الجهاد في سجون السلطة وماذا قدمتم في لجنة الحريات؟ وهل لمستم تقدماً في عمل هذه اللجنة؟

د. رمضان: موقفنا من مؤسسات السلطة ليس موقفا من الأشخاص بقدر ما هو موقف من مشروع السلطة وآلية عملها في ظل الاحتلال. أليس معيبا ان تتحول الحرية مطلبا يستجديه الفلسطيني من أخيه الفلسطيني، وكلانا تحت قبضة الاحتلال؟

أما عدد السجناء فهو يزيد وينقص حسب الطلب والتحريض الإسرائيلي، والعدد الآن سبعة معتقلين. ومن المفارقات العجيبة في أداء السلطة أن المفاوضات مع "إسرائيل" متوقفة، لكن التنسيق الأمني لا يتوقف على مدار الوقتّ، لذلك نحن في عمل لجنة الحريات حريصون على نقض الأساس الذي تقوم عليه الاعتقالات فإذا كانت لأسباب أمنية فالأسباب هنا هي أسباب إسرائيلية مزعومة والأمر المطلوب الحفاظ عليه بمصادرة حرية مزيد من الفلسطينيين، علاوة على أسرانا لدى الاحتلال هو أمن "إسرائيل". أما إذا كانت الأسباب سياسية تتعلق بالانتماءات أو الفعاليات التنظيمية لهذا الفصل أو ذاك، فمثل هذه الممارسات سنجني ثمارها المرة بتعطيل عجلة المصالحة، وللأسف انجاز لجنة الحريات حتى الآن لا شيء مهماً.

 

• ما رؤيتكم لتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وكيف ترون العمل في لجنة المنظمة؟ وما الهدف من دخولكم المنظمة بعد هذه المدة الطويلة وفي خضم ما تمر به من تهميش؟

د. رمضان: أهم ما ركزنا نحن عليه في اجتماع الإطار القيادي للمنظمة هو تحديد الهدف من عملية إعادة بناء منظمة التحرير، لأن هدف أي منظمة يؤثر على بنية المنظمة أو هيكلها التنظيمي. فأي منظمة تحرير نحن نريد؟ هل المنظمة تعبر عن حركة تحرر وطني، أم سلطة، أم دولة، أم ماذا؟ دون الإجابة الواضحة والصريحة عن هذا السؤال ستكون لدينا مشكلة كبيرة نتيجة الغموض والالتباسات في التصورات والمواقف.

أما عن دخولنا المنظمة فحضورنا هذه الجلسات لا يعني انضمامنا الآن للمنظمة نحن ما زلنا في طور البحث والنقاش، ما يجري بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني المشاركة في هذه اللقاءات هو طرح أسئلة وتلمس إجابات عنها، ونحن فصيل رئيسي في الساحة الفلسطينية فيجب أن نكون جزءا من هذا الحوار نشارك في طرح الأسئلة ونسهم في البحث عن الإجابات... أما القرار النهائي بالانضمام أو عدم الانضمام إلى المنظمة فيتوقف في النهاية على ما ستسفر عنه هذه الجولات من الحوار، عندها نقيّم النتائج ونتخذ القرار النهائي.

 

• هل عدم مشاركتكم في السلطة هو السبب في المطالبة بالفصل بين انتخابات التشريعي وانتخابات المجلس الوطني؟

د. رمضان: هذا الرأي ليس رأينا فقط بل هو رأي فصائل أخرى بما فيها فتح وحماس، ونحن نعتقد أن هناك ضرورة وطنية لذلك تتمثل في ضرورة فك الارتباط بين السلطة والمنظمة لان السلطة مشروع طارئ وفاشل ومستقبلها غير معلوم، أما المنظمة فيجب المحافظة عليها لتكون هي الإطار الجامع والحامل للقضية في كل المراحل والظروف... الآن هناك متغيرات جديدة في المنطقة في ظل الثورات العربية قد تستعيد فيها قضية فلسطين ما فقدته من عمقها وحضنها العربي والإسلامي فلابد من وجود المنظمة غير مكبلة بقيود السلطة للتعامل مع هذا الوضع... كما أن الدمج بين المنظمة والسلطة في ظل سريان لعبة التسوية يعني تفريغ المنظمة في السلطة وليس العكس أي أن السلطة تبتلع المنظمة وهذا ليس في مصلحة القضية.

 

• هل تنوون خوض انتخابات المجلسين الوطني والتشريعي؟

د. رمضان: موقفنا من مسألة الانتخابات عامة سنعلن عنها عندما تبدأ عملية الانتخابات أو نتأكد أنها ستجري فعلا.

• هل يعني هذا أنكم تعتقدون بعدم حصول انتخابات؟

د. رمضان: نعتقد بوجود عقبات إن لم تمنع حدوث الانتخابات، فستؤجلها ولن تكون بالسرعة أو في المواعيد التي يجري الحديث عنها.

 

• ما حقيقة الحديث عن اجتماعات بينكم وبين قيادات حركة حماس لتوحيد الحركتين؟

د. رمضان: حديث الوحدة بين حماس والجهاد موضوع قديم جديد، والرغبة والإرادة في الوحدة موجودة لدى الطرفين من حيث المبدأ، أما شكل الوحدة وتوقيتها فما زال موضع بحث ونقاش بين الحركتين وداخل كل حركة على حدة، ونرجو أن تكون النتائج ايجابية ومرضية إن شاء الله.

 

• كيف تصف العلاقات بين الجهاد وحركة حماس في الخارج (مع خالد مشعل) وفي ظل حكومة حماس في قطاع غزة؟ متى يمكن أن تشاركوا في حكومة فلسطينية؟ حماس أخيرا جددت رؤيتها للحل مع العدو بالقبول بدولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود 1967 وما موقفكم من طروحات التسوية التي يتم تبادلها؟ وهل ترون في أميركا والرباعية الدولية وسيطا نزيها؟

د. رمضان: هذا السؤال حوالي خمسة أسئلة في سؤال. أحاول الإجابة عنها بكلمات محدودة. علاقتنا بالأخ أبو الوليد خالد مشعل ممتازة ومع حماس في غزة هي في أفضل أحوالها، نشارك في حكومة فلسطينية إيمانيا عندما يشاء الله علا وجل، وسياسيا عندما نمتلك السيادة. لا نقبل بأي حل أو تسوية تتنازل عن شبر من ارض فلسطين. أميركا والرباعية ليسوا وسطاء حتى يكونوا نزيهين أو غير نزيهين هؤلاء هم غطاء ومظلة الحماية الدولية لإدامة احتلال فلسطين وانتهاك حقوق شعبها وإذلاله.

 

ما رؤيتكم للوضع الميداني في قطاع غزة في ظل تلويح الحكومة الإسرائيلية بحرب جديدة على القطاع؟ ما حقيقة التهدئة القائمة هناك؟

د. رمضان: التهدئة في القطاع هشة... وفي ظل الأوضاع الإقليمية الضاغطة على أعصاب العدو لا نستبعد أن يذهب إلى الحرب في غزة.

 

• هل انتم جاهزون لحرب في غزة؟

د. رمضان: نحن نعرف حدود إمكاناتنا كشعب فلسطيني، لكن إذا فرضت علينا الحرب، فنحن مطمئنون أنها لن تكون كحرب 2009، وسيكون فيها الكثير من المفاجآت لصالح المقاومة بإذن الله.

 

• البعض ينتقد تقاربكم من إيران؟ كيف تصف هذه العلاقة في ظل التركيز الغربي والإسرائيلي على القدرة النووية الإيرانية والحديث عن قرب شن ضربة قوية للقدرات الإيرانية؟ هذا في ظل خوف خليجي من قوة إيران وانعكاس ذلك على مستقبل الخليج؟

د. رمضان: أولا، انتقاد علاقتنا بإيران خصوصا من قبل من يديرون ظهرهم لقضية فلسطين وشعبها، أمر عجيب وغريب أنا افهم أن ينتقد إيراني حكومته مثلا لماذا تدعمون الفلسطينيين؟ أما أن ينتقد عربي الفلسطينيين لماذا تقبلون دعم إيران وتأييدها لكم بينما تخلى العرب والعالم كله عن الفلسطينيين... هل يعقل ذلك؟

أما التهديدات الإسرائيلية لإيران فهذه سياسة نتنياهو حيث نجح للأسف في جعل التهديد الإيراني المزعوم رقم واحد على جدول الأعمال السياسي سواء في الكيان الإسرائيلي أو في الاهتمام العالمي بالشرق الأوسط ولم يعد هناك شيء اسمه فلسطين... الشأن الفلسطيني لم يعد مطروحا على العقل الإسرائيلي في هذه المرحلة... هذا إضافة إلى الانشغال العربي والانسداد العربي إلى ما يجري في البلدان العربية من أحداث وثورات.

 

• ما قراءتكم للوضع الفلسطيني في سورية؟ وما موقفكم مما يجري؟

د. رمضان: نحن كفلسطينيين نحاول أن ننأى بأنفسنا عن التدخل في أي شأن داخلي لأي دولة عربية، وهذا ينطبق على سورية وغيرها. ما يجري في سورية للأسف شيء محزن وخطير وقد تكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على مستقبل سورية والمنطقة. نتمنى أن يجد الشعب السوري بكل مكوناته طريقة إلى حل سلمي سوري يحقن الدماء، ويحافظ على وحدة سورية ويحقق طموحات شعبها في واقع أفضل يليق بسورية ومكانتها ودورها في الأمة.

 

• ما انعكاسات الانقسام على القضية الفلسطينية وعلى القدس التي تهود والأقصى المبارك الذي يجري المس به يوميا ويقتحم من قبل المستوطنين وهناك دعوات لتدميره وبناء الهيكل المزعوم؟ ما دوركم ورؤيتكم للأمور؟

د. رمضان: من المؤسف جدا أننا كفلسطينيين أضعنا سنوات ونحن منشغلون بأنفسنا بينما "إسرائيل" تغيّر معالم الأرض والتاريخ والجغرافيا والبشر كل لحظة، لتنهي القضية الفلسطينية وتسدل الستار على كل شيء يتعلق بفلسطين بل تقطع علينا الطريق إلى المستقبل.

بالنسبة للسلطة أنا لا استغرب أي شيء سلبي في سلوكها تجاه القدس ، لان السلطة في أساسها مشروع صمم للتخلص من جوهر القضية، والقدس هي في القلب من الجوهر... ما يجري في القدس مذبحة حقيقية للتاريخ والجغرافيا وللمقدس في حياتنا وهذه لا تمس الفلسطينيين وحدهم بل تمس كل عربي وكل مسلم، لكن أين العرب وأين المسلمون من هذه المذبحة؟

آمل ألا تطول مرحلة انشغالنا بأنفسنا وانشغال العرب بأنفسهم أيضا، وإذا كان هناك فعلا ما يمكن تسميته بالربيع العربي فنرجو ألا يتأخر الربيع الفلسطيني أكثر من ذلك فلا يعقل أن تصحو كل الشعوب ويغفو شعب فلسطين أو ينام معدن شعبنا، وعمق جراحنا ومأساتنا يقول لنا: إن الربيع الفلسطيني آت لا محالة.

• كيف تنظرون إلى صمود القيادي في حركة الجهاد خضر عدنان وإضرابه على الطعام 65 يوماً؟

د. رمضان: إضراب الشيخ المجاهد خضر عدنان وانتصاره شكل إضافة نوعية في تاريخ النضال الفلسطيني، كما أن وقفة شعبنا بكل فئاته وقواه مع قضية الشيخ المجاهد ولاسيما أهلنا وإخواننا في الداخل في مناطق 48 برهن مجددا على أن الدم الفلسطيني كما يقولون: ما بصير ميّة وأننا دائما قادرون على التوحد وصنع الانتصار.